كيلو البوظة بـ20 ألف ليرة … رئيس جمعية المرطبات لـ«الوطن»: البوظة مادة «رفاهية» والمستهلك عزف عن الشراء لارتفاع الأسعار ولانقطاع الكهرباء!!
| اللاذقية – عبير سمير محمود
يؤثر انقطاع الكهرباء في اللاذقية على عمل معظم الفعاليات مع عودة التقنين الكهربائي لواقع 5 ساعات ونصف قطع مقابل نصف ساعة وصل فقط، الأمر الذي أدى لتوقف البرادات في محال السوبرماركت واختفاء «البوظة» التي عادة ما تمتلئ بها المحال بمثل هذه الأيام مع اشتداد الحر.
حول تراجع الإقبال على صناعة وشراء البوظة والمرطبات، بيّن نائب رئيس جمعية المرطبات والمشروبات الغازية في اللاذقية هيثم جعارة لـ«الوطن»، أن الإقبال على شراء البوظة تراجع بنسبة 60 بالمئة، لتبقى بنسبة 40 بالمئة حركة خفيفة في السوق.
وقال: إن البوظة مادة رفاهية وليست أساسية، لذلك المواطن عزف عن شرائها بعد ارتفاع سعرها بفعل ارتفاع التكاليف من جهة، ومن جهة ثانية بسبب عدم قدرته على وضعها في البراد لعدم وجود كهرباء فكان المواطن يشتري كيلو بوظة واليوم يشتري «بالطابة لأولاده حسب الرغبة» مثلاً أو كاسة صغيرة لعدم تمكنه من تبرديها في المنزل.
ولفت إلى أن تكلفة كيلو البوظة تتراوح بين 15-18 ألف ليرة، ويباع بحوالي 20 ألف ليرة، كما تباع كرة البوظة «الطابة» الواحدة بألف ليرة، والكورنيه «البوري» بـ3500 ليرة، و3 آلاف ليرة للكاسة الواحدة 120 – 130 غرام (تقريباً كل 7 كاسات تعادل كيلو بوظة)، منوهاً بأن الأسعار كانت العام الماضي أقل بنسبة 50 بالمئة، على حين كانت ما قبل الحرب لا تتجاوز 250 ليرة لكيلو البوظة، و50 ليرة للكورنيه و30 ليرة للكاسة.
وأشار جعارة إلى تكلفة المازوت بحوالي مليون ونصف يومياً، إضافة لتكاليف السكر الذي ارتفع كثيراً وأصبح سعر الشوال 198 ألف ليرة، والعلب البلاستيكية بـ2 ألف ليرة للعلبة والنايلون وأجور النقل واليد العاملة، جميعها عوامل أدت لارتفاع تكاليف إنتاج البوظة والمرطبات بنسبة وصلت في بعض المواد إلى 800 بالمئة عن فترة ما قبل الحرب.
وأضاف: إن أزمة المازوت وارتفاع سعره في السوق السوداء ليصل سعر الليتر إلى 4500 ليرة تقريباً شكّل أزمة حقيقية في توليد الطاقة، ما جعل الحرفيين يعتمدون على الأمبيرات التي تعد اليوم هي الحل البديل فقط لاستمرار الإنتاج ونتمنى ألا يوقفوها حتى لا نتوقف عن العمل، فالطاقة الشمسية لا تفي بالغرض لتشغيل برادات ومحركات ضخمة في صناعتنا.
وذكر جعارة أن جمعية المرطبات تأثرت بالظروف العامة بحوالى 70 بالمئة لتفقد الكثير من أعضائها الذين توقفوا عن الصناعة بسبب فروقات الأسعار وغلاء المواد الأولية الداخلة في الإنتاج.
ونوّه نائب رئيس جمعية المرطبات بأن بعض الشركات التجارية «الدخيلة على المهنة» تدخل مواد مسرطنة في صناعة البوظة ومنها مادة الاسبرتام كبديل للسكر بسبب غلاء الأخير، معتبراً أن هذه المواد خطرة وتنافس فيها بعض الشركات بأسعار أقل من البوظة العريقة التي تباع في اللاذقية، محذراً من إدخال هذه المواد في الصناعة الغذائية بشكل عام؟
وشدد جعارة على ضرورة مساعدة الحرفي من ناحية تخفيف الضرائب عليه وأن تكون عادلة، مبيناً بأن بعض الضرائب ارتفعت من 400 ألف ليرة إلى 1.7 مليون ليرة سنوياً، متسائلاً عن كيفية احتساب الضرائب المالية دون تحقيق جدوى اقتصادية فعلية في العمل.
ولفت إلى أن وضع صناعة البوظة سيئ وربما يتوقف في حال لم يتم ضبط واستقرار الأسعار بالسوق التي باتت غير مقبولة، مشيراً إلى أن بعض أصناف البوظة قد اختفت من السوق ومنها السويسرول والأسكا، وذلك بسبب فروقات الأسعار وعدم القدرة على صناعتها مقارنة بسنوات سابقة.