عربي ودولي

برلماني كندي: الغرب تعب من أوكرانيا وهناك من يدعوها للتخلي عن جزء من أراضيها … ديرلاين تبحث انضمام كييف للاتحاد الأوروبي وألمانيا جادة بدمج دول غرب البلقان فيه

| وكالات

وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى كييف في زيارة مخصصة لبحث طلب الأخيرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما جدد المستشار الألماني أولاف شولتز موقف برلين الداعم لانضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد، في حين أكد برلماني كندي أن الغرب تعب من أوكرانيا وأن هناك من يدعوها للتخلي عن جزء من أراضيها.
وحسب موقع «الميادين» قالت ديرلاين للصحفيين المرافقين لها في زيارتها، إلى أوكرانيا: إنني عدت إلى كييف للقاء الرئيس فلاديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميغال، وسنستعرض العمل المشترك الضروري لإعادة الإعمار والتقدم الذي أحرزته أوكرانيا على طريق أوروبا، وهذا سيصب في تقييمنا الذي سنعرضه قريباً.
ومن المقرر أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 حزيران الجاري.
وفي حين تدعم دول عديدة، ولاسيما من أوروبا الشرقية عضوية أوكرانيا، تبدي بعض الدول مثل هولندا والدنمارك وكذلك فرنسا وألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد حتى نهاية حزيران، تحفظات شديدة.
وحتى إذا حصلت أوكرانيا على «وضع المرشح»، ستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقوداً قبل ضمها إلى الاتحاد، ونبّه العديد من دول الاتحاد كييف إلى أنه لن يكون هناك مسار سريع لانضمامها.
في السياق قال خبراء نرويجيون إن أوكرانيا تشكو جملة من المشكلات تحول دون انضمامها إلى «الأوروبي»، وحسب موقع «روسيا اليوم» كشف الخبراء في مقابلة مع قناة «NRK» التلفزيونية أن أهم المشكلات التي تعاني منها أوكرانيا هي تفشي الفساد والفقر والفكر القومي، وغياب سيادة القانون والديمقراطية، وسيطرة الأوليغارشية على الاقتصاد والسياسة، إضافة إلى أن الانضمام السريع لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيكون غير عادل للبلدان التي تنتظر ذلك منذ سنوات.
ووفقاً لأستاذ العلوم السياسية في جامعتي أوسلو وأغدر لجارل تروندال، والباحث جورن هولم هانسن من جامعة أوسلو، فإن كل هذه العوامل تمثل عائقاً أمام أوكرانيا للحصول على عضوية في الاتحاد الأوروبي.
وذكرت قناة «NRK» أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، وخلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني في بداية نيسان الماضي، تحدثت بتفاؤل حول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، ولكن منذ ذلك الحين تغير المزاج، حيث لا يوجد استعداد من دول الاتحاد الأوروبي لإمكانية قبول أوكرانيا عضواً في الاتحاد.
في غضون ذلك أكد المستشار الألماني خلال لقائه رئيس وزراء مقدونيا الشمالية ديميتار كوفاتشيفسكي، موقف برلين الداعم لانضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي، حيث وصل شولتز إلى سكوبيه عاصمة مقدونيا الشمالية، في إطار جولة يقوم بها في منطقة البلقان بأوروبا الشرقية.
وحسب موقع «النشرة» اللبناني لفت شولتز في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الاتحاد الأوروبي قطع عهداً، وبشكل خاص لمقدونيا الشمالية، ببدء مفاوضات الانضمام من دون تأخير، قائلاً: هذا ما أخبرت به رئيس الوزراء ديميتار كوفاتشيفسكي في سكوبيه اليوم، ألمانيا جادة تجاه دمج دول غرب البلقان في الاتحاد الأوروبي».
ودعا شولتز في نيسان الماضي إلى تعجيل إجراءات انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي، وخلال قمة الاتحاد الأوروبي في تشرين الأول الماضي أكد قادة الاتحاد التزامهم بتوسيعه.
على خط مواز أكد نائب البرلمان الكندي من الحزب الليبرالي، إيفان بيكر، أن التعب من أوكرانيا يتراكم في الدول الغربية، مما ينعكس في الدعوات الموجهة إلى كييف للموافقة على تنازلات إقليمية.
وقال بيكر لقناة «أوكرانيا 24»، أمس السبت: هناك تعب من أوكرانيا في عدد من الدول الغربية، فمثلاً قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً إن هناك حاجة لتهدئة روسيا، والعمل لكي تكون روسيا هادئة، وقال واحد آخر إنه يجب على أوكرانيا أن تتخلى عن جزء من أراضيها. نعم، يجري حديث مماثل، وهذا ما يثير قلقاً لدي.
وقال زيلينسكي سابقاً إن التعب من الوضع في أوكرانيا يتراكم في العالم، وإن أطرافاً تدفع كييف إلى نتيجة غير مفيدة بالنسبة لها فيما يخص اتفاقياتها المقبلة مع روسيا.
ميدانياً، أعلن سفير جمهورية لوغانسك الشعبية لدى روسيا روديون ميروشنيك أن ما بين 300 و400 مسلح أوكراني محاصرون في مصنع آزوت في سيفيرودونتسك شرق أوكرانيا.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ميروشنيك قوله عبر قناته على «تلغرام» إن هؤلاء المسلحين يتركزون بالقرب من أول نقطة تفتيش في مصنع المواد الكيميائية، ويمكن أيضاً أن يكون هناك ما يصل إلى 500 مدني كانوا مختبئين من القصف في ملجأ القنابل بالمصنع.
وأشار ميروشنيك إلى أن المسلحين يحاولون تقديم مطالب خاصة لمنحهم الفرصة لمغادرة أراضي المصنع الكيميائي مع الرهائن وتوفير ممر للعبور إلى ليسيتشانسك، لكن مثل هذه المطالب غير مقبولة، لافتاً إلى أنه ورغم ذلك تم إجراء اتصالات مع هؤلاء المسلحين.
وأوضح ميروشنيك أن المفاوضات جارية بشأن الخروج الآمن للمدنيين من أراضي المصنع وستضمن للمسلحين المعاملة المناسبة وفقاً للمتطلبات الدولية إذا أطلقوا سراح الرهائن وأوقفوا القتال.
وكان رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف قد كشف الخميس الماضي أن مسلحي الجيش الأوكراني يحتجزون قسراً مئات من سكان سيفيرودونيتسك في الهياكل تحت الأرضية لمصنع «آزوت» كما قاموا بتفخيخ حاويات المواد الكيميائية في المصنع ويخططون لتفجيرها عند الانسحاب.
إلى ذلك أسفرت العملية العسكرية الروسية الخاصة في كييف حسب بيانات وزارة الدفاع الروسية منذ انطلاقها وحتى أمس عن تدمير 198 مقاتلة، و130 طائرة هليكوبتر، و1180 طائرة من دون طيار، و337 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و3503 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و506 قاذفات صواريخ متعددة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن