شؤون محلية

الاختيار المهني: مصير إنسان

| ميشيل خياط

بعد عدة أيام تنتهي الامتحانات العامة لشهادة التعليم الأساسي.

ومن لم يحالفه الحظ بإجابات صحيحة ومتقنة سيخاف أن ينجح بعلامات ضئيلة وأن يجبر على الذهاب إلى الثانوية المهنية فيما يعرف بالتعليم الفني في وزارة التربية.

إذا تابعتم قراءة هذه المقالة للآخر سوف تكتشفون، أن الذكي من سيذهب إلى التعليم المهني الفني، وأنه سيأتي وقت ليس ببعيد، يتوسط فيه أهالي الطلاب والطالبات أن يقبل أولادهم في المدارس الفنية..!

ولعل الفرق قد بدأ بصنعه وسيصنعه القانون 38 الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد بناء على ما أقره مجلس الشعب في 2/12/2021.

وينص هذا القانون على تحويل 480 مدرسة مهنية صناعية ونسوية وتجارية إلى مراكز إنتاجية، وأجاز التعليم المزدوج أن يداوم الطلاب في المدارس عدة أيام من الأسبوع وأن ينتقلوا في باقي أيام الأسبوع إلى المصانع للعمل فيها، فيتدربون وينتجون في آن معاً.

وأجاز القانون أيضاً افتتاح ورش ومراكز إنتاج في تلك المدارس لتقديم خدمات الصيانة إلى المواطنين بأجر.

سألت الدكتور محمود بني المرجة معاون وزير التربية لشؤون التعليم الفني، إلى أين وصلتم في تطبيق هذا القانون، وكنت أظنه سيكون علامة فارقة في المسار التاريخي للتربية في سورية.

ولم يكن جوابه محبطاً أو إنشائياً، قال لي، بدأنا بداية خجولة تحقق لطلابنا دخلاً بسيطاً، لكننا نضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع مصنع كبير للأجهزة الكهربائية، سيوفر لطلاب إحدى المدارس الصناعية في دمشق 200 ألف ليرة في الشهر. علماً أن القانون يمنح نسباً من الأرباح للمدرسين والمدربين والإداريين.

سيكون ذلك الاتفاق مرجعياً لمصانع كثيرة، عامة وخاصة، بحاجة إلى شباب متعلمين ومدربين، في كل المحافظات السورية، وهذا الدخل المالي سيشكل حافزاً للإقبال على المدرسة الفنية، في السنوات القادمة علماً أن ما كبح انطلاقة التعليم الفني في هذا المسار الحلم رفض المجلس الأعلى للتعليم التقني، تطبيقه، على معاهد وزارة التربية وعددها 80 معهداً بحجة أنه (أي المجلس) ليس جاهزاً للتطبيق، علما أن تبعية معاهد التربية له، وصائية فقط، إذ يتبع العاملون في تلك المعاهد لوزارة التربية.

لكن هذا الثقب في عجلة العلامة الفارقة سيتم رتقه قريباً جداً بانتظار قانون مماثل للمعاهد المتوسطة التقنية التابعة وصائياً إلى المجلس الأعلى المذكور.

هذه النقلة المذهلة التي أتاحها القانون السوري جديرة بحملة تعريف كبرى وحملة توعية وإرشاد إلى الطريق السليم.

منذ ثلاثة أشهر وأنا أبحث في منطقة المزة في دمشق عن فني يصلح لي المذياع وكلما اهتديت إلى اسم يقال لي: مات.

كان آخرهم أبو جاسم في حارة البلدية أشادوا به كثيراً رحمة اللـه عليه.

من تجربتي وملاحظاتي فإن الفني محترم ومرتاح مالياً ولاسيما الآن، ولن يعاني البطالة أبداً، يستطيع أن يعمل في البيت وأن يشتري عدة بيوت …!!

لماذا إضاعة الوقت في بكالوريا لا توفر أي مهارات مهنية ولماذا إضاعة الوقت في فروع جامعية بلا مستقبل …!

نصيحة نزيهة جداً، إنسانياً ووطنياً خذوا أولادكم إلى التعليم الفني، ضمانة لمستقبلهم الرائع، وأيام الرخص قيل: صاحب الصنعة مالك قلعة.

وفي هذا الغلاء فإن قلعة اليوم تساوي قلاعاً عديدة بالمقارنة مع الأمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن