القوات الروسية دمرت أسلحة أوروبية وأميركية سُلمت لكييف.. والأوكرانية قصفت سوقاً وسط دونيتسك … بوريل: ستستمر روسيا في الوجود ومن الضروري مواصلة الحديث معها
| وكالات
قال رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل: إنه سيتعين على أوروبا التعايش مع روسيا بعد انتهاء الصراع في أوكرانيا، لذلك يجب بذل كل الجهود للحفاظ على الحوار مع موسكو، فيما لم تؤكد برلين أمس زيارة المستشار أولاف شولتس إلى أوكرانيا، في حين كشفت «بلومبيرغ» بدورها عن «العواقب الوخيمة» لانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك في حين أدى قصف للقوات الأوكرانية لسوق مزدحمة في دونيتسك عن مقتل 3 أشخاص على الأقل بينهم امرأة وطفل وأصيب 4 آخرون، فيما أعلنت الدفاع الروسية عن تدمير كميات كبيرة من الأسلحة الأوروبية والأميركية بقصف صاروخي في منطقة دونيتسك.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بوريل، لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش»: ستستمر روسيا في الوجود، ومن المهم أن نحدد بوضوح كيف نعتزم التعايش معها، سيكون الأمر صعباً للغاية، لكن يجب علينا التفاعل مع الروس في هذه القارة، ومن الضروري مواصلة الحديث مع روسيا».
كما أشار بوريل إلى انفتاح قنوات الاتصال مع روسيا، مذكراً برحلات المستشار النمساوي كارل نهامر إلى موسكو في نيسان الماضي، وكذلك رئيس الاتحاد الإفريقي، ماكي سال، إلى سوتشي في أوائل الشهر الحالي.
إضافة إلى ذلك، وفقاً لبوريل، يوجد ممثلان للأمين العام للأمم المتحدة في روسيا، في محاولة لحل مشكلة تصدير الحبوب الأوكرانية.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متحدثاً عن ضرورة الحفاظ على الاتصال المستمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: لا يمكن إذلال روسيا حتى في اليوم الذي تتوقف فيه الأعمال العدائية، يمكننا إيجاد مخرج بمساعدة الدبلوماسية.
على خط موازٍ رفض نائب المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني ولفغانغ بوشنر، تأكيد أو نفي التقارير الإعلامية حول الاستعدادات لزيارة قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا لأوكرانيا، قائلاً في إفادة صحفية أمس: لا أستطيع الإبلاغ عن أي شيء جديد، ولا توجد أخبار في هذا الصدد.
وذكرت صحيفة «بيلد أم سونتاغ» الألمانية، السبت الفائت أن المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخططون لزيارة كييف.
وفي السياق أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، أمس أن الحكومة الألمانية سلمت أسلحة وعتاداً بقيمة 350.1 مليون يورو إلى كييف، في الأشهر الثلاثـة الأولى مـن بدء الحرب في أوكرانيا.
وجاء في رد وكيل وزارة الاقتصاد أودو فيليب على طلب إحاطة من النائبة عن حزب اليسار، سيفيم داجدلين: منذ اليوم الأول للحرب في 24 شباط حتى الأول من حزيران الجاري، أعطت الحكومة الألمانية الضوء الأخضر لتسليم أسلحة حربية بقيمة 219.8 مليون يورو، وعتاد مثل الخوذات والسترات الواقية من الرصاص مقابل 85.2 مليون يورو.
إضافة إلى ذلك وفق فيليب، قدّمت ألمانيا أسلحة ومعدات تابعة للجيش بقيمة 45.1 مليون يورو، والتي تمت الموافقة عليها في إجراء مبسط اعتباراً من مطلع نيسان الماضي.
وأشار وكيل وزارة الاقتصاد الألماني في الرد إلى أن الأمر يتعلق في أغلبه هنا بعتاد مستعمل من الجيش الألماني، مضيفاً إن العتاد قدّرت قيمته وفقاً للوقت الحالي، وليس وفقاً لسعره الأصلي الأعلى جزئياً في حالته الجديدة.
ومطلع الشهر الجاري، أعلن شولتس أن بلاده ستزود أوكرانيا بصواريخ حديثة مضادة للطائرات وأنظمة رادار.
وأضاف شولتس: إن حكومة بلاده قررت تزويد أوكرانيا بصواريخ طوّرتها ألمانيا مع دول أخرى في حلف شمال الأطلسي من طراز IRIS-T، وأنظمة رادار للمساعدة في تحديد مواقع مدفعية العدو.
وفي 28 نيسان الماضي، وافق البرلمان الألماني بأغلبية ساحقة على اقتراح ينص على إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة.
وفي وقتٍ سابق قال بوتين: إن الجدل حول الإمدادات الإضافية من الأسلحة الغربية لأوكرانيا ليس له سوى هدف واحد هو إطالة أمد الصراع المسلح هناك إلى أقصى حد ممكن.
في غضون ذلك سلطت وكالة «بلومبيرغ» الضوء على التداعيات والمخاوف التي قد تنشأ جراء منح أوكرانيا العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي وما سيخلقه ذلك من مشاكل للتكتل قد تؤدي إلى القضاء عليه.
وحسب الوكالة أن منح العضوية الكاملة لأوكرانيا الآن من شأنه أن يخلق العديد من المشاكل الجديدة للاتحاد الأوروبي لدرجة أنه قد يقضي على الكتلة، أو حتى تتفكك. ينطبق التحذير نفسه على قبول مولدوفا أو جورجيا، وحتى ألبانيا ومقدونيا الشمالية ودول البلقان الأخرى الموجودة بالفعل في قائمة الانتظار.
وقد يكون تسريع عضويتها فكرة سيئة ليس فقط لأن هذه البلدان، اقتصاداتها وأجهزتها القضائية والمؤسسات الأخرى، ليست جاهزة، كما سيكون ذلك أيضاً تهوراً لأن الاتحاد الأوروبي لم يحل أبداً توتراً جوهرياً بين ما يسميه الأوروقراطيون «التوسيع» و«التعميق»، أي قبول أعضاء جدد مقابل دمج الأعضاء الحاليين.
ويرى خبراء الوكالة أن الانضمام يستغرق سنوات أو عقوداً، يجب خلالها على الدول المتقدمة بطلبات اعتماد جميع قوانين الاتحاد، ولكن بمجرد دخولها، لن تتمكن بروكسل من استبعادها.
ووقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 28 شباط، وفي أيار تلقت المفوضية الأوروبية استبيانا كاملاً من كييف لبدء المفاوضات.
وتدعم بعض البلدان ومنها جمهورية التشيك وبلغاريا وبولندا وسلوفينيا وسلوفاكيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا، فكرة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن لا يوافق الجميع على ذلك، على وجه الخصوص، كما كتبت «بلومبيرغ»، تعارض هولندا والدنمارك منح وضع المرشح إلى كييف.
ميدانياً، قتل 3 أشخاص على الأقل بينهم امرأة وطفل وأصيب 4 آخرون جراء قصف القوات الأوكرانية لسوق مزدحمة وسط دونيتسك أمس الإثنين.
وأكد مستشار رئيس حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية، يان جاجين، لنوفوستي، أن هناك ضربة أوكرانية استهدفت السوق في يوم عطلة وأنه قد يكون هناك المزيد من الضحايا تحت الأنقاض.
وأضاف إن من بين القتلى امرأة وطفلاً كانا يقومان بمساعدة الجرحى قائلاً: لقد ساعدوا الجرحى فقط.. ولم يعرف بعد عدد الأشخاص هناك.
وقال المركز المشترك للمراقبة والتنسيق: إن القوات الأوكرانية أطلقت في وقت سابق 5 صواريخ غراد على منطقة كويبيشيفسكي في دونيتسك.
من جانبه، أفاد عمدة دونيتسك، أليكسي كوليمزين، بأنه بسبب قصف القوات الأوكرانية لمنطقة كييفسكي بالمدينة، اشتعلت النيران في خط أنابيب غاز، كما تضرر أحد المشافي.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الإثنين، أن القوات الجوية تمكنت من استهداف وتدمير كميات كبيرة من الأسلحة الأوروبية والأميركية التي تم تسليمها إلى كييف، بقصف صاروخي بمنطقة دونيتسك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الفريق إيغور كوناشينكوف، في إفادة صحفية أمس الإثنين: إن الطيران العملياتي والتكتيكي استهدف خلال أمس موقع قيادة للجيش الأوكراني، ومحطة رادار لنظام الصواريخ المضادة للطائرات «Buk-M1» بالقرب من دونيتسك، بالإضافة إلى 63 نقطة تتمركز فيها القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية.
كذلك أسفرت الضربات الجوية عن مقتل أكثر من 120 عنصراً من القوميين المتطرفين، ودبابتين وسبع قطع مدفعية ميدانية.
وأكد كوناشينكوف أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت 8 طائرات من دون طيار أوكرانية في مقاطعة نيكولايف، ومقاطعة خاركوف، بما في ذلك طائرات من نوع «بيرقدار».
ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع الروسية أسفرت العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا منذ انطلاقها في نهاية شباط الماضي وحتى الآن، عن تدمير 201 طائرة، 130 طائرة هليكوبتر، 1196 طائرة مسيّرة، 338 وحدة من أنظمة الصواريخ مضادة للطائرات، 3525 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، 515 قاذفة صواريخ متعددة، 1933 مدفعية ميدانية، بالإضافة إلى 3583 وحدة من الآليات العسكرية الخاصة.