الأولى

تحرك أوروبي- إسرائيلي- مصري لتعويض الغاز الروسي والاتفاقية توقع اليوم! … لبنان قدم موقفه الرسمي لترسيم حدوده البحرية.. وعون: لا تنازل عن حقوقنا السيادية

الوطن – وكالات

توازياً مع الإصرار الأميركي على إنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية، والمباحثات التي يجريها الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة آموس هوكشتاين، كشفت التحركات الأوروبية في المنطقة عن ملامح ما يجري التخطيط له فيما يخص ملف الغاز، لاسيما مع إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن الاتجاه اليوم للتوقيع على اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي ومصر والكيان الإسرائيلي بهدف تصدير الغاز إلى أوروبا.

الإعلان الأوروبي كشف في جانب منه خلفية التهديدات الإسرائيلية للبنان والتصعيد العدواني على سورية، حيث يحاول كيان العدو الحصول على تنازلات لبنانية في ملف ترسيم الحدود والسطو على غاز المنطقة لحساب مشروعه مع مصر لتعويض أوروبا بالطاقة التي خسرتها نتيجة العقوبات التي فرضتها على روسيا.

الرئيس اللبناني ميشال عون أكد على حقوق لبنان السيادية في المياه والثروات الطبيعية، وقدم خلال استقباله الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين رداً على المقترح الأميركي الذي سبق للوسيط الأميركي أن قدمّه قبل أشهر، على أن ينقل الأخير الموقف اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة.

وحسب موقع «الميادين» أبلغ عون، أمس هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، موقف لبنان الرسمي بشأن ترسيم الحدود البحرية، مشدداً على الحقوق السيادية للبنان بالمياه والثروات الطبيعية.

ووفقاً لمعلومات «الميادين»، فإن لبنان سيطالب بالحفاظ على كامل حقل قانا، وبالتالي التمسك بكامل الثروة النفطية، حتى ما بعد خط 23، بمعنى أن يكون كامل حقل قانا ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، ورفض التعرّج الذي سبق أن رسمه هوكشتاين في شباط الفائت، ويقتطع جزءاً من بلوك رقم 8.

ورد عون شفوياً على عرض هوكشتاين السابق، وقدّم مقترحاً جديداً، وطالب بإجاباتٍ سريعة عبر هوكشتاين من الجانب الإسرائيلي.

وفي السياق، أعلنت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية تسليم الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الإسرائيلي الموقف الموحّد بشأن مسألة الترسيم، مؤكدةً أن مصلحة لبنان تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن ثروات البلاد.

على المقلب الآخر أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي، يسعى إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، حول إنشاء مشروعات لتصدير الغاز والهيدروجين النظيف، وأوضحت أن المشروع الأول للتعاون يتمثل في مد خط لتصدير الغاز يربط بين إسرائيل وأوروبا عبر اليونان.

ووسط تحركات إسرائيلية وأوروبية للاعتماد على القاهرة في نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، تصل اليوم إلى مصر وزيرة الطاقة في كيان الاحتلال كارين الحرار للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولين مصريين.

بالتوازي كشف مكتب رئيس وزراء العدو نفتالي بينيت، عن «خطوات تُعنى بتعزيز ما سماه «اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط» خلال الزيارة المقررة للرئيس الأميركي جو بايدن في تموز المقبل.

وتأتي هذه التطورات وسط صراع عالمي لتوفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بدلاً من الغاز الروسي الذي تسعى واشنطن لمنع وصوله إلى الدول الأوروبية من خلال سلسلة عقوبات تم التوافق عليها مع الأوروبيين في محاولة فاشلة حتى الآن لتدمير الاقتصاد الروسي الذي يشهد انتعاشاً بعد الارتفاع الذي شهده قطاع الطاقة عالمياً، إضافة إلى تحسن الروبل الروسي خلافا لكل التوقعات وتوجه روسيا شرقاً لبيع الغاز والنفط الروسي.

وتسارع الدول الأوروبية لتوفير الغاز للدول الأكثر احتياجاً لها وذلك قبل موسم الشتاء الذي يتوقع أن يكون قاسياً مع توقف إمداد الغاز لعدد من الدول التي رفضت تسديد ثمنه بالروبل الروسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن