رياضة

مع انتهاء الموسم السلوي 2021/2022 … تكتيكات انتخابية بدأت لدى البعض وأجنحة الاتحاد ضعيفة

| مهند الحسني

على الرغم من الفترة الزمنية الكبيرة التي تفصلنا عن انتخابات اتحاد كرة السلة غير أن بشائر الحملات الانتخابية بدأت تطبخ على نار هادئة في الشارع السلوي، وقد يستغرب البعض كلامنا هذا غير أن مصلحة من وصل عبر الاستثناءات تقتضي أن يبدأ العمل ولو بتكتيكات أولية لجس نبض أغلبية الأندية، وعلى ضوئها يمكن أن تغير بوصلة عمله واتجاهها.

هذه التحركات بدأت منذ فترة عبر الاتصالات بين بعض المحافظات من أجل تشكيل فرق انتخابية أولية تكون قادرة على الدخول بقوة في المعركة الانتخابية القادمة بعدما بدأت أسهم الاتحاد الحالي، وخاصة بعض أعضائه بالهبوط بعد أن فشلوا في تقديم أي شيء جديد للعبة منذ وجودهم بالاتحاد، وخاصة بعد أن شنت أغلبية الأندية حرباً كلامية على عمل الاتحاد، وأبدت استياءها حيال بعض القرارات.

بعض من أعضاء الاتحاد استفادوا من صناعة المجد لهم بطرق مختلفة، ابتداء من الإيفادات وانتهاء ببعثات المنتخبات، لقاء القبول بهز الرأس دليل موافقتهم على قرارات فنية تم اتخاذها حتى لو علموا بها في الوقت المستقطع لا لشيء سوى خوفهم من الجلوس على كرسي المراقبات ونيل رضا أذونات السفر لأنها أصبحت محرزة، إضافة لهاجس ترؤس بعثات المنتخبات الوطنية والسفر وشم الهواء.

لكن بالوقت نفسه هناك من عمل من أعضاء الاتحاد، وأخلص وبذل الغالي والنفيس في سبيل تطوير اللعبة وبقائها، وكان ذلك على حساب عمله وظروفه الخاصة، فهل ستشهد سلتنا نقلة نوعية بأعضائها الجدد، وتتصالح الأندية فيما بينها في سبيل وجود أفضل من يقود سلتنا، أم إن تضارب المصالح والمحسوبيات سيكون عنواناً مهماً للمرحلة الانتخابية المقبلة، وهل سيكون لمن ينادي بالإصلاح بمفاصل سلتنا، ويرفع شعارات التغيير والتنظير مكان في التشكيلة الجديدة، أم إن شعاراته ستبقى عبارة عن زوبعة بفنجان لا أكثر؟

أما البعض من أعضاء الاتحاد فقد أجازوا لأنفسهم إطلاق العنان لانتقاد عمل رئيس الاتحاد، لكن بطريقة (أم زكي) قابلة مسلسل باب الحارة، ينتقدون بصوت عال بأنهم سيقدمون استقالتهم وبأنهم سيعترضون ولن يرضوا بأي قرار فردي وبأنهم وبأنهم حتى يظن المرء أنهم من صنف الملائكة والقديسين، وما إن يصادفوا رئيس الاتحاد حتى تنخفض نبرتهم ويبدؤوا يكيلون المديح له بأجمل عبارات التزلف والتقرب، لكنهم مكشوفون ولابد أن يأتي يوم ويجدون أنفسهم خارج التغطية.

موازين

التحركات الانتخابية بأشكالها المتعددة بدأت وإنما بصور وأساليب مختلفة، بعضها كان باتجاه التسويق لبعض الوجوه، والبعض الآخر باتجاه النيل من الاتحاد الحالي بقصد تمهيد الطريق أمام بعض الأجندات المتضررة من قرارات الاتحاد خلال فترة عمله الحالية، طبعا لن نستبق الأحداث ونطلق الأحكام على بعض الأشخاص الذين يتحدثون بصوت عال عن برامجهم المقبلة، ولكننا اليوم ملتزمون بإجراء جردة حساب للاتحاد وأعماله السابقة، ومقارنة السلبيات بالإيجابيات والموازنة بين كفتي الميزان لنرى بأي اتجاه تميل.

فقدان الكفاءة

مشكلة الاتحاد الحالي والتي يعرفها الجميع هي عدم التوازن بين أعضائه من حيث الكفاءة، والقدرات، وترتيب أولويات المصلحة العامة، فالبعض منهم كانت هموم اللعبة والنهوض بها والحفاظ عليها واستمرار أنشطتها خلال الفترة الماضية في مقدمة أولوياتهم، والبعض الأخر حوّل وجوده في الاتحاد إلى منصة لإطلاق طموحاته الشخصية، والاستعراض والمنافع الضيقة، وترويج الأجندات الضيقة من ناد إلى محافظة إلى مراقبات وترؤس بعثات المنتخبات.

حقيقة

لا ننكر بأن رئيس الاتحاد الحالي كان دوره صمام الأمان في كثير من الحالات التي دفعت عجلة اللعبة نحو الاستمرار بالاتجاه الأفضل، فهو نجح في تغيير نمط دوري المحترفين بعدما أضفى عليه وجود اللاعب الأجنبي، وهي خطوة إيجابية تسجل له، ونجح أيضاً في مواطن، وأخفق في أخرى، وكان لديه مهمة أخرى هي تدارك أخطاء بعض أعضاء اتحاده التي أحرجت الاتحاد في كثير من المحطات السابقة التي كبوا فيها على الصعيد الفني والإداري، ولعل العلامة الفارقة التي تسجل له هي تطور المنافسات المحلية منذ توليه لمهامه، ودخول مسابقات جديدة على روزنامة الاتحاد وهذا من شأنه أن يرفع مستوى اللعبة بجميع مفاصلها، إضافة إلى استمراره في إعداد المنتخبات الوطنية في المشاركات القارية والتي بدأت نتائجها الجيدة تظهر وبات منتخبنا الأول يحسب له ألف حساب حتى من منتخبات كنا نخسر أمامها بفوارق رقمية مخيفة، متجاوزاً كل الصعاب والمراحل الحرجة التي مر بها الوطن من أزمة نالت كافة مرافقه حتى وصل الأمر للنيل من رياضتنا بشكل عام، رغم ذلك كان إصرار الاتحاد كبيراً، وموضع تقدير واحترام لنجاحه في تجاوز هذه العقبة الهائلة.

مطالبات

حملات كثيرة طالت الاتحاد أثناء مباريات المربع الذهبي بعضها كان على حق، والبعض الآخر جاء تحت شعار كلمة حق أريد بها باطل، أما البعض الثالث، فكان باطلاً أريد به باطل صادر عن المغرضين والمتنفذين، وأشخاص يصنفون أنفسهم كقادة ونجوم، إلا أنهم وبكل أسف لا تحمل ذاكرة السلة السورية أي ذكرى طيبة لعملهم الرياضي القيادي، لا بل إنهم أصبحوا عبئاً ثقيلاً حتى على أنديتهم التي باتت تنوء بهم وبتنظيرهم وأفكارهم الهلامية وجعجعتهم التي لا تطعم طحينا.

خلاصة

كلمة حق سنقولها إن رئيس اتحاد السلة أجنحته الحالية المتمثلة بأعضائه متهالكة وضعيفة، وهذا لن يساعده على التحليق والطيران باللعبة لأن اليد الواحدة مهما كانت قوية لن تستطيع أن تصفق وحدها، واللبيب من الإشارة يفهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن