واصل تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية محاولات تسويق «اعتداله» والتغطية على إرهابه وجرائمه بحق الأهالي في أماكن انتشاره ولاسيما في مناطق إدلب ليظهر متزعم التنظيم المدعو أبو محمد الجولاني هذه المرة بالزي المدني في «تدشين مشروع بئر مياه» بإحدى المناطق التي ارتكب فيها مسلحو التنظيم مجزرة مروعة بحق الأهالي عام 2015.
وظهر الجولاني، أمس، وفق مصادر إعلامية معارضة، في «تدشين مشروع بئر مياه» لتغذية عدة قرى في جبل السماق بريف إدلب الشمالي الخميس الماضي، بحضور وجهاء وأهالي المنطقة وأشخاص تابعين لما يسمى حكومة «الإنقاذ» التابعة لـ«هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «النصرة».
وفي حزيران عام 2015 شهدت قرية قلب لوزة ذات الأغلبية السكانية من طائفة المسلمين الموحدين الدروز والتابعة لجبل السماق بريف إدلب الشمالي، مجزرة مروعة ارتكبها مسلحون من «النصرة» راح ضحيتها أكثر من عشرين شخصاً من أبناء القرية.
وحاول الجولاني، أثناء ظهوره في «تدشين مشروع بئر المياه» إبعاد المسؤولية عن تنظيمه بشأن مضايقات الأهالي في تلك المنطقة، في محاولة لتحسين صورته خدمياً كذلك.
وحسب المواقع، فقد غابت أي تفاصيل عن المشروع الذي تحدث عنه الجولاني على الرغم من حديثه بأن «زيارته» تأتي في إطار خدمي ولا تحمل أي رسائل سياسية.
ونشرت ما يسمى «مؤسسة أمجاد» الإعلامية التابعة لـ«النصرة» تسجيلًا مصوراً، يتحدث فيه الجولاني عن الخدمات ويطلق وعوداً بتحسين الواقع الخدمي فيما غابت التفاصيل في التسجيل عن مشروع البئر وماهيته وتكلفته وإنتاجيته وعدد القرى التي يغذيها في إشارة إلى أن «المشروع» عبارة عن تغطية على جرائم «النصرة» ومحاولة لتسويق التنظيم على أنه جهة «معتدلة» لا مشكلة لديها مع الطوائف الدينية الأخرى.
وأثار حديث الجولاني بإطلاقه تسمية «مشروع» الجدل والسخرية، حسب المواقع التي رأت أن المسألة فيها الكثير من التضخيم فهو مجرد بئر.
وحاول الجولاني التلاعب بمشاعر الأهالي والتغطية على تطرف تنظيمه عبر استخدام كلمات ترتبط بـ«العدالة» و«المساواة» متحدثاً عن إعادة أي «مظلمة» لأي شخص، مع عدم تعرض أي شخص «للضيم أو الظلم».
وتابع الجولاني واصفاً نفسه بقوله: «نحن أهل الحق» محاولاً تبرئة نفسه وتنظيمه من أي اعتداء ومضايقات سابقة تعرض لها أهالي المنطقة.