آلاف الطلاب من مناطق خارج سيطرة الدولة حصلوا على بطاقة شخصية أثناء الامتحانات
| محمود الصالح
بالتنسيق بين وزارتي التربية والداخلية استطاع الآلاف من أبناء المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة، والذين تمكنوا من المشاركة في امتحانات التعليم الأساسي في هذه الدورة الحصول على البطاقة الشخصية خلال فترة وجودهم في مراكز الاستضافة التي افتتحت في محافظات حلب والرقة وحماة ودير الزور.
«الوطن» رصدت عمليات حصول الطلاب على بطاقاتهم الشخصية بالتعاون بين مديريات التربية والشؤون المدنية في تلك المحافظات. مدير التربية في حلب مصطفى عبد الغني أكد أن هناك حوالى 4450 طالباً وطالبة من المتقدمين لامتحان شهادة التعليم الأساسي في محافظة حلب والذين قدموا من مناطق خارج السيطرة حصلوا على بطاقاتهم الشخصية خلال وجودهم في مراكز الاستضافة التي افتتحتها محافظة حلب . وأضاف: جميع هؤلاء الطلاب يدخلون المناطق الآمنة للمرة الأولى، لذلك فان حصولهم على البطاقة الشخصية بالنسبة لهم مكسب كبير، والتي حرموا منها بسبب وجودهم في مناطق خارج السيطرة، ولذلك وبتوجيهات وزيري الداخلية والتربية تم التنسيق مع الشؤون المدنية في حلب لتنظيم استمارات الحصول على البطاقات الشخصية في مديرية الشؤون، حيث تم نقل هؤلاء الطلاب من مراكز استضافتهم في حلب إلى مديرية الشؤون المدنية على دفعات بواسطة باصات النقل الداخلي التي قدمتها الشركة العامة للنقل الداخلي في حلب، وبالتنسيق بين التربية والشؤون المدنية والمالية اتخذت كافة الإجراءات اللازمة، وبعد طباعة البطاقات الشخصية تم توزيعها على الطلاب بحيث سيعود الجميع إلى مناطق إقامتهم ومعهم بطاقاتهم الشخصية التي كانت عملية حصولهم عليها شبه مستحيل نتيجة عدم سماح المجموعات الإرهابية لهؤلاء الشباب في مغادرة مناطقهم.
في محافظة الرقة أوضح مدير التربية فراس العلو أنه منذ عدة سنوات وخلال العملية الامتحانية كانت مديرية التربية وبالتعاون مع الشؤون المدنية وفرع الهلال الأحمر يتم منح طلاب شهادة التعليم الأساسي البطاقة الشخصية. وأضاف: إنه في هذا العام ومنذ اليوم الأول لوصول طلاب التعليم الأساسي إلى مناطق استضافتهم في الريف المحرر حيث يشاركون في الامتحانات تم تنظيم استمارات الحصول على البطاقة الشخصية من قبل مديرية الشؤون المدنية في الرقة وبالتنسيق مع فرع الهلال الأحمر في الرقة، الذي يساهم في توفير ما تحتاجه عمليه الحصول على البطاقة من صور شخصية وأوراق أخرى، وتم استلام الدفعة الأولى من الطلاب لبطاقاتهم الشخصية، وأما الدفعة الثانية فسيستلم الطلاب فيها البطاقات قبل انتهاء الدورة الامتحانية ومغادرتهم مراكز الاستضافة، علماً أن العدد الكلي لمن حصلوا وسيحصلون على بطاقاتهم الشخصية وصل إلى 900 طالب وطالبة من المقيمين في مناطق خارج سيطرة الدولة في محافظة الرقة.
مدير التربية في إدلب نادر عبدو ذكر لــ«الوطن» انه بذلت مساعي حثيثة لاستقبال طلاب محافظة إدلب المسجلين لامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي لدورة 2022م، حيث حضر الفريق التربوي من تربية إدلب من 23 وحتى 25 أيار الماضي على معبر ترنمبة الذي يفصل المناطق المحررة عن المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية لاستقبال الطلاب، لكن المجموعات الإرهابية لم تسمح لهم بالخروج رغم محاولات الكثير، وأمام هذا الواقع تمكن 34 طالباً وطالبة منهم 20 طالب تعليم أساسي و14 طالباً وطالبة ثانوي من الخروج في رحلة شاقة وخطرة جداً، وكان يمكن أن تكلف الطلاب حياتهم، وتكلفوا ملايين الليرات السورية للطالب الواحد، حيث يذكر البعض أن كلفة خروج الطالب وصلت إلى ثلاثة ملايين ليرة ، وهذا دليل على إيمان هؤلاء الطلاب بوطنهم وارتباطهم بهذه الأرض، وعدم قناعتهم بكل ما يطرحه الأعداء في مناطقهم.
وأضاف عبدو إنه قبل بداية العملية الامتحانية تم توجيه نداء من خلال وزارة التربية إلى الأمم المتحدة للضغط على النظام التركي والمجموعات التابعة له في إدلب للسماح للطلاب فقط بالخروج من المعبر للحصول على حقهم في الشهادة العلمية، لكن كل هذه المحاولات لم تنجح، مشيراً إلى أنه تم استقبال الطلاب المسجلين، ونقلهم إلى مراكز الاستضافة التي تم تجهيزها لاستقبالهم وإقامتهم في مدينة حماة، حيث تم تجهيز مركزين الأول للذكور والثاني للإناث وتزويدهما بكل ما يلزم لاستضافه متكاملة من اللوازم والحاجيات، مع مراعاة الوضع الصحي بدقة عالية، وتوفير الإطعام والكتب المدرسية والدروس في مراكز الاستضافة من قبل مدرسيين مختصين، وتم تنظيم عملية حصول الطلاب على بطاقاتهم الشخصية بالنسبة لم يحصلوا عليها من قبل وعددهم ثمانية طلاب، وكذلك تم إنجاز إجراءات حصول طلاب الثانوية على دفتر خدمة العلم بالتعاون مع شعب التجنيد والهلال الأحمر العربي السوري.
وفي دير الزور بين مدير التربية جاسم الفريح أن هناك 160 طالباً وطالبة قدموا من المناطق الواقعة خارج السيطرة، قامت مديرية التربية وبالتعاون مع مديرية الشؤون المدنية بانجاز وتسليم البطاقات الشخصية لـ35 طالباً وطالبة، ممن لم يحصلوا قبل على بطاقاتهم الشخصية، ولم تكن الظروف تسمح لهم بالوصول إلى المناطق الآمنة للحصول على هذه البطاقات التي تعني لهؤلاء الطلاب الانتماء إلى وطنهم، وكان شعور هؤلاء الطلاب عند استلامهم «الهوية مملوء بالسعادة والفخر.