كاد المعلم أن يستقيل.. إقبال على الاستقالات بتربية القنيطرة … رئيس الشؤون الإدارية لـ«الوطن»: الوضع المادي وسلوك الطلاب من أسباب الاستقالة
| القنيطرة - خالد خالد
يقول مدرس إن هيبة المعلم اهتزت خلال الأزمة بشكل كبير، فالطالب لا يحترم المعلم ويسيء له بالكلام، ووصل الأمر ببعض الطلاب إلى قيامهم بالاعتداء على أحد المدرسين أثناء انصرافهم من المدرسة في إحدى مدارس القنيطرة!؟
ويقول مدرس آخر إن الوضع المعيشي وضعف الدخل أثر في نفسية المعلم، مؤكداً أن من يملك قطعة أرض صغيرة مزروعة بالكرز موسمه لا يقل عن 15 مليون ليرة في حين أن دخل المدرس السنوي لا يتعدى المليونين!؟
وأكدت موجهة تربوية تقدمت باستقالتها أن الأمر أصبح متعباً بسبب المسؤولية على عدد من المدارس التي تشرف عليها، وخاصة في ظل توزع المدارس في أكثر من منطقة، وصعوبة التنقل بين تلك المدارس وغياب وسائط النقل وارتفاع الأجور، مبينة أن نحو 40 بالمئة من راتبها يذهب للمواصلات والاتصالات حيث إنها تستخدم هاتفها الخليوي لمتابعة واقع المدارس المشرفة عليها أو لملء الشواغر وإعطاء التكاليف وغيرها من الأمور التي تهم المدارس.
كل تلك الأسباب مجتمعة وغيرها دفعت الكثير من المعلمين والمدرسين لتقديم استقالاتهم، والبعض منهم لم يمض على تعيينه إلا سنوات.
وبلغة الأرقام لوحظ خلال العام الدراسي حتى تاريخه تقدم 27 معلماً ومعلمة و11 مدرساً و18 مدرساً مساعداً و14 مستخدماً وإداريين اثنين استقالتهم، في حين استقال في عام 2021 من المدرسين 19 و45 مدرساً مساعداً و71 معلماً ومعلمة و5 من الإداريين.
رئيس دائرة الشؤون الإدارية بتربية القنيطرة علي السمور بيّن لـ«الوطن» أن الأسباب التي دعت الكثير من العاملين في قطاع التربية من المعلمين والمدرسين لتقديم استقالاتهم، بلوغ الخدمة القانونية حسب قانون العاملين الأساسي في الدولة وهو 30 عاماً، والذين بإجازة خارج القطر ولا يسمح لهم القانون بتقديم الاستقالة، لافتاً إلى وجود فئة أخرى لم تتمكن من الانسجام والعمل نظراً لظروف مادية حيث الدخل لا يتناسب مع الإنفاق وغلاء المعيشة أو ممن هم غير قادرين على الاستمرار نتيجة لعدم القدرة على التأقلم وضبط القاعة الصفية والتعامل مع الطلاب ولاسيما أن الظروف التي مرت بها البلاد في حالة الحرب أفرزت سلوكاً سلبياً عند الطلاب وغير اعتيادي لدى هذه الفئة مما شكل لديهم حالة من ردود الأفعال السلوكية غير الانضباطية وأصبح أكثر عدوانية وغاب الاحترام عند الأغلبية للمعلم.
وأشار السمور إلى وجود حوادث كثيرة حصلت خلال الأعوام السابقة من اعتداء على كوادر تربوية، ، مشدداً على أن مثل هذه الحالات تستدعي تقديم الدعم النفسي والمتابعة التربوية الفاعلة من قبل معلم أو مدرس يمتلك لهذه المهارات والمعارف وهذا ما تعمل عليه وزارة التربية وفق برامج توعية خلال العام الدراسي، ولفت إلى أن عدد من المعلمين والمدرسين الذين استقالوا قد حازوا عقوداً وفرص عمل أخرى داخل أو خارج القطر في مؤسسات تعليمية خاصة، وهذا الأمر من مفرزات الأزمة وهجرة العقول والكوادر العلمية والتربوية.