سورية

نساء داعش «صندوق أسود» يحوي القصة الحقيقية لأفكار التنظيم الظلامية

| وكالات

سلط تقرير الضوء على الفكر الظلامي الذي تحمله التنظيمات الإرهابية والإيديولوجيات التي تعتنقها في ممارساتها اليومية ولاسيما ما يتعلق بالنساء إضافة إلى تجنيد الأطفال والقصر للقتال في صفوفها.

وأشار التقرير الذي نشرته مصادر إعلامية معارضة، إلى أن الجماعات المسلحة المتشددة تحمل إلى حد بعيد الأفكار ذاتها والتي تستند في جوهرها إلى منشأ واحد يحمل الفكر المتطرف وينتهج التكفير في ممارساته ضد الآخر مع اختلاف مسميات هذه التنظيمات.

وأورد التقرير قصة إحدى زوجات مسلحي تنظيم داعش السابقين وعائلتها وتدعى دينا (38 عاماً) وهي والدة لأرملة قاصر تدعى رنيم وأم لطفل تم تجنيده ضمن ما يسمى «فصيل أشبال الخلافة» الذي أسسه التنظيم في منطقة العكيرشي بريف الرقة.

وتحدثت دينا وهي من حلب، أنه بعد زواجها من ابن عمها وهي في سن الخامسة عشرة انتقلا للعيش في الرقة مع أقارب لهم بحكم الظروف، وقالت: إن «زوجها كان من أتباع السلفية في ذلك الوقت وكان متأثراً بأفكار «ابن تيمية» و«ابن قيم الجوزية» وله عدد من الأصدقاء من ذوي التفكير السلفي، وكانت اجتماعاتهم تعقد بشكل سري، لأن أغلبية أهل الرقة معتدلون بعيداً عن التشدد».

ومع بداية الأحداث في سورية، والتي عملت على تأجيجها دول غربية وإقليمية، شهدت محافظة الرقة موجة نزوح للعديد من عائلات حلب وحمص وإدلب، وفق دينا، التي أوضحت أن زوجها وعدداً من التجار من أصول حلبية عملوا بداية على تشكيل خلايا مسلحة ودعمها بالمال، يضاف إلى ذلك الحوالات و«المساعدات» التي كانت تأتي عبر وسطاء محليين من «منظمات» عربية مطلع عام 2013 بعد سيطرة مجموعات مسلحة على أغلب ريف الرقة.

وقالت: إن زوجها «أبو محمد» حمل وقتها السلاح ضمن حركة «أحرار الشام الإسلامية» وغادر الرقة باتجاه تل أبيض شمال المحافظة وبقي فيها حتى عودته مع مسلحي الحركة في آذار 2013 بعد احتلال تنظيمات إرهابية أخرى مدعومة من الخارج مدينة الرقة ولاسيما «جبهة النصرة».

ومع خروج «أحرار الشام» وسيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة، قدم زوج دينا وفق التقرير «استتابة» وعاد إلى منزله ومع اتساع سيطرة التنظيم التكفيري في الأراضي السورية والعراقية، «بايع» التنظيم وعمل فيما يسمى «جهاز الحسبة» وتمت خطبة ابنته رنيم (14عاماً) في 2015 لأحد مسلحي التنظيم السوريين ويدعى «أبو أبي الحلبي».

وتحدثت دينا عن انعكاس ذلك على عائلتها التي أكدت أنها تأثرت كثيراً بأفكار التنظيم وخاصة أن زوجها «كان يتقصد تشغيل الإصدارات أمام الأولاد والبنات»، في إشارة إلى ما كان ينشره التنظيم من أفكار ظلامية، وهو ما دفع ابنها (محمد 16) للذهاب إلى معسكر «أشبال الخلافة» في منطقة العكيرشي، بريف الرقة بـ«مباركة» وتشجيع من زوجها وزوج ابنتها وهو ما رفضته بتاتاً وتعرضت بسببه للتعنيف والضرب من زوجها.

وأنشأ تنظيم داعش معسكرين للأطفال القاصرين تحت مسمى «أشبال الخلافة» في منطقة العكيرشي جنوب شرق الرقة، والآخر في منطقة زور الكرامة بريف المحافظة الشرقي، وعمل ما يسمى «المكتب الدعوي» للتنظيم على صناعة «إعلام دعائي» خاص بالقاصرين وممنهج لاستقطاب القصر من الفتيان بالرقة وكل مناطق سيطرته.

وتابعت دينا: إن زوجها منعها من البكاء على ابنها الذي قتل في غارة جوية في شتاء عام 2016 على «معسكر العكيرشي»، وقالت: «لم أستطع البكاء والنحيب على ابني محمد بسبب عقلية زوجي وزوج ابنتي «أبو أبي» فكان القهر والفقد والكبت يأكلانني فالبكاء على الميت «حمية جاهلية» على حد قول زوجي».

وبعد مقتل زوج ابنتها بقصف جوي على منطقة حزيمة شمال الرقة ومقتل زوجها في قصف جوي استهدف أحد مقار الدواعش تمكنت دينا وفق ما روت بمساعدة إحدى صديقاتها من الانتقال إلى منطقة الجرنية التي كانت محررة من التنظيم الإرهابي والعودة بعد ذلك إلى مدينة الرقة في عام 2018 بعد اندحار مسلحي التنظيم منها دون أن تنفي ما تواجهه من صعوبات نتيجة نظرة المجتمع إلى أفراد عائلتها على أنهم من الدواعش.

وينظر عدد من الخبراء إلى نساء مسلحي التنظيمات الإرهابية على أنهم «صندوق أسود» لحقيقة ما كان مسلحو هذه التنظيمات ينتهجونه من ممارسات ويحملونه من أفكار ظلامية تكفيرية هدامة، وفق التقرير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن