سورية

الجهات المختصة فككتها في أول اشتباك مسلح وقتلت متزعمها في السويداء … بقايا الذراع المسلحة لـ«حزب اللواء» يفرون إلى الاحتلال الأميركي في التنف

| الوطن - وكالات

وصل عدد من مسلحي الذراع المسلحة التابعة لما يسمى «حزب اللواء السوري»، التي كانت تنتشر في ريف محافظة السويداء الشرقي، إلى «مخيم الركبان»، وذلك بعد مقتل متزعمها المدعو سامر الحكيم الذي كان ينسق مع ما يسمى «التحالف الدولي» بحجة محاربة الإرهاب، وذلك في أول اشتباك فعلي مع الجهات المختصة كشف عن مدى ضعف البنية التحتية لإقامة حراك مسلح غير شرعي في بادية السويداء.

وذكر موقع «أثر برس» الإلكتروني أمس، أن وصول مسلحي «قوة مكافحة الإرهاب» إلى «مخيم الركبان» في منطقة التنف التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأميركي وتنظيمات إرهابية موالية لها وتحتجز فيه آلاف النازحين، جاء بعد يومين من مقتل الحكيم، الأمر الذي أدى إلى تفكك هذه «القوة» التي تعرف بنفسها كـ«ذراع عسكرية»، لـ«حزب اللواء»، الذي أعلن عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه ينسق مع «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي، بحجة محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات.

ونقل الموقع عن خبراء تأكيدهم أن تفكك «قوة مكافحة الإرهاب»، في أول اشتباك فعلي، يكشف عن ضعف البنية التحتية لإقامة حراك مسلح غير شرعي في بادية السويداء، إذ إن الحديث عن احتمال إعادة تسليح الميليشيات في الجنوب السوري كان محور حديث عدد كبير من وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة.

ومع تأكيد وسائل إعلام أن الحكيم وعدداً من مسلحيه قتلوا في مواجهة مع الجهات المختصة السورية، أفادت المعلومات بأن «قوة مكافحة الإرهاب» باتت بحكم المفككة نتيجة لتشتت مسلحيها وفرارهم من المقار التي كانوا يتمركزون فيها بريف السويداء الشرقي.

وفي آب العام الماضي، أعلن الصحفي السوري المدعو مالك أبو الخير المتحدر من محافظة السويداء والمقيم في فرنسا عن تأسيس «حزب اللواء السوري» المعارض، ولم يجد حرجاً في الحديث عن مساعيه للحصول على دعم من الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ أهداف حزبه التي زعم أنها تتمثل في جانب منها في محاربة الإرهاب والقتال ضد خلايا داعش في ريف السويداء الشرقي على مشارف البادية السورية. غير أن واشنطن ليست وحدها التي يتواصل معها مؤسسو الحزب، فقد نقلت تقارير أن تمويل الحزب يأتي من كل من بريطانيا وقطر.

وبالتزامن مع الإعلان عن تأسيس «حزب اللواء السوري» تم الإعلان في السويداء عن تأسيس ما تسمى «قوة مكافحة الإرهاب».

ويأتي ذلك حسب الموقع بالتزامن مع إدخال الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها ميليشيا «مغاوير الثورة» قافلة مواد مهربة عبر الأراضي الأردنية بحماية من قوات الاحتلال الأميركي إلى «مخيم الركبان» الذي يقع في منطقة التنف على الحدود السورية-الأردنية-العراقية، وذلك بعد أن نشط في المخيم حراك مجتمعي طالب بخروج المدنيين إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.

ووفقاً «أثر برس»، فإن أحد التجار المرتبطين بالميليشيات المسلحة، اتفق مع أشخاص في الأردن على نقل مواد غذائية عبر شاحنات دخلت الأراضي السورية بحماية من قوات الاحتلال الأميركي المتمركزة في منطقة التنف، وذلك بعد أن انخفضت كميات المواد الغذائية بشكل كبير في «الركبان»، خلال الفترة الماضية بفعل تحكم الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية بالعمليات التجارية، ورفضها أي محاولة لنقل المواد الغذائية من المحافظات السورية أو أي عملية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم من الداخل السوري.

وأشار الموقع إلى أن المواد التي أدخلت ستباع للسكان الذين يعانون من ندرة فرص العمل وقلة الموارد وسط تدهور عملية تربية المواشي نتيجة لشح الأمطار التي شهدتها المنطقة، الأمر الذي يعتبره السكان محاولة من متزعمي الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية لاستغلال احتياجات السكان ودفعهم لبيع ممتلكاتهم بأسعار بخسة مقابل الحصول على المواد الغذائية.

وذكر أن متزعمي «مغاوير الثورة»، يروجون لمعلومات عن محاولتهم إقناع قوات الاحتلال الأميركي المنتشرة في التنف لإدخال قوافل المساعدات من الأراضي الأردنية بدلاً من الطرق القادمة من دمشق، الأمر الذي يأتي بعد أن كان متزعمو الميليشيا المذكورة قد عرقلوا دخول قافلة «استجابة إقليمية»، من الأمم المتحدة إلى المخيم في أيلول من العام الماضي.

وتزايدت في الآونة الأخيرة عمليات الخروج من «الركبان» إلى مناطق سيطرة الدولة، وذلك نتيجة سوء الأوضاع المعيشية في المخيم الذي يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وانعدام فرص العمل داخله.

وتحتجز قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقتها نحو 7 آلاف مهجر بفعل الإرهاب في «مخيم الركبان»، حيث يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة ويعانون نقصاً في الغذاء، وسط شبه غياب لدور المنظمات الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن