ثقافة وفن

البيئة الشامية تحتل الصدارة والاجتماعية أقل منها … أعمال قدمت على عدة أجزاء فهل نجحت؟

| هلا شكنتنا

أن تقدم عملاً درامياً ناجحاً وتستطيع من خلاله إيصال رسالتك الهادفة هي واحدة من أهم وظائف العمل الدرامي الذي يحتاج قصة مدروسة بشكل معمق ومتقن ولكي تقدم للمتابع من خلال ثلاثين حلقة كاملة وكافية لإيصال هذه الرسالة، لكن مع مرور الوقت فجأة أصبحت القاعدة في الدراما التلفزيونية هي المسلسلات المتعددة الأجزاء، وكأن الجزء الواحد أصبح غير كافٍ لتقدمة الرسالة الدرامية.

مشكلة حقيقية

عديدة هي الأعمال التي قدمت الكثير من الأجزاء ومنها من نال استحسان المتابع ومنها لم يحقق هدفه المنشود بسبب سهولة صناعة العمل وفكرته وخاصة في الجزأين الثاني والثالث، لأن بعض الكتاب باتوا يعتبرون أن نجاح الجزء الأول هو الأساس في نجاح الجزء الثاني من العمل، متناسين أن الجمهور له ذائقة فنية وقادر على تمييز الحكاية الجيدة والشائقة، ولا شك أن صناعة الأجزاء الدرامية للأعمال يجب أن تكون مقررة منذ بداية تقدمة العمل، لكي تحافظ القصة على رشاقتها وتوازنها.

البيئة الشامية تنتج أجزاء بكثرة

وعندما نتحدث عن الأعمال المتعددة الأجزاء في سورية بشكل خاص، دائماً ما نلاحظ أن أعمال البيئة الشامية هي التي تنتج بكثرة بسبب سهولة توزيعها ورغبة المحطات التلفزيونية في عرضها، على عكس الأعمال الاجتماعية التي لا تقدم أكثر من جزء وتنهي قصتها في الحلقة الثلاثين.

ولأن «الوطن»حريصة دوماً على تذكرة متابعيها بأهم الأعمال التي قدمت أكثر من جزء منها نجح ومنها تعرض لانتقادات، نقدم لكم هذه السلسلة من الأعمال وهي كالتالي:

الفصول الأربعة الأكثر نجاحاً

بما أننا تكلمنا عن الأعمال الاجتماعية وقلنا بأنها من أقل الأعمال التي قدمت أجزاء متعددة، بسبب عدم تحمل حبكتها الدرامية على وجود جزء ثانٍ، لكن مسلسل «الفصول الأربعة» من إخراج الراحل «حاتم علي» يعتبر عملاً استثنائياً لكونه حقق نجاحاً ساحقاً على مدى جزأين، حيث استطاع هذا العمل بقصته الاجتماعية اللطيفة أن يكسب ثقة الجمهور.

«باب الحارة» سلسلة شهيرة

أما بالنسبة لأعمال البيئة الشامية فقد كان لها النصيب الأوفر من الأعمال المتعددة الأجزاء، وذلك بسبب قصتها الشعبية التي تحتمل وجود أكثر من جزء، كما أن حكايتها من الممكن أن يضاف إليها بعض الشخصيات التي تطور قصة العمل وتجعله يستفيض بالسرد القصصي، ومن أكثر الأعمال التي قدمت عدة أجزاء ونجحت في تقديمها هي سلسلة «باب الحارة» لصانعها المخرج الراحل «بسام الملا» التي استطاعت أن تستحوذ على قلب الجماهير وتجذب أنظارهم بسبب قصتها الشعبية اللطيفة التي قدمت من خلالها حكاية تحمل الكثير من صفات أهالي الشام وشهامتهم، إضافة إلى قصص العائلة الدمشقية التي تقرب المتابع من العمل، كما أن أبطال العمل استطاعوا جميعهم ومن دون استثناء أن يتقمصوا شخصياتهم ويقدمونها بكل إتقان، لكن شهرة ونجاح العمل بالشكل الكبير لم يستطيعا الصمود أكثر من خمسة أجزاء.

«زمن البرغوت» يحافظ على مكانته

أما العمل الشامي الثاني الذي استطاع أن يحافظ على حكايته ومكانته على الساحة الفنية من خلال تقدمته لجزأين هو مسلسل «زمن البرغوت» من إخراج «أحمد إبراهيم أحمد»، الذي يتحدث عن مرحلة معينة في تاريخ المجتمع السوري فيما بين 1915 إلى 1926 وهو وقت خروج العثمانيين من دمشق والاحتلال الفرنسي لسورية ويعرض أحوال المجتمع السوري حينها إلى قيام الثورة السورية الكبرى، وعندما تم عرض العمل في عام 2012 استطاع أن يلفت أنظار المتابعين بسبب قصته الشائقة والمختلفة عما عرض في أعمال البيئة الشامية سابقاً.

«حارة القبة» يطرح قضية «الأمانة»

«حارة القبة» لكاتبه «أسامة كوكش» وإخراج «رشا شربتحي» حيث قدم في الجزء الأول من هذا العمل قصة شائقة استطاعت أن تجذب الجمهور بسبب تماسك حبكتها وقصتها، كما أن القضية التي يدور حولها العمل هي «الأمانة» التي تعتبر من أكثر الأشياء صعوبة في محاولة أصحابها الحفاظ عليها، كما أن العمل عرض جوانب إنسانية وشخصية يجب أن يتحلى بها الإنسان، أما الجزء الثاني من العمل فقد استطاع أن يحافظ على قصته ويبني لها خطوطاً جديدة لتشويق المتابع، لكن على ما يبدو أن الأحداث الأخيرة من هذا الجزء باتت تشكل حالة من الملل عند المتابع بسبب تكرار بعض الأحداث.

«الكندوش» وجزؤه الثاني يتفوق

أما «الكندوش» بجزئه الأول فقد شكل هذا العمل صدمة لجميع متابعيه بسبب سوء القصة المطروحة، وخاصة بعد الترويج الكبير الذي اعتمدته الشركة المنتجة قبل عرض العمل، ما جعل الجمهور يتشوق لمشاهدته لكن عند العرض باتت الآراء متفاوتة، أما الجزء الثاني من العمل فقد استطاع أن يتفادى الأخطاء التي وقع بها في الجزء الأول، ما جعله يظهر بحلة جديدة للمتابع ليحقق نسبة جيدة من النجاح ويعوض خسارته في الجزء الأول.

«بروكار» الثاني لم يحقق المستوى

ومن آخر أعمال البيئة الشامية التي قدمت على مدى جزأين هو عمل «بروكار« لكاتبه الراحل «سمير هزيم»، حيث لم يستطع العمل أن يحصد النجاح المطلوب بسبب السرد القصصي البطيء وغير الشائق، كما أن القصة التي قدمت لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يطمح إليه المتابع، كما أن بعض ممثلي الجزء الأول قدموا اعتذارهم عن المشاركة في الجزء الثاني ما شكل نقطة ضعف للعمل، يذكر أن قصة العمل تدور خلال فترة الاحتلال الفرنسي لسورية عام 1942، حيث يحاول أحد المهندسين الفرنسيين سرقة فكرة صناعة أقمشة البروكار.

أعمال كوميدية أخفقت في النهاية

نهاية نلاحظ بأن الأعمال الكوميدية التي قدمت على شكل حلقات متصلة منفصلة، استطاعت أن تقدم أجزاء متعددة وذلك بسبب تنوع أفكارها، ومن أهم الأعمال التي قدمت هي سلسلة «بقعة ضوء» ومسلسل «ببساطة» اللذان قاما بتسليط الضوء على شؤون المواطن السوري بشكل كوميدي خفيف، ما ساهم بنجاحهم وشهرتهم عندم المتابع السوري، لكن بالنسبة لسلسلة «بقعة ضوء» الشهيرة لم تستطع أن تواكب نجاحها خاصة مع تقديمها للجزء 15 بسبب غياب ممثليها الأساسيين الذين ظهروا في الأجزاء الأولى.

ثنائية كوميدية «ضيعة ضايعة»

أما العمل الكوميدي الثاني «ضيعة ضايعة» فهو مسلسل سوري كوميدي ساخر بلهجة أهل الساحل السوري، تجري أحداثه في ضيعة «قرية» بسيطة وفقيرة اسمها أم الطنافس فوقا، حيث تم عرض العمل أول مرة في عام 2008، وجزؤه الثاني في عام 2010، حيث قدم كل من الراحل «نضال سيجري» والممثل «باسم ياخور» ثنائية كوميدية استثنائية لم تنس حتى يومنا هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن