ثقافة وفن

رسمي للمشاهير تم بطلبٍ شخصي منهم وبشكلٍ مأجور … غياث محمود لـ«الوطن»: البورتريه تقديم ملامح الوجه

| محمد قاسم الساس

تألق الرسام السوري «غياث محمود»، في الوسط الفني العربي والعالمي، بموهبته الفطرية الجميلة والمميزة في رسم البورتريه بزمن قصير. حيث ترافقت عروضه الفنية في هذا المجال مع حفلات أهم المطربين العرب والأجانب، ورسم أهم الشخصيات العربية والأجنبية، في العديد من الفعاليات، والتي حققت إعجاباً جماهيرياً كبيراً.

«الوطن» التقت الفنان «غياث محمود»، الذي حدثنا بشكل وافٍ عن فن البورتريه، بكل تفاصيله وأشكاله وطرقه، وعن أسلوبه الخاص، الذي تفرد فيه عن غيره من الفنانين العرب. كاشفاً لنا عن تفاصيل عدة في مسيرته الفنية الغنية بالنجاحات، وشاركنا طموحه ومشاريعه المقبلة، حيث كان لنا معه الحوار التالي:

• ما الذي يجذبك في الوجه الذي تفضل رسمه؟

أرغب برسم الوجوه التي تحتوي بين ملامحها أحاسيس النفس البشرية وانفعالاتها، وهنا يكمن التحدي. فأصعب شيء في رسم البورتريه، هو التعامل معه من منظور التعمق في دهاليز النفس البشرية، وليس من منظور الملامح الخارجية فقط.

• ما الوجه الذي يصعب عليك رسمه؟

الوجه المحايد الجامد الذي لا يحمل سمات مميزة، بالأخص إن لم يكن لدي معرفة مسبقة بهذه الشخصية وطباعها.

• حدثنا عن الأساليب الغريبة والمتنوعة التي ابتكرتها في فن البورتريه؟

يطغى التشويق في فن الرسم المباشر على فكرة العرض عادةً، فمن المهم جداً إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لإثراء العرض. ومن أهم الطرق التي أتبعها في عروضي:

الرسم باللوحات المتقاطعة: كنت أقوم في البدايات بالرسم بالمقلوب، ولكني أحببت أن أطور من هذا الأسلوب، وأجعله أكثر تعقيداً، وذلك بعمل أربع لوحات متقاطعة، ورسم أربع شخصيات في الوقت نفسه، وفي النهاية يتم إظهار كل شخصية على حدة في كل مرة أقوم بقلب اللوحات.

الرسم بالصمغ والغليتر: وهو أسلوب مشوق، حيث يتم رسم اللوحة باستخدام الصمغ الشفاف على لوحة سوداء، وفي النهاية يتم رمي الغليتر لإظهار اللوحة.

الرسم برشق الألوان: في هذا الأسلوب أقوم بالرسم بمادة عازلة، ومن ثم أقوم برمي الألوان بصورة عشوائية، فتظهر اللوحة.

الرسم بالضوء: هو من أغرب الطرق المتبعة، والتي طورتها بشكل كبير. في هذا الأسلوب لا وجود لأي أدوات أو تجهيزات الرسم التقليدية، بل يتم الاستعاضة عنها بمصابيح مضيئة، ويتم الرسم على لوح مصنوع من مادة ساطعة، تستقبل وتحتفظ بالضوء.

موزاييك الصور: أقوم بهذا النوع من الرسم دون الاستعانة بأي تقنية أو برامج، ويتم عمل لوحة واحدة كبيرة من آلاف الصور الصغيرة، والتي تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بماهية اللوحة الأساسية التي تم تشكيلها.

• ماذا عن تجربتك في دمج فن البورتريه مع الأشكال الفنية الأخرى؟

انطلقت من فكرة رسم البورتريه لتجسيده في فعاليات ومهرجانات عدة، بحيث تتم الاستفادة عادةً من فكرة اللوحة، بما يتناسب مع مضمون الحفل، إن كانت صورة شخصية لفنان، كتقديمه على المسرح، أو رسم شخصية سياسية أو اجتماعية ترعى الحفل، أو شخصية مؤثرة في المجتمع، تلقى شعبية ومحبة عند الجمهور. أو لتقديم منتج لإحدى الشركات أو رسم شعار لها. علماً أنه في بعض الأحيان يتم طرح اللوحات في مزادٍ علني مباشر، بعد الانتهاء من العرض، ليتم تقديم المبلغ المرصود لإحدى الجمعيات الخيرية.

• هل جاءت شهرتك لرسمك عدداً من المشاهير؟

صحيح أنني رسمت العديد من المشاهير خلال مسيرتي الفنية، ولكن لم أحاول استغلال شخصيات مشهورة لإيصال اسمي وأعمالي، بل بالعكس، كان رسمي لبعض المشاهير يتم بطلب شخصي منهم، وبشكل مأجور. وفي بعض الأحيان كان يطلب مني مشاركة الفنانين في حفلاتهم الفنية، وتقديمي عرضاً خاصاً، من خلال رسمهم مباشرة على المسرح قبل ظهورهم، كنوع من التقديم. وبطبيعة الحال أنا مستفيد من هكذا عروض، إن كانت الفائدة مادية، أو على مستوى الشهرة.

من جهة أخرى أنا كفنان أقوم برسم شخصيات أحببتها، وتأثرت بها. من مطربين وشعراء وممثلين وموسيقيين أو رياضيين، وهذا شيء طبيعي. فرسام البورتريه يميل إلى رسم الشخصيات المحببة لديه، والتي لديها قيمة إنسانية أو معنوية في وجدانه. لذلك أنا لا أرى أن شهرتي بدأت في رسمي للمشاهير، وإنما لمشاركتي في حفلات وفعاليات ضخمة. وبطبيعة الحال المشاهير موجودون في هكذا فعاليات.

• ما هو طموحك والى أين تنشد؟

طموحاتي كثيرة. أسعى جاهد لتحقيقها. حيث أطمح أن يكون لي حفلات مهمة ومشاركات عالمية. وأن أقوم بمعرض خاصاً بي، ضمن مكان مميز، تعرض فيه لوحاتي، التي قدمتها بأسلوبي الخاص. وأن أشاهد لوحاتي مقتناة، ومعروضة في أهم الأماكن في العالم.

• كيف تقيم مشاركتك في برنامج الهواة Arabs Got Talent؟

أرى بشكل عام أن أي مشاركة لأي فنان بمعرض ما أو حفل أو برنامج تلفزيوني، ليست بالضرورة أن تكون صحيحة، وأن كل خطواته واختياراته موفقة. المهم أن يستفيد الفنان من اختياراته الخاطئة، ليتمكن من توظيفها في بناء أساس صلب ومتين مستقبلاً.

بالنسبة لمشاركاتي في برامج الهواة كان الهدف منها، الوصول إلى أكبر شريحة من الناس. على اعتبار أن هكذا برامج تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، لكنني لست راضياً عن المشاركة على الصعيد الشخصي، ولن أقوم بخطوة كهذه مستقبلاً.

• هل يلقى فن البورتريه اهتماماً عربياً أسوة بالعالم الغربي؟

بالطبع لا. تقييم المجتمع الغربي للفنان مختلف عما نحن عليه، فهم يعتبرونه شخصاً مميزاً في طريقة تفكيره وحياته وثقافته. الغرب يعتبر الفنان ثروة لبلاده، فيكرمه ويدعمه، ويدفع جمهور المعارض مبالغ مادية ضخمة تقديراً لعطائه الفني، ويقف في طابور الصفوف، مهما كانت ظروف الطقس صعبة، بغية مشاهدة عرض فني. في حين تجد صالات معارضنا مهجورة، عدا أيام الافتتاحات، التي أغلب جمهورها من الفنانين أنفسهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن