سورية

في مقابلة له مع قناة «روسيا اليوم».. أكد أن قوة روسيا تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود … الرئيس الأسد: سورية ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها من خلال المقاومة الشعبية والجيش

| وكالات

اعتبر الرئيس بشار الأسد، أن روسيا تتعرض لحرب لا يمكن ربطها بموضوع توسع حلف شمال الأطلسي «ناتو» بل هي حرب مستمرة ولم تتوقف حتى قبل الشيوعية وقبل الحرب العالمية الأولى، مشدداً على أن قوة روسيا اليوم تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود.

وأكد الرئيس الأسد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، نشرت نصها وكالة «سانا» للأنباء أن سورية ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها، موضحاً أنه إذا كان هناك غزو فستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري وعندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء، لافتاً إلى أن الجيش السوري كبد نظيره التركي خسائر خلال المواجهة بينهما قبل عامين.

ورأى، أن الوزن الوحيد للقمّة العربيّة المُقبلة ربما سيكون أنها ستُعقَد في الجزائر، موضحاً أنه «إذا تحدثنا عن الجامعة العربية بمعزل عن قمة الجزائر، فالقضية ليست عودة سورية، أو عدم عودتها، وكلمة عودة خاطئة، لأنّ سورية ما زالت في الجامعة العربية، هي تعليق عضوية وليس خروجاً».

وأضاف: المشكلة، ماذا ستفعل الجامعة العربية في المستقبل سواء كانت سورية أم لم تكن؟ هل ستحقق شيئاً من آمال المواطن العربي؟ لا أعتقد أنّها خلال العقود الثلاثة الماضية حققت شيئاً، وبكلّ تأكيد بأنّها خلال عشرة الأعوام الماضية كانت هي الغطاء للعدوان على ليبيا، وللعدوان على سورية، ولكلّ عدوان آخر، فالسؤال هل ستتمكن من تغيير هذه المنهجية أم ستستمر؟ إذا استمرت الجامعة العربية بهذا النهج فلا يغير شيء».

وأكد الرئيس الأسد، أن سورية ليس لديها أيّ حقد تجاه الدّول التي تخلّت عنها في أزمتها، لأنّ الحقد لا يُؤدّي إلى أيّ شيء وهو من شيم الصِّغار، والخسارة حصلت، والدّمار حصل، والدّماء نزفت، والعِتاب لن يُغيّر أيّ شيء، ودعونا ننظر إلى المُستقبل.

وأكد، أن علاقات سورية مع أيّ دولة غير خاضعة للنقاش مع أيّ جهة في هذا العالم، لا أحد يحدد لسورية مع مَنْ تبني علاقات ومع مَنْ لا تبني علاقات.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة

• أهلاً بكم مشاهدينا الأكارم إلى عدد خاص من برنامج «نيوز ميكر» يأتيكم من العاصمة السورية دمشق، ونستضيف فيه الرئيس السوري بشار الأسد. سيادة الرئيس أهلاً بكم على شاشة «آر تي» وشكراً على استضافتنا لديكم.

أهلاً وسهلاً بكِ في سورية. وأرحب بك في دمشق.

• شكراً جزيلاً، بداية سيادة الرئيس في الموضوع الأبرز على الساحة الدولية، وربما هنا أستعين بالسؤال الذي طرحه متابعونا على الموقع ARABIC.RT.COM، لماذا أيّدت دمشق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا؟

لأسباب مختلفة، روسيا حليف لسورية، وروسيا تتعرض لحرب لا أربطها بموضوع توسع حلف شمال الأطلسي كما يعتقد البعض، هذه الحرب لم تتوقف حتى قبل الشيوعية وقبل الحرب العالمية الأولى، هي حرب مستمرة ودور روسيا هنا أساسي كجزء من التوازن الدولي، نستطيع أن ننظر إلى روسيا من زاويتين: زاوية الحليف الذي إذا انتصر في معركة، أو إذا أصبح موقعه السياسي على الساحة العالمية أقوى فهذا مربح لنا. ومن زاوية أخرى أنّ قوة روسيا اليوم تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود ولو كانت استعادة جزئية، وهذا التوازن الذي ننشده ينعكس بالدرجة الأولى على الدول الصغرى، وسورية واحدة منها، هذا بالحد الأدنى السبب من دون الدخول في التفاصيل القانونية الأخرى، ولكن أتحدث بشكل استراتيجي الآن.

الدولار والسرقة

• المسؤولون الروس يقولون: إنها معركة النظام العالمي الجديد. سيادة الرئيس هل تعتبرونه المخاض الأخير لعالم متعدد الأقطاب، أم إنّ الطريق لا يزال طويلاً أمام الهيمنة الأميركية؟

البعض يتحدث عن هذه الحرب ويضعها في إطار نهاية نظام القطب الواحد الذي يفترض البعض بأنه ابتدأ بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. هذا كلام غير دقيق، فيه جزء من الصحة إذا تحدثنا عن موضوع حلفي وارسو وشمال الأطلسي وغياب أحد الأحلاف، إذا تحدثنا بالمعنى السياسي، إذا تحدثنا بأن مجلس الأمن مُسيطَر عليه من قبل القوى الغربية وبقيادة الولايات المتحدة تحديداً، ولكنّ الحقيقة أنّ نظام القطب الواحد ابتدأ بعد الحرب العالمية الثانية، والذي تجسد بمؤتمر بريتون وودز الذي جعل الدولار هو قائد العالم من الناحية النقدية، أهم من الجانب العسكري الآن، أو ربما يوازيه بالأهمية لكيلا نبالغ ونقول أهم، هو موضوع النتائج الاقتصادية لهذه الحرب وفي مقدمتها وضع الدولار، فإذا استمر الدولار حاكماً للاقتصاد العالمي بغض النظر عن نتائج الحرب فلن يتغير شيء.

• على ذكر الدولار الذي يقول الكثيرون إن الولايات المتحدة الأميركية تبتز به العالم، ومَن يخالفها في الرأي. كيف تراقبون أو تتابعون هذه الحرب الاقتصادية الغربية ضد موسكو؟ وهل تجوز هنا المقارنة مع الحصار الاقتصادي الذي طال سورية؟

موضوع الدولار هو ليس ابتزازاً، وإنما سرقة، لأنّ التعهد الأميركي كان بعد الحرب العالمية أن يكون هذا الدولار يعبّر عن رصيد من الذهب، وفي بداية السبعينيات أيام نيكسون، قررت الولايات المتحدة أن تفصل الدولار عن الذهب، وبالتالي أصبح عبارة عن ورقة ليس لها قيمة، ولكن تتمكن الولايات المتحدة من شراء كلّ ما تريد من كلّ العالم بورقة من دون قيمة، هذا سرقة، وهذه السرقة تنطبق على كلّ العالم. اليوم زادت الولايات المتحدة سعر الفائدة وبالتالي كلّ العملات الأخرى انخفضت، وتأثرت الدول الأضعف اقتصادياً.

نعم، هو وسيلة للحصار، طالما أنّ الدولار هو عملة عالمية، وطالما أنّ هذا الدولار يمر عبر البنوك الأميركية أو ما يسمى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي فأنتِ تحت سلطة هذا الدولار، وبالتالي كلّ مستقبلك كدولة، كبلد، كشعب، كمجتمع، كاقتصاد، هو تحت رحمة أميركا، طبعاً هو جزء من الحصار بكلّ تأكيد، ومن دون هذا الدولار أميركا لن تكون دولة عظمى بأيّ حال من الأحوال.

• سألتكم سيادة الرئيس عن المقارنة بين العقوبات الغربية ضد موسكو وما شهدته دمشق أيضاً، إلى أيّ حد تتم المقارنة؟

بالنسبة للحصار -تقصدين بمعزل عن الدولار- طبعاً العقلية واحدة لأنّ العقلية هي عقلية هيمنة، وعقلية استعمار، وعقلية غرور. هم يعتقدون كما كان الوضع ربما منذ عدة عقود بأنّ الغرب يمتلك كلّ ما يحتاجه العالم، اليوم الوضع تغير بالنسبة لروسيا، بالنسبة للصين، وبالنسبة لكثير من الدول الأخرى الصاعدة، نحن محاصرون ولكنّ كثيراً من الحاجيات الأساسية لا نأتي بها من الدول الغربية، قطعنا علاقتنا بها، العقلية نفسها، والفشل سيكون نفسه، لأنّ أيّ دولة تستطيع أن تؤمن المتطلبات الأساسية للعيش وللنمو بغض النظر عن السماح الأميركي.

الأزمة الاقتصادية

• ربما هي رسالة إيجابية للمواطن الروسي، لكن دعنا نتحدث أيضاً سيادة الرئيس عن المواطن السوري، وكلّ هذه التحديات التي يعيشها اقتصادياً. هل العقوبات هي السبب الوحيد في هذه الأزمة، انهيار الليرة والوضع المعيشي الصعب وغيره من التحديات الأخرى؟

لا أبداً، أنا دائماً أركز على هذه النقطة بشكل علني، أقول الحصار هو جزء من المشكلة، لأن الحصار يرفع التكاليف ويبطّئ العملية الاقتصادية، صحيح، ولكن هناك أسباب عالمية أخرى، هناك أسباب لها علاقة بأزمة «كورونا» على سبيل المثال، الغرب الآن يريد أن يضع كلّ المشاكل كنتيجة لحرب أوكرانيا، وتحديداً كنتيجة للسياسة الروسية، الحقيقة ليست كذلك، جزء من المشاكل الداخلية لها علاقة بالخطط الاقتصادية الداخلية أيضاً، ليس فقط بالوضع الخارجي، فإذاً يجب أن نميّز بين أسباب لها علاقة بالحرب، بين أسباب لها علاقة بالحصار، بين أسباب لها علاقة بالخطط الحكومية، وبين أسباب لها علاقة بالوضع الاقتصادي العام الذي قد تكون الشركات مسؤولة عنه، ربما عادات المواطنين بمجتمعات مختلفة تساهم أحياناً سلباً وإيجاباً في الوضع الاقتصادي.

• جزء له علاقة بالفساد أيضاً؟

تماماً، فموضوع الاقتصاد فيه عوامل كثيرة متعددة بما فيها الإدارة.

• نتوقف قليلاً عند خططكم لمكافحة الفساد في سورية؟

أغلب الدول في حالة الحرب تؤجل كثيراً من الأساسيات ومكافحة الفساد واحدة منها، الحقيقة في سورية كانت وجهة نظرنا مختلفة تماماً، لأننا في حالة الحرب نحن بحاجة لمكافحة الفساد بشكل أكبر، لسبب بسيط، لأنّ الحرب تضعف مؤسسات الدولة، وعندما تضعف مؤسسات الدولة ينتشر الفساد، هذا شيء طبيعي، هذه واحدة من بدائه الحرب، وليست خاصة بسورية، فأنت بحاجة أكثر لمكافحة الفساد، فنحن ركّزنا أكثر على مكافحة الفساد ونسير فيه، ولكن طبعاً هناك عقبات، الحرب نفسها عقبة، ضعف مؤسسات الدولة بسبب الحرب عقبة أخرى، النظام الإداري الذي يحتاج للكثير من التطوير هو أهم عامل في مكافحة الفساد، فنحن نقوم بهذه العملية كمنهجية. نقوم بها كتوجه سياسي، اقتصادي، إداري، لا يهم أين نضعه.. في أي قطاع، ولكن لا يعني بأننا نستطيع أن نحقق طموحاتنا في مكافحة الفساد بسبب الظروف التي نعيشها.

• خصوصاً وأنّ الشعب السوري جدّد ثقته في شخصكم سيادة الرئيس، شعاركم أو شعار الحملة كان «الأمل بالعمل»، لكن لدى تجولنا ولدى اقترابنا من السوريين لمسنا نوعاً من الإحباط من خلال هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوريون، هنا نسأل: إلى أي مدى يمكن فعلاً إحياء هذا الأمل في ظل أن سورية تفتقد لخيراتها النفطية، هي تحت سيطرة أطراف أخرى سنتحدث عنها، هناك أيضاً تحدي القمح وغيره من التحديات الأخرى، ماذا بيدكم سيادة الرئيس؟

أولاً: كلامك صحيح، أنا طرحت الأمل، لأن هناك إحباطاً، لأنني أرى الإحباط فطرحت الأمل، ولو لم تكن هناك حالات إحباط لما طرحنا هذا الموضوع. ثانياً: بالنسبة لهذا الشعار هو ليس شعاراً، هو عنوان لحلّ، وليس حلاً، فلا نستطيع أن نأتي بالأمل من خلال الانتظار، إذا كنا نبحث عن أمل وهذا شيء طبيعي لأي إنسان أن يبحث عن أمل عندما تكون هناك معاناة، الحل هو أن يكون هناك إنتاج، هل لدينا أدوات للإنتاج؟ طبعاً لدينا أدوات، ولو لم تكن لدينا أدوات لما استمرت الدولة، الطبابة في سورية ما زالت مجانية بالرغم من تراجع الخدمات، التعليم ما زال مجانياً بالرغم من تراجع مستوى التعليم بسبب الظروف، الدعم ما زال موجوداً بالرغم من تراجع نسبة هذا الدعم، كل هذه الخدمات الأساسية ما زالت موجودة، لم تغيّر بسياساتنا، هل هناك منشآت جديدة تنمو أو تُنشَأ أو تُؤسَس خلال الحرب؟ طبعاً هناك، هناك أشخاص يحبون وطنهم، ويغامرون في ظل هذه الظروف التي لا تناسب الاستثمار.

• ما المطلوب من المواطن السوري؟ كيف يمكن أن يوفق بين حاجاته اليومية، بين هذا التدهور المعيشي، وبين هذه القضية التي تعتبر وطنية بالنسبة له؟

علينا أن نحدد ما هو السبب الأساسي أو ما هو التحدي الأساسي اليوم للإنتاج؟ إذا اتفقنا على أن الإنتاج هو الحلّ لكلّ المشاكل المعيشية والخدمية فعلينا أن نرى ما هو العائق الأساسي؟ العائق الأساسي هو الكهرباء، لذلك خلال العام الماضي، وخلال هذا العام كان التركيز الأساسي على كيفية حلّ مشكلة الكهرباء في ظلّ الحصار، تمكنا من الوصول إلى الحلول، لنقل بأن العام 2022 سيشهد تحسناً في مجال الكهرباء، وهذا سينعكس على الإنتاج.. فالمشكلة واضحة والحل واضح.. فنحن نسير بهذا الإطار، ولكن علينا ألا نرفع السقف كثيراً، ونعتقد بأنّ المشاكل ستحل. لا، سيكون هناك تحسن، وهذا التحسن تدريجي، ويجب أن نعرف بأنّ هناك ظروفاً تأتي ضدنا، هناك محاولات لضرب كلّ خطوة نقوم بها للأمام في المجال التنموي، ولكن علينا أن نتعامل مع كل حالة بحالتها ونوجد الحلول المستمرة، هذا جزء من الحرب، ولكن عندما أقول بأنّ الأمل موجود فهذا يعني أنّه لدينا الأدوات، ولدينا القدرة على مواجهة كلّ هذه المحاولات التي تأتي من الخارج من أجل ضرب النمو في سورية.

الدستورية

• هذه المحاولات تنطبق أيضاً على الإصلاحات السياسية.. ربما هنا أتحدث عن اللجنة الدستورية.. لماذا لا تتقدم أعمالها برأيكم؟

لا، هذا موضوع آخر لا علاقة له بالحصار على الإطلاق، هذا موضوع مختلف تماماً، إذا تحدثنا عن اللجنة الدستورية فالمطلوب هو الوصول إلى دستور، الدستور- حسب المفترض – يعبّر عن رغبات، أخلاقيات، تطلعات، ثقافة الشعب السوري كحل وسط بين مختلف الشرائح والتيارات الموجودة في هذا المجتمع. إذا أردنا أن نصل إلى هذه النتيجة فنحن نتحدث منطقياً عن حوار بين السوريين، لنسميه «سوري – سوري» إذا افترضنا بأن هناك طرفين في هذه الحالة، ولكن المهم الأطراف السورية، في موضوع اللجنة الدستورية نحن نتحدث عن طرفين: الأول تم اقتراحه من الحكومة السورية، وهو لا يمثل الحكومة السورية وليس موظفاً فيها وبالتالي هم ليسوا موظفين دبلوماسيين، ولكن موافَق عليهم، أو يمثل وجهة نظر الحكومة السورية، وهناك طرف آخر عُيّن من تركيا. فالسؤال المنطقي كيف يستقيم أن يكون هناك حوار سوري – سوري بطرف سوري وطرف تركي؟ هنا تكمن المشكلة، لذلك لا نصل لشيء، لأن الطرف الأول يعبّر عن تطلعات الشعب السوري، أما الطرف الآخر فهو يعبّر عن تطلعات الحكومة التركية، بكل بساطة.

• لكن مع ذلك سيادة الرئيس، لا بأس من أن نتحدث عما يقوله الطرف الآخر.. هناك من يقول إن هناك مخاوف لدى الحكومة السورية بأن تأتي اللجنة الدستورية بما يتداخل مع صلاحيات الرئيس.. ما ردكم؟

لا توجد مشكلة، الدستور السوري لا يعبّر عن وجهة نظر لا الرئيس ولا الحكومة ولا الحزب الحاكم، هو يعبّر عن وجهة نظر السوريين بالإجماع، فأيّ شيء يتفق عليه السوريون هو صحيح، وأيّ دولة تأتي بأيّ شكل يجب أن تسير بالطريقة التي يحددها الدستور الجديد، هذا موضوع محسوم، لا يمكن أن يكون هناك استقرار بدستور يتعارض مع رغبات الشعب، هذا أولاً، لذلك أي شيء يتوصلون إليه في اللجنة الدستورية الآن أو لاحقاً أو في أي ظرف آخر لا بد أن يعود لاستفتاء شعبي، لن يأتي إلى الحكومة لكي تصدر دستوراً. هذا الموضوع محسوم، فهو يعكس الشعب ورغبات الشعب، إما أن ينجح أو يسقط الدستور.

• الإجماع بين السوريين ربما هو الهدف في هذا العفو العام والحديث عن المرسوم 7 أيضاً فتح الباب أمام اللاجئين للعودة إلى سورية وغيرها من القرارات الإصلاحية، مع ذلك هناك بعض الانتقادات التي تقول إنّ كلّ من عارض ويعارض وجود السيد الرئيس بشار الأسد في الحكم سيُعامل على أنه خائن للوطن.

لا، في سورية لدينا قوانين، ولا يوجد لدينا ما يسمى «معتقلاً سياسياً»، كلمة معتقل سياسي غير موجودة، هناك مسلمات وطنية، يجب أن نكون حذرين من فكرة أن الحرية السياسية تعني التعدي على المسلمات الوطنية، قد يأتي شخص ويقول لماذا لا نتنازل عن الأراضي المحتلة لإسرائيل؟! هذا الموضوع يحاسب عليه القانون، هذا موضوع وطني وليس سياسياً، وفي قضايا أخرى مختلفة الوضع الشيء نفسه، بالنسبة لمعارضة الرئيس، هناك كثير من السوريين الموجودين الآن لا يتفقون معي في كثير من السياسات، المعارضة للشخص، للحكومة شيء، والتعدي على المسلمات الوطنية هو شيء آخر.. مَنْ يعارض الرئيس، يعارض الرئيس لا توجد مشكلة، لا يؤثر عليّ أنا شخصياً، هذا الكلام غير صحيح.

الكرد

• هذا الأمر ينطبق أيضاً على القوى الكردية؟

الموضوع الكردي موضوع مختلف، الموضوع الكردي إذا أخذناه بالمعنى القومي، فهم قومية موجودة في سورية عبر التاريخ، والجزء الأكبر من هذه القومية هم أشخاص وطنيون، ولكّن هناك جزء منهم كما هناك جزء من العرب، وجزء من غير العرب من مختلف الشرائح يضع نفسه بموقع العميل، خاصة للأميركيين. المشكلة هنا لا تتعلق أبداً بموضوع لا الرئيس ولا المعارضة السياسية، تتعلق بموضوع وحدة الوطن السوري. طرح موضوع أن تكون هناك قوميات متعددة في إطار كانتونات في إطار فيدراليات هذا يعني مقدمة للتقسيم، بينما أن يكون هناك تنوع سوري في إطار الوحدة الوطنية، التنوع السوري هو غنى نحن ننظر إليه بشكل إيجابي، التنوع العرقي، القومي الديني، الطائفي، هذا غنى للمجتمع السوري وليس العكس، ولكن عندما يُطرح بإطار خاطئ يتحول إلى نقمة على البلد وهذا ما لا نسمح به.

• الباب مفتوح للحوار باستثناء من وصفتهم بالعملاء تحديداً للولايات المتحدة الأميركية.

أحياناً نضطر حتى لمحاورة العملاء.

• لكن مع ذلك أودّ أن أركز على القوى الكردية، خصوصاً أنها تسيطر أو تتحكم في آبار النفط بدعم أميركي. ما نظرتكم هنا وما أوراق دمشق لاسترجاع ممتلكاتها وأراضيها؟

مشكلة الاحتلال، أيّ احتلال في أيّ بلد، أو بأي غزو هي ليست الغزو بحد ذاته مهما كان الجيش كبيراً، المشكلة هي العملاء الذين يسيرون مع الغازي، هنا تكمن المشكلة وهذا موجود في سورية، هناك قوىً تعمل تحت سلطة الأميركي بالنيابة عنه ضد وحدة المجتمع السوري، ردة الفعل الطبيعية ستكون في هذه الحالة -وهذا شيء أصبحنا نراه في تلك المناطق في المناطق الشرقية- هي أنّ الأغلبية العظمى من المواطنين لا يقبلون بالانحرافات تجاه المحتل والخيانة، فبدأت الصراعات بين هذه القوى وبين المواطنين، طالما أنّ هناك عمالة فسيبقى المحتل قوياً، أول شيء يجب أن يكون هناك تنظيف من العملاء، إضعاف لهؤلاء العملاء بعدها سيخرج المحتل بشكل آلي لأن المقاومة الشعبية ستصبح ضده، فإذاً الحلّ في مواجهة أيّ غزو عندما لا يكون لديك الإمكانيات العسكرية هو المقاومة الشعبية، هذا هو الحل.

المقاومة الشعبية

• هنا لا نتحدث فقط عن التحدي الأميركي، وإنما أيضاً لديك تركيا التي أصبحت لا تخفي سعيها لما تصفه بإنشاء المنطقة الآمنة التي تمتد داخل الأراضي السورية، ما خططكم لمنع ذلك؟

بالإطار نفسه أيضاً، إذا كان هناك غزو ستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى، طبعاً في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري وهو لا يوجد بكلّ المناطق في سورية، وعندما تسمح الظروف العسكرية بالمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء، هذا حصل منذ عامين ونصف العام حصل صدام بين الجيش السوري والتركي، وتمكّن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية، سيكون الوضع نفسه بحسب ما تسمح الإمكانيات العسكرية عدا ذلك ستكون هناك مقاومة شعبية.

• ماذا عن إدلب؟ ما رؤيتكم بخصوص وضعها؟

كأيّ أرض محتلة هي خاضعة للخطط العسكرية والسياسية السورية من أجل التحرير. هذا الموضوع محسوم، أي أرض محتلة من قبل إما التركي أو الإرهابي سيتم تحريرها مع الوقت.

إعادة الإعمار

• مع ذلك في ظلّ كلّ هذه الملفات الشائكة هناك مَنْ يتحدث عن إعادة الإعمار، هل من خطط استعجالية في ذلك؟ هل من دول ربما أبدت استعدادها للمشاركة؟ هناك أيضاً من ذهب سيادة الرئيس للربط بين هذا الملف وبين زيارتكم للعاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هناك شركات عبّرت عن رغبتها -ليس دولاً- من دول عربية مختلفة، طبعاً مع الأخذ بالاعتبار أنّ هناك ضغوطاً شديدة على أيّ شركة يمكن أن تستثمر في سورية من خلال فرض عقوبات عليها من الغرب طبعاً، لذلك هذه العملية ستكون بطيئة ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة للكثيرين منهم، ومع ذلك هناك شركات بدأت بالعمل للاستثمار في سورية بأساليب فيها التفاف على العقوبات، لكن إذا أردنا أن نتحدث عن إعادة الإعمار بمعناها الواسع، لا أستطيع أن أقول بأن الظرف الحالي لا السياسي، ولا الأمني، ولا الاقتصادي، يسمح بإعادة الإعمار بالمعنى الواسع، مع ذلك بدأت عملية إعادة الإعمار ولو بإطار ضيق، البعض منها من خلال المستثمرين والشركات والأشخاص الذين يقومون بإعادة إعمار منشآتهم، وجزء آخر له علاقة بما تقوم به الدولة من إعادة إعمار لشرايين الحياة الاقتصادية الأساسية في بعض المدن الكبرى.

العلاقات السورية-العربية

• أودّ أن أتوقف عند هذه الزيارة إلى أبو ظبي، عودة سورية من الباب الواسع هكذا وُصِفت. كيف ترونها أنتم؟

لا أعرف كيف يُعرّف الباب الواسع وماذا تعني كلمة عودة؟ فنحن لم نخرج، سورية بقيت في مكانها بالمواقف نفسها، بالظروف نفسها، تتعامل معها بطريقتها وبحسب مبادئها ورؤاها، ولكن أريد أن أقول بأنّ العلاقات السورية العربية خلال الحرب لم تتبدل كثيراً بالمضمون، معظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سورية، معظم الدول العربية كانت تقف مع سورية معنوياً.

• حتى التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية؟

نعم، حتى التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية حافظت على العلاقة، وحافظت على العواطف الإيجابية تجاه سورية من دون أن تكون قادرة على القيام بأيّ شيء. الوضع الآن هو نفسه مع بعض التغيرات الشكلية بوضوح أكثر لهذه العلاقة مع تغير الظروف ربما الإقليمية والعالمية وأي ظروف أخرى -لا أستطيع أن أتحدث نيابة عنهم- فأنا لا أعتقد أنّ هناك تغيّراً كبيراً بالمضمون، التغيّر الكبير هو بالشكل.

• دعنا نسأل بصريح العبارة. ليس هناك حقد من دمشق على الدول التي تخلّت عنها في أزمتها؟

أولاً: الحقد دليل ضعف. ثانياً: الحقد لا يؤدي إلى شيء، إلى أي نتائج إيجابية خاصة بالعلاقات مع الدول. ثالثاً: علينا أن نفرّق بين أخطاء سياسات قامت بها دول وبين الشعوب، نحن نسعى لعلاقات عربية – عربية، يعني الشعب. فلا يوجد أي حقد. رابعاً: نعرف أن الدول العربية لديها ظروف، نحن نستطيع أن نقول: لا في كثير من الجوانب. ربما كثير من الدول العربية لا تستطيع أن تقول لا. لا نبرر، هذا ليس تبريراً ولكن هذا أمر واقع، فلا بد أن نتعامل مع الأمر الواقع. الآن العتب واللوم لا يحققان نتيجة، دعونا ننظر للمستقبل، هذا ما نقوله في كلّ الحوارات، نحن ننظر للمستقبل، ما حصل في الماضي حصل. العتاب لا يغير شيئاً، الدمار حصل، الخسارة حصلت، الدماء نزفت، فإذاً لنتحدث بشكل إيجابي، هذه هي المنهجية السورية.

• بالمستقبل القريب القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر، الكثير يتحدث عن حضوركم.. هل هناك أيّ خطوات في هذا الاتجاه؟

ربما سيكون الوزن الوحيد لهذه القمة أنها تُعقد في الجزائر، هذه حقيقة وأنا لا أجامل لأن علاقة سورية مع الجزائر بكلّ الظروف منذ الاستقلال عن الفرنسي في أول السبعينيات حتى اليوم هي علاقة ثابتة، وهناك شيء وثيق بين الشعبين لأن التاريخ ربما متشابه مع اختلاف الأزمنة. لكن إذا تحدثنا عن الجامعة العربية بمعزل عن قمة الجزائر، فالقضية ليست عودة سورية، أو عدم عودتها، وكلمة عودة خاطئة، لأنّ سورية ما زالت في الجامعة العربية، هي تعليق عضوية وليس خروجاً. المشكلة، ماذا ستفعل الجامعة العربية في المستقبل سواء كانت سورية أم لم تكن؟ هل ستحقق شيئاً من آمال المواطن العربي؟ لا أعتقد أنّها خلال العقود الثلاثة الماضية حققت شيئاً، وبكلّ تأكيد أنّها خلال العشرة أعوام الماضية كانت هي الغطاء للعدوان على ليبيا، وللعدوان على سورية، ولكلّ عدوان آخر. فالسؤال هل ستتمكن من تغيير هذه المنهجية أم ستستمر؟ إذا استمرت الجامعة العربية بهذا النهج فلا يُغير شيء.

نحن نخضع كدول عربية بشكل عام لضغوط خارجية في كلّ الملفات.. طالما أننا خاضعون لهذه الملفات فالنتيجة واحدة، النتيجة هي نتيجة سلبية. فهنا تصبح عودة سورية أو إلغاء التعليق، العودة عن التعليق هي شيء شكلي، ربما يكون لها بعض الفوائد ولكن لا نعوّل عليها.

• من خلال الخطوات التي تمّ اتخاذها مؤخراً من بينها الزيارة إلى أبو ظبي.. هذا الحديث الإيجابي أو النبرة الإيجابية في الخطابات الإعلامية للعديد من العواصم العربية. يمكن أن نراكم في الجزائر ومن بعدها أيضاً من خلال هذا المدخل إلغاء التعليق كما قلتم؟

أنا سأكون سعيداً بزيارة أي دولة عربية.. هذا الشيء أكيد ولكن هذا لا يتم من دون دعوة، من الطبيعي ومن البديهي أن أفكر بزيارة الدول العربية، لأنّه على الرغم من كلّ الوضع العربي السيىء بلا حدود علينا أن نخفف الأضرار، وأن نتلافى المزيد من السقوط، فالحوار مع الدول العربية ومع المسؤولين العرب هو شيء أساسي.

العلاقات مع إيران

• هنا ربما نشير إلى شيء مهم جداً.. كثيرون يقولون إنّ أيّ عودة للعلاقات الطبيعية مع الدول العربية تمر عبر باب العلاقة مع إيران وأنها لن تكون بذلك الكمال ما دام هذا القرب بين دمشق وطهران.. كيف يمكن لسورية أن توازن بين علاقاتها مع إيران من جهة، ودعني أقل المملكة العربية السعودية إن عادت العلاقات من جهة ثانية؟

أولاً: علاقات سورية مع أيّ دولة غير خاضعة للنقاش مع أيّ جهة في هذا العالم، لا أحد يحدد لسورية مع مَنْ تبني علاقات ومع مَنْ لا تبني علاقات، لا يحددون لنا ولا نحدد لأحد، لا يتدخلون بقراراتنا ولا نتدخل بقراراتهم، هذا الموضوع غير قابل للنقاش وغير مطروح على الطاولة، حتى لو طُرح معنا كنا نرفضه من البداية هذا أولاً. ثانياً: كثير من الدول التي كانت تطرح هذا الموضوع في السابق واليوم هو غير مطروح منذ أعوام، هي نفسها تحاور إيران، وهذا تناقض. ثالثاً: إيران دولة مهمة إذا أردنا أن نتحدث عن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فنحن بحاجة لعلاقات مع كلّ هذه الدول. انطلاقاً من هذا الكلام إذا أردنا أن نتحدث عن موضوع التوازن بين العلاقات، المبدأ خطأ.

• خصوصاً أن دمشق حققته لسنوات طويلة.

تماماً لكن ليس انطلاقاً من فكرة التوازن، لأن التوازن يعني أن هناك أطرافاً متناقضة نوازن بينها، نحن لا نرى الأمور بهذه الطريقة، نحن نرى أنّ كلّ هذه الدول لديها مصالح مشتركة، العملية ليست بحاجة لتوازن في العلاقات، بحاجة إلى انفتاح، بحاجة لعلاقات جيدة، الآن هناك حوار بين عدة دول خليجية وإيران، نحن ننظر إليه بشكل إيجابي بغض النظر عن علاقاتنا مع هذه الدول الخليجية.

• يمكن أن نشهد وساطة ربما بعد عودة العلاقة إلى طبيعتها لدمشق بين الرياض وطهران؟

طبعاً، المنطق الأساسي يقول إنه إذا كان هناك خلاف بين أطراف لديكِ علاقة جيدة معها، فمن الطبيعي أن تلعبي دور وساطة لتُقربي بين هذه الدول لأن هذا يخدم المصلحة الخاصة والمصلحة العامة لدول المنطقة، هذا طبيعي. ولكن نحن لا نمتلك هذه العلاقة الطبيعية الآن مع كلّ الأطراف، فلا نستطيع أن نلعبها في الوقت الحالي.

العلاقات الطبيعية أو التطبيع شهدته أيضاً عدد من العواصم العربية مع إسرائيل، كيف تتابعون تطبيع هذه الدول مع إسرائيل؟ وهناك حتى شائعات لم تستثنِ سورية، هناك من ذهب إلى أن دمشق ستطبع بشرط استعادة الجولان المحتل، هل يمكن أن يحدث؟

أولاً المصطلح خاطئ ونحن نرفض في سورية منذ بداية عملية السلام في التسعينيات مصطلح التطبيع، لأن التطبيع هو عملية يُفترض كمصطلح لغوي عملية طبيعية والعملية الطبيعية يجب أن تسير كالماء بشكل سلس من دون عقبات ولا يمكن أن تكون قسرية ولا مفتعلة، فكلمة تطبيع هي كلمة مفتعلة، الهدف منها دفع العرب باتجاه تقديم تنازلات لإسرائيل مقابل لا شيء، هذا هو الهدف.

نحن في سورية نتحدث عن علاقات عادية مرتبطة بعملية سلام، وعملية السلام مرتبطة بعودة الحقوق، هذا موضوع محسوم. هذا جانب، الجانب الآخر نحن ضد العلاقة مع إسرائيل بغض النظر عن تسمية تطبيع أو غيرها منذ أن بدأت مع مصر في منتصف السبعينيات (من القرن الماضي) وحتى هذه اللحظة نحن في المكان نفسه، لا نوافق على أيّ عملية ونعتقد أنّ كلّ هذه العمليات من وجهة نظر سورية أضرت بقضيتنا السورية إن لم نتحدث عن فلسطين، نحن نتحدث الآن عن سورية، ولكن الثغرة الأكبر في هذا الموضوع هي اتفاقية أوسلو، لأن اتفاقية أوسلو هي تقديم كلّ هذه المزايا لإسرائيل من قبل صاحب القضية وبالتالي أصبح مبرراً لأيّ دولة في العالم أن تقوم بعملية يسمونها «تطبيع»، سلام مع إسرائيل، لا يهم ، لأن صاحب القضية تنازل عنها، هكذا يعتقدون، فإذاً نحن ضد التطبيع لأنه يؤثر علينا. بالنسبة لسورية لن تغير موقفها ما دام أن هناك أرضاً محتلة هي الجولان، عندما تعود الجولان لكلّ حادث حديث ويأتي في إطار ليس التطبيع وإنما العلاقات العادية بين أيّ دولتين، علاقات عادية لا تعني حرارة ولا بروداً تعني ما يريده الشعب، وكيف يحدد الشعب.

• مع ذلك ونحن نتحدث أيضاً يستمر القصف الإسرائيلي في الاستهداف آخرها ربما كان في محيط مطار دمشق نود أن نسمع منكم تعليقاً أيضاً على ذلك؟

هذا موضوع مختلف، ولو أنه في النتيجة يصبّ في الموضوع نفسه هو دَفعُ سورية باتجاه التنازلات، ولكنّ التدخل الإسرائيلي بالبداية الزمنية كان مرتبطاً تماماً بمرحلة انهيار الإرهابيين في سورية، لأن الإرهابي بالنسبة لنا هو جيش إسرائيلي ولكن بهوية سورية أو بهويات أخرى، فعندما بدأ هذا الإرهابي يتراجع وتنهار معنوياته كان لا بد من التدخل الإسرائيلي لرفع معنويات الإرهابيين وإعادة تحريكهم، فإذاً ما يحصل الآن من قبل إسرائيل يأتي في هذا الإطار ولا يأتي في أيّ إطار آخر.

كذبة كبرى

• السؤال الأخير الذي أختم به مع سيادتكم هذه الصورة التي يقدمها الغرب عن الرئيس بشار الأسد يقولون الرئيس الذي يقف ضد شعبه وضد القوى الإقليمية والدولية، اليوم بعد قرابة سنة من إعادة انتخابكم من قبل الشعب السوري، وهذه النبرة الإيجابية كما ذكرت للعديد من العواصم العربية والغربية أيضاً أو دعني أقل الدولية. هل تغيرت الصورة؟

بالنسبة للناحية الشعبية نعم تغيرت، ليس لأننا تمكنّا من مخاطبة الغرب، فاللغة مختلفة والقدرات الإعلامية مختلفة، ولكن الكذبة الكبيرة التي استخدمها المسؤولون الغربيون في البداية والمبالغات التي لا حدود لها، جعلتهم في موقف صعب، جعلتهم كَمنْ صعد على الشجرة وذهب عالياً، ولم يعد يعرف كيف ينزل عن هذه الشجرة.

فهذه الكذبة لو تابعنا الصفحات الرسمية للمواقع الإعلامية الرئيسية في الغرب التي هي على علاقة وثيقة وتحالف مع القوى السياسية، والتي ما زالت مستمرة بالكذبة نفسها، تُظهر أن التعليقات التي يكتبها المواطنون الغربيون بشكل عام، تعبر عن عدم قناعتهم بكل ما يقولون. فالثورة إذا كنا نتحدث عن ثورة، فما هذه الثورة التي تستمر لأحد عشر عاماً ومع الدعم لأقوى الدول في العالم ولأغنى الدول في العالم أيضاً ومع ذلك.. والشعب طبعاً، يُفترض أن الشعب يؤيد هذه الثورة وهو ضد هذه الدولة، ولم تسقط هذه الدولة؟ هل هي دولة مكونة من سوبرمانات؟ هذه الكذبة غير مقنعة، لا توجد ثورة تستمر كلّ هذا الوقت، بالإضافة للكثير من الأكاذيب الأخرى، الأكاذيب على شعبهم التي افتُضحت مع الوقت، فأستطيع أن أقول: نعم الصورة تغيرت، لا يعني أنّ المواطن الغربي يعرف ما يحصل، لا، هو يعرف أن هناك كذبة كبرى، ولكن ليس بالضرورة أن يعرف ما هي الحقيقة الكبرى في منطقتنا.

• في انتظار أن يعرف الحقيقة الكبرى.

لا بد من ذلك.

• نشكرك جزيل الشكر على هذا الحوار سيادة الرئيس وخصوصاً أن RT تمر بظروف صعبة ومضايقات كثيرة. شكراً جزيلاً لكم على استضافتنا. تفضل سيادتكم.

شكراً لكِ على زيارتكِ إلى سورية، أريد أن أستغل هذه المناسبة لكي أوجه التهنئة للشعب الروسي بمناسبة العيد الوطني الذي يصادف في الثاني عشر من هذا الشهر، أنتِ ذكرتِ الحصار على RT، أنتم جزء من المعركة، وأنتم سلاح من الأسلحة، والسلاح اليوم – ونحن نخوض معركة مشابهة ولكن بعناوين مختلفة- لا يعود للبندقية ولا للصاروخ، يعود للحقيقة، الضحية الأكبر خلال العقود الماضية بكلّ القضايا التي طُرحت هي الحقيقة، فأتمنى أن تكون هذه المقابلة هي حجرة في البناء الكبير، وهو بناء الحقيقة والذي سيستغرق سنوات لكي نتمكن من بنائه.

أهلاً وسهلاً.

• نشكرك جزيل الشكر سيادة الرئيس السوري بشار الأسد، شكراً جزيلاً لكم مشاهدينا على المتابعة، إلى اللقاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن