رياضة

ختامها مسك في آخر أيام الفيفا لموسم 2021/2022 … التنين يصارع الطواحين والشياطين بضيافة النسور … الألمان لفك العقدة الإيطالية والإنكليز من أجل فوز أول

| خالد عرنوس

تختتم اليوم منافسات الجولة الرابعة لدوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة فتقام 12 مباراة ضمن الدرجات كافة وأهمها أربع مواجهات في التصنيف الأول ضمن المجموعتين الثالثة والرابعة سيكون لها وقع على الترتيب وحظوظ المنتخبات الثمانية فيهما، ففي ملعب بورسيا بارك يلتقي المانشافت الألماني مع ضيفه الآتزوري الإيطالي في قمة الجولة ويسعى صاحب الضيافة لتسجيل فوز أول بعد ثلاثة تعادلات وبالتالي فك العقدة الإيطالية الملازمة في المناسبات الرسمية، وفي ملعب مولينكس الخاص بوولفرهامبتون يبحث المنتخب الانكليزي عن أول ثلاث نقاط والثأر من ضيفه المجري والإبقاء على فرصته بالمنافسة على بطاقة نصف النهائي.

وفي روتردام سيكون المنتخب الهولندي أمام فرصة مواتية لتعزيز صدارته للمجموعة الرابعة عندما يستقبل نظيره الويلزي وفي الملعب الوطني بوارسو يطمح نسور بولندا البيض لرد الهزيمة القاسية لشياطين بلجيكا الحمر أو على الأقل الخروج بثلاث نقاط تبعث فرصة مزاحمة الطواحين على الصدارة، والمباريات الأربع تبدأ في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة بتوقيت دمشق.

وكانت الجولة الرابعة افتتحت أمس الأول بمباراتين ضمن المجموعة الثانية فصعد اللاروخا الإسباني إلى صدارتها عقب فوزه على ضيفه التشيكي بهدفين مستفيداً من خسارة المتصدر السابق البرتغالي على أرض سويسرا بهدف.

عقدة الألمان

في كل جولة تشهد المجموعة الثالثة قمة كلاسيكية لوجود ثلاثة منتخبات من كبار القارة العجوز ولذلك أطلقنا عليها المجموعة الحديدية، إلا أنه بعد ثلاث جولات و6 مباريات بدا أننا سننتظر الجولة الأخيرة لمعرفة بطل هذه المجموعة والأهم أننا لم نجد حتى الآن صورة البطل في العمالقة الثلاثة، المبارايات الست انتهت أربع منها بالتعادل فلم يعرف أحد الكبار الفوز على الثاني، وكان الطرف المجري طرفاً في الفوزين الحاصلين في المجموعة فقد خسر بصعوبة أمام الآتزوري في إيطاليا 1/2 بعدما فجر نصف مفاجأة بفوزه على أسود إنكلترا الثلاثة في بودابست، في حين الملاحظ أن المانشافت الألماني لم يعرف سوى لغة التعادل في مبارياته الثلاث وجميعها بهدف لمثله ليصل إلى التعادل الرابع على التوالي بالنتيجة ذاتها والأولى كانت في الإطار الودي أمام الجار الهولندي، والإيجابي الوحيد في هذه التعادلات أنها رفعت أرقام المدرب هانز بيتر فليك إلى 12 مباراة أولى دون هزيمة مع المنتخب واللافت أنه فاز في أول ثماني مباريات أي أن المانشافت سجل في كل المباريات لكنه أخفق بالحفاظ على نظافة شباكه في آخر أربع منها.

واليوم يحاول فليك ولاعبوه كسر قاعد التعادلات أولاً كذلك العقدة المزمنة المتمثلة بالآتزوري لقلب معادلة الصدارة ومن ثم محاولة بلوغ نصف نهائي البطولة للمرة الأولى، وكما حال مدربي المنتخبات الكبيرة فقد أشرك فليك حتى الآن 21 لاعباً من قائمة ضمت 26 لاعباً في المباريات الثلاث ولن تكون هناك أي مفاجأة في حال أراح أي لاعب كما فعل منافسوه ويأمل أن يكون ماركو رويس لائقاً بعدما مامنعته الإصابة من الظهور في البطولة حتى الآن.

تعويض بسيط

من جهته لم يخرج مانشيني عن النص في مسألة مشاركة عدد كبير من اللاعبين بل يحسب له أنه أشرك 28 لاعباً في المباريات الثلاث وهو الذي اضطر لإشراك أسماء جديدة عقب تعرض عدد من نجومه للإصابة، وكذلك يحسب له أنه لم يخسر على الرغم من خوضه مباراة أكثر من البقية فقد استبق مشواره في هذه النسخة بلقاء الأبطال أمام الأرجنتين ولم يكتف الآتزوري بالسجل النظيف بل انتزع اعترافاً من المدرب الإنكليزي ساوثغيت بأن فريقه يقدم مستويات كبيرة رغم غياب عدد من اللاعبين الأساسيين وقبلها أثنى المدرب الألماني فليك على أداء الآتزوري في مباراة الفريقين، وعليه يدخل مباراة المانشافت بحثاً عن مواصلة الصدارة وقطع ثلاثة أرباع المشوار ليكون أول فريق يبلغ نصف النهائي في نسختين، ولن تكون المهمة سهلة بالطبع خاصة مع جوع الألمان للفوز لكن الطليان يعولون على التاريخ الذي يقول إنهم لم يخسروا في 10 مواجهات رسمية أمام الألمان ففازوا بأربع منها مقابل 6 تعادلات وأولها التعادل صفر/صفر في نهائيات مونديال 1962 وآخرها في ذهاب هذه البطولة قبل عشرة أيام فقط، ويدلل عشاق الآتزوري على فوزه على أرض ألمانيا بالذات 2/صفر في نصف نهائي مونديال 2006.

وإذا كان فليك المدرب الألماني يدخل المباراة دون هزيمة بعد 12 مباراة وقد بدأ مشواره بثمانية انتصارات كاملة فإن مانشيني لم يخسر سوى خمس مباريات خلال 52 مباراة لكن ثلاثاً منها كانت قاصمة، فقد خسر نصف نهائي دوري الأمم في النسخة الثانية أمام إسبانيا وكذلك خسر أمام مقدونيا في الملحق المؤهل للمونديال فأخفق بالتأهل للمرة الثانية على التوالي أما الخسارة الأخيرة فكانت أمام الأرجنتين على كأس الأبطال.

معاناة ساوثغيت

وإذا كان فليك يعاني من التعادلات ومانشيني يعاني من كثرة الإصابات فإن مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت يعاني من شح الأهداف وبالتالي سوء النتائج، فعلى الرغم من التعادل مع الكبيرين (الآتزوري والمانشافت) لكن لاعبيه لم يسجلوا سوى هدف يتيم من ركلة جزاء وكذلك أخفقوا بالتسجيل أمام المجري فخسروا وعليه فقد أصبحوا مهددين بمغادرة الدرجة الأولى بعدما أنهوا ذهاب المجموعات بالمركز الأخير بسجل هو الأسوأ لهم في المسابقة فقد تأهلوا إلى نصف نهائي النسخة الأولى ثم حلوا بوصافة مجموعتهم في النسخة الثانية، وهذا ما جعل وسائل الإعلام البريطانية تحذر منه، وقد أشرك المدرب 25 لاعباً حتى اللحظة في المباريات الثلاث ومنهم خمسة مهاجمين إلا أن الحال لم يتغير رغم الفرص الكثيرة السانحة للتسجيل أمام مرمى المنافسين، ووحده فيل فودين لم يشارك مع الفريق بسبب الإصابة لكن ساوثغيت أراح هدافه الأعلى هاري كين في مباراة إيطاليا وينتظر أن يعود اليوم للمشاركة إلى جانب بوكايو ساكا وميون وماونت ورحيم سترلينغ وربما تامي وإبراهام لعل وعسى أن يجد هؤلاء أنفسهم في المباراة الثأرية أمام المجريين الذين فازوا ذهاباً بهدف علماً أن الإنكليز لم يخسروا على أرضهم أمام ضيفهم منذ الهزيمة الشهيرة عام 1953 وقد تواجها خمس مرات بعدها ففاز الأسود بأربع مقابل تعادل ساد المباراة الأخيرة ضمن تصفيات المونديال القادم.

الطواحين والشياطين

في المجموعة الرابعة توقع المراقبون أن تنحصر البطاقة بين منتخبي بلجيكا وهولندا لأكثر من سبب، والأهم لجودة اللاعبين في صفوفهما وكذلك نتائجهما في الآونة الأخيرة، والأول كان حاضراً في نصف نهائي النسخة الأولى في حين الثاني حضر مربع الكبار في الثانية، لكن مع دخول المنتخب البولندي يمكن القول إن البطاقة مازالت حائرة على الرغم من فارق النقاط الثلاث بين الطواحين من جهة والشياطين والنسور البيض من جهة، وسيكون لنتيجة المواجهة بين الأخيرين في وارسو الليلة تأثيراً مباشراً على حظوظهما، فالنقاط ستكون مضاعفة والخاسر سيخسر فرصة بلوغ مربع الكبار خاصة في حال فوز الهولندي المتوقع، المنتخب البلجيكي الفائز ذهاباً بنتيجة قياسية قي تاريخ مواجهات الفريقين لم يعرف الفوز على الأراضي البولندية في أربع زيارات رسمية سابقة في حين سجل فوزين وديين هناك، وتبدو كفة بلجيكا أرجح رغم أنه سقط بفخ التعادل مباشرة بعد الفوز الكبير على البولندي في حين الأخير ظهر متعافياً من آثار تلك الهزيمة بعدما فرض التعادل على الطواحين على أرضهم.

وفي روتردام حيث ملعب فينيورد يتوقع من الفريق الهولندي أن يصحح مساره عقب التعادل المثير مع البولندي عندما يستضيف الويلزي الفريق الأضعف نظرياً وعملياً في المجموعة والذي مازال على ما يبدو منتشياً بالعودة التاريخية للمونديال فلم يسجل أكثر من تعادل وحيد، ومازال منتخب الطواحين الأفضل هجومياً في المسابقة بعد ثلاث جولات فقد سجل لاعبوه 8 أهداف (سجلها 6 لاعبين) ولا يجاريهم سوى منافسيهم البلجيكيين الذي سجلوا العدد ذاته على الرغم أن المدرب المحنك لويس فان غال أشرك 24 لاعباً حتى الآن ولم يشرك أي لاعب في الدقائق كاملة، وكالعادة لا يهتم الهولنديون بكم الأهداف التي تهزّ شباكهم وهم لم يحافظوا على نظافة شباكهم حتى الآن فالأهم ما يسجله فريقهم.

يذكر أن 9 مواجهات سابقة جمعت المنتخبين الهولندي والويلزي انتهت للطواحين دون أي تعادل أو هزيمة ومنها 5 مرات على المستوى الرسمي وآخرها مباراة الذهاب قبل أسبوع من الآن وانتهت بنتيجة 2/1، ووحده الآتزوري الإيطالي استطاع الانتصار في الأراضي الهولندية في هذه المسابقة عندما فاز بهدف في النسخة الثانية وهي الهزيمة التي حرمت الطواحين من حضور مربع الكبار.

الهدف الأسرع

57 ثانية فقط كانت كافية للاعب منتخب سويسرا حارس سفيروفيتش لأن يدخل التاريخ كصاحب أسرع هدف في تاريخ دوري الأمم، وبالطبع فقد زاد من قيمة هذا الهدف أنه أسعد الجماهير السويسرية بعدما قاد الناتي لثأر صغير من ضيفه البرتغالي وحسب مواقع إحصائيات كرة القدم فإن سفيروفيتش أصبح أول لاعب من بلاده يسجل في الدقيقة الأولى خلال مباراة رسمية، وهو الهدف رقم 25 لهذا اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً والأول منذ عام كامل، والأهم بالطبع أنه حمل أول ثلاث نقاط للناتي في هذه النسخة، الهدف هو الأول الذي يلج مرمى البرتغال بعد 245 دقيقة وكان كافياً لهزيمة السيليكسيون الأولى في النسخة الحالية والثانية خلال مشواره في ثلاث نسخ من البطولة والأولى خارج ملعبه، والأهم أنه خسر بسببها الصدارة.

بدوره لم يترك اللاروخا الإسباني المجال لضيفه التشيكي لتكرار سيناريو الذهاب فهيمن على المباراة منذ البداية وحمى يوناي سيمون مرماه هذه المرة من التقدم أو حتى من التعادل كما حدث في لقاء براغ، وترجم سولير باراغان وبابول سارابيا السيطرة الإسبانية وسجلا هدفين (24 و75)، والأول سجل هدفه الثالث في 9 مباريات والأول في سجله هذا العام بينما الثاني سجل هدفه التاسع في 22 مباراة علماً أنه سجل هدف الفوز على سويسرا قبل أيام، وبهذا الفوز الثاني على التوالي رفع اللاروخا رصيده إلى ثماني نقاط متصدراً المجموعة بفارق نقطة أمام البرتغالي وبقي التشيكي ثالثاً بـ4 نقاط والسويسري رابعاً بـ3 نقاط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن