أزمة نقل خانقة تشهدها حمص … سائقون لـ«الوطن» نعمل يوماً ونتوقف يوماً و20 ليتر مازوت لا تكفي لعدة نقلات .. منصور: تخفيض عدد المركبات العاملة على الخطوط إلى النصف إجراء مؤقت ريثما تعود المخصصات كما كانت
| حمص- نبال إبراهيم
تشهد محافظة حمص (مدينة وريفاً) أزمة نقل خانقة على مختلف خطوط المدينة الداخلية وخطوط الريف الخارجية، وتتفاقم هذه الأزمة يوماً بعد يوم بالتزامن مع تخفيض عدد السرافيس والباصات العاملة على تلك الخطوط نتيجة للنقص الكبير في مادة المحروقات «المازوت».
عشرات الشكاوى التي ترد «الوطن» بشكل يومي من العديد من أهالي المدينة والريف سواء كانوا من الموظفين أو الطلاب المتقدمين للامتحانات أو المتقدمين لمسابقة التوظيف المركزية عن المعاناة اليومية من قطاع النقل وصعوبة الوصول إلى مواقع عملهم أو مراكز امتحاناتهم سواء من قراهم وبلداتهم إلى المدينة أو حتى ضمن داخل المدينة، واضطرارهم في كثير من الأحيان إلى استقلال تكاسي الأجرة وتكبدهم عناءً مضاعفاً ومبالغ مالية كبيرة. مشيرين إلى ندرة وسائط النقل العامة أو انعدامها خلال أيام العطل ولاسيما يومي «الجمعة والسبت» لعدم وجود سرافيس أو باصات نقل داخلي على تلك الخطوط.
بدورهم بين عدد من سائقي السرافيس العاملة على خطوط المدينة والريف لـ«الوطن» أنهم يعملون يوماً ويتوقفون يوماً عن العمل لعدم توزيع مادة المازوت عليهم بشكل يومي، علاوة على أن مخصصاتهم من مادة المازوت في اليوم الذي يعملون به على الخط لا تكفي سوى لعدة نقلات فقط.
من جهته أشار عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة حمص حسام منصور لـ«الوطن» إلى أنه نتيجة لانخفاض مخصصات المحافظة من مادة المازوت للحدود الدنيا انعكاس ذلك بشكل مباشر على واقع النقل، وتم العمل على فرض آلية جديدة لتوزيع المادة لضمان سير المركبات وتخديم المواطنين وخاصة طلاب الجامعات والمدارس والموظفين بحسب الإمكانيات المتوافرة، مبيناً أنه تم تكليف رؤساء هيئات الخطوط الداخلية والخارجية بإعداد جداول اسمية بالسيارات العاملة وتقسيمها إلى قسمين زوجي وفردي لتعمل على التناوب يوم بيوم وتم إعلام مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بذلك.
وأوضح أن مخصصات السرافيس العاملة على الخطوط الداخلية بمعدل 20 ليتر مازوت في اليوم الذي تعمل فيه، بينما مخصصات السرافيس العاملة على خطوط الريف الخارجية بحسب المسافة والكميات المحددة مسبقاً.
ولفت منصور إلى استثناء باصات شركة النقل الداخلي وشركة النقل الخاصة من هذا الإجراء أو الآلية التي تم اتباعها على مختلف الخطوط الداخلية في المدينة والخارجية بين المدينة والريف وعلى كل المحاور والخطوط بما يتناسب مع كمية المحروقات المتوفرة حالياً، مؤكداً أن باصات الشركتين تعمل بكامل استطاعتها، ويتم إجراء جولات يومية على كافة المحاور ومحطات الانطلاق للتأكد من تطبيق الإجراء والتزام السائقين بالعمل على الخطوط وتخديم المواطنين، والتدخل السريع لتكليف باصات النقل الداخلي معالجة الاختناقات التي قد تحدث على بعض المحاور، لافتاً إلى أنه تم وضع كمية ألف ليتر من مادة المازوت بكل من محطتي الانطلاق الشمالية والجنوبية كمخزون احتياطي لمعالجة الاختناقات غير الاعتيادية والازدحامات التي قد تحدث للتدخل السريع ومعالجتها على الفور.
وأشار إلى توقف توزيع مادة المازوت على وسائط النقل العامة في مختلف الخطوط والمحاور خلال يومي الجمعة والسبت كإجراء استثنائي لقلة المادة، باستثناء محطة الانطلاق الشمالية «كراج البولمان» فلم يطرأ عليها أي تغييرات وتعمل بوضعها الطبيعي خلال أيام العطل بين المحافظات.
وأكد منصور أن هذه الإجراءات مؤقتة ريثما تتم إعادة زيادة مخصصات المحافظة من المادة، وأنه ستتم العودة إلى الوضع الطبيعي خلال الأيام القادمة مع توافر المحروقات وعودة الكميات المخصصة إلى ما كانت عليه.
من جانبه بين عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك سمير الدروبي لـ«الوطن» أن الكميات المخصصة لمحافظة حمص من المازوت انخفضت بنسبة كبيرة في الأيام الأخيرة بحيث انخفضت عدد الطلبات إلى 6 طلبات يومياً فقط وتوزع بحسب الأولوية على قطاعات النقل والأفران والمشافي إضافة للقطاع الزراعي وخاصةً في موسم حصاد القمح والشعير، لافتاً إلى أن قطاع النقل يستحوذ حالياً على حوالى 70 بالمئة من مخصصات المحافظة من المادة وخاصة بالتزامن مع امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي لتأمين الطلاب والتلاميذ إلى مراكز امتحاناتهم.
وأشار إلى أنه يتم توزيع المادة على القطاعين الصناعي والإنتاجي بالمحافظة ضمن المتوافر والإمكانية وتزويد المشاريع وفق الأكثر أهمية.