رياضة

ملخص الجولات الأربع لدوري الأمم الأوروبية 2022/2023 … البطل يتنازل عن لقبه مبكراً وصراع إيبيري على بطاقة المجموعة الثانية

| خالد عرنوس

أربع جولات انقضت من الدور الأول لمسابقة دوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة بسرعة البرق بعدما اضطر اليويفا لضغط المباريات فأقام ثلثي دور المجموعات خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين بغية الانتهاء من الدور الأول كاملاً قبل مدة كافية من نهائيات كأس العالم 2022 التي ستقام أواخر العام الحالي على أرض قطر، ولأن الجولات الأربع أقيمت بعد أيام قليلة من نهاية الموسم المحلي والقاري فقد تأثرت معظم المنتخبات بالإرهاق الذي نال من اللاعبين ولم تظهر بصورتها الحقيقية وخاصة أن المدربين اعتمدوا (مكرهين) مبدأ المداورة بين اللاعبين فأشرك معظمهم عدداً كبيراً من اللاعبين في فترة وجيزة ما أثر سلباً في أداء كل المنتخبات وخاصة تلك التي كانت مرشحة للوصول إلى نصف النهائي، وتخطت الحالة السلبية مستوى عدد من المنتخبات الكبيرة لتصل إلى جماهير كرة القدم في القارة العجوز، فجاء الحضور الجماهيري مخيباً في بعض المباريات، ويمكن وصف هذه البطولة باختصار بأن الاتحاد الأوروبي يسعى للسيطرة على سوق كرة القدم عبر المنتخبات بعدما هيمنت أنديته وبطولاتها على عالمها الكبير، وبالتالي ففكرة البطولة لا تتعدى كونها سوقاً جديداً للربح بالنسبة لكرة القدم الأوروبية واتحاداتها، في السطور التالية نلقي بعض الضوء على أهم أحداث الجولات الأربع المنقضية وأرقامها.

النتائج والترتيب

– المجموعة الأولى: فرنسا × الدانمارك 1/2، كرواتيا × النمسا صفر/3، كرواتيا × فرنسا 1/1، النمسا × الدانمارك 1/2، النمسا × فرنسا 1/1، الدانمارك × كرواتيا صفر/1، فرنسا × كرواتيا صفر/1، الدانمارك × النمسا 2/صفر.

* الصدارة بحوزة الدانمارك برصيد 9 نقاط ثم كرواتيا بـ7 نقاط والنمسا 3 نقاط وأخيراً فرنسا بنقطتين.

– المجموعة الثانية: إسبانيا × البرتغال 1/1، تشيكيا × سويسرا 2/1، تشيكيا × إسبانيا 2/2، البرتغال × سويسرا 4/صفر، البرتغال × تشيكيا 2/صفر، سويسرا × إسبانيا صفر/1، إسبانيا × تشيكيا 2/صفر، سويسرا × البرتغال 1/صفر.

* الصدارة إسبانية برصيد 8 نقاط مقابل 7 نقاط للبرتغال و4 نقاط لتشيكيا و3 نقاط لسويسرا.

– المجموعة الثالثة: المجر × إنكلترا 1/صفر، إيطاليا × ألمانيا 1/1، ألمانيا × إنكلترا 1/1، إيطاليا × المجر 2/1، إنكلترا × إيطاليا صفر/صفر، المجر × ألمانيا 1/1، ألمانيا × إيطاليا 5/2، إنكلترا × المجر صفر/4.

* تصدر المجري هذه المجموعة برصيد 7 نقاط يليه الألماني بـ6 نقاط ثم الإيطالي بـ5 وأخيراً الإنكليزي بنقطتين.

– المجموعة الرابعة: بلجيكا × هولندا 1/4، بولندا × ويلز 2/1، بلجيكا × بولندا 6/1، ويلز × هولندا 1/2، هولندا × بولندا 2/2، ويلز × بلجيكا 1/1، هولندا × ويلز 3/2، بولندا × بلجيكا صفر/1.

* الصدارة هولندية برصيد 10 نقاط واحتل البلجيكي المركز الثاني بـ9 نقاط ثم البولندي بـ4 نقاط وأخيراً الويلزي بنقطة واحدة.

نتيجتان مدويتان

مفاجأتان من العيار الثقيل سجلتا في المجموعة الثالثة (الحديدية) فقد فك المانشافت الألماني عقدته الإيطالية المزمنة بالمسابقات الرسمية وأنزل به شر هزيمة بلغت خمسة أهداف لهدفين ولم تهتز شباك مانويل نوير الحارس الألماني إلا بعد الهدف الخامس، وسجل كيميش مرة أخرى في هذه النسخة في حين سجل فيرنر أول ثنائية له في هذه النسخة ليصل إلى الهدف 24 في 53 مباراة وسجل توماس مولر هدفه الدولي الرابع والأربعين في 116 مباراة (منها 36 هدفاً في المواجهات الرسمية) لكن الملاحظ أنه هدفه الأول في هذه المسابقة، أما الهدف الخامس فكان من نصيب غوندوغان من ركلة جزاء، وبلغ المدرب هانز فليك مباراته الثالثة عشرة دون هزيمة منذ تسلمه الإدارة الفنية للمانشافت قبل عام من الآن، وقد سجل المنتخب الألماني فوزه الأول في النسخة الحالية علماً أنه خرج من أي فوز خلال 4 مباريات بالنسخة الأولى على حين اكتفى بفوزين بعد 6 مباريات بالثانية، على حين تلقى الإيطالي هزيمته الأولى بالنسخة الحالية وهي الأثقل بالطبع من ثلاث هزائم مني بها خلال 15 مباراة في النسخ الثلاث.

وإذا كانت خسارة الطليان مفاجأة رقمية فإن سقوط الإنكليز جاء مدوياً من ناحية الكم والنوع، فقد تلقى فريق ساوثغيت صفعة مدوية أعادت إلى الأذهان آخر فوز مجري في إنكلترا قبل 69 عاماً عندما كان فريق بوشكاش أول فريق يهزم الإنكليز في ويمبلي بنتيجة 6/3، فأمس الأول اهتزت شباك آرون رامسديل أربع مرات دون ردّ ليتلقى هزيمة كبيرة هي الثانية في هذه النسخة والأقسى من 6 هزائم مني بها خلال النسخ الثلاث، على حين سجل المجري أعلى فوز له في البطولة من ثمانية انتصارات سجلها على مستوى الدرجات الثلاث، وأصبح لاعبه رونالد زالاي أول من يسجل على مستوى الدرجات الثلاث في البطولة بعدما سجل هدفاً في التصنيف الثالث للنسخة الأولى وهدفاً في التصنيف الثاني للنسخة الثانية وهاهو يسجل ثنائية على مستوى التصنيف الأول علماً أن رصيده الدولي لا يتجاوز 8 أهداف.

منافسة واقعية

في المجموعة الرابعة سارت الأمور حسب توقعات المراقبين فهاهما المنتخبان الهولندي والبلجيكي يتنافسان على البطاقة المؤهلة إلى مربع الكبار بعد تجديدهما الفوز على حساب ويلز وبولندا على التوالي، فقد اكتفى شياطين بلجيكا الحمر بهدف وحيد سجله ميشي باتشواي بعد ربع ساعة من البداية وحافظ حارس مرماه سيمون مينوليه على نظافة مرماه للمرة الأولى في النسخة الحالية ليخرجوا بفوز ثان وكلاهما على حساب بولندا محافظين على حظوظهم ببلوغ نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، ولم تخل مباراة وارسو (بولندا وبلجيكا) من الإثارة فأهدر الفريقان فرصاً عديدة للتعديل أو للتعزيز، لكن الإثارة والدراما حضرتا مرة أخرى في روتردام الهولندية عندما تقدم أصحاب الأرض هذه المرة بهدفين لشابين مغمورين هما نوا لانج الذي سجل هدفه الأول في مباراته الدولية الرابعة وكودي جاكبو الذي سجل هدفه الثاني في مباراته السابعة، وبدا أن الطواحين ستدور بنتيجة كبيرة لكن الويلزيين كان لهم رأي آخر فقلصوا النتيجة عبر برنان جونسون قبل أن يدرك غاريث بيل التعادل من علامة الجزاء في الدقيقة 90+2 والأخير عزز رقمه القياسي كهداف بلاده التاريخي (39 هدفاً في 106 مباريات)، وفي غمرة الأفراح الويلزية بأول تعادل مع الهولنديين تاريخياً خطف ممفيس ديباي هدف الفوز الثالث للطواحين ليقتربوا من بلوغ نصف النهائي.

ملخص رقمي

جرت حتى الآن 32 مباراة على صعيد التصنيف وعلى الرغم من مهرجانات الأهداف المسجلة في بعض المباريات إلا أن المعدل التهديفي مازال دون المعدل الذي سجلته النسختان الأولى والثانية والذي كان 2,8 في المباراة الواحدة على حين وصل إلى 2,7 في المباراة في النسخة الحالية (87 هدفاً)، واللافت أن المعدل الجماهيري لم يبلغ الطموح فلم يتجاوز 35 ألف متفرج في المباراة على الرغم من أن بعض المواجهات كانت من الكلاسيكيات التي تشد الأنظار والأنصار، ففي ملعب فرنسا الدولي شهد لقاء فرنسا مع كرواتيا الرقم الأعلى بواقع 77 ألفاً و412 متفرجاً على حين لم تشهد قمة إنكلترا مع إيطاليا في ملعب مولينكس أكثر من ألفي متفرج فبدت وكأنها أعادت الأجواء إلى أيام كورونا، والطريف أن مباراة إنكلترا مع المجر حضرها قرابة 29 ألف متفرج على الملعب ذاته، وبالمجمل بلغ الحضور الجماهيري في المدرجات مليوناً و120 ألفاً و133 متفرجاً.

وبالعودة إلى الأهداف فقد غاب هدافون كبار عن الساحة إما للإصابة وإما لعدم التسجيل كما في حالة هاري كين أحد هدافي النخبة على مستوى المنتخبات وهو هداف المونديال الماضي لكنه اكتفى بتسجيل هدف وحيد خلال 3 مباريات وجاء من علامة الجزاء، وبملاحظة قائمة الهدافين نجد أن الصدارة للهولندي ممفيس ديباي برصيد 3 أهداف فقط على حين سجل 15 لاعباً هدفين ومنهم مدافعون كالبرتغالي جواو كانسيللو ومعظمهم من لاعبي خط الوسط مثل الألمانيين كيميش وهوفمان والإيطالي بيلغريني، وأشهرهم رونالدو البرتغالي.

وسجل الأهداف 70 لاعباً ومنهم السويسري جبريل سو والإيطالي جيان لوكا مانشيني اللذان سجلا بالخطأ بمرمى منتخبيهما، وجاءت أربعة أهداف من علامة الجزاء، أما النتيجة الأعلى فكانت فوز بلجيكا على بولندا 6/1 وكانت أغزر المباريات أهدافاً إلى جانب فوز ألمانيا على إيطاليا 5/2، على حين وحدها مباراة إنكلترا مع إيطاليا لم تشهد أهدافاً.

الأفضل والأسوأ

بالطبع فإن منتخبي فرنسا حامل اللقب وإنكلترا ثالث النسخة الأولى قدما نتائج مخيبة لعشاقهما وكلاهما لم يسجل أي فوز وزاد الثاني أنه لم يسجل سوى هدف يتيم كأسوأ هجوم في التصنيف الأعلى، وبالمقابل كان الدفاع البولندي الأسوأ بعد تلقيه 10 أهداف، وأثبت الهولنديون أنهم الأفضل هجوماً بواقع 11 هدفاً في حين سجل البلجيكيون 9 أهداف والألمان 8 أهداف، بالمقابل أخفق أي منتخب بالحفاظ على نظافة شباكه لكن أقلهم استقبالاً للأهداف كان المنتخب البرتغالي بهدفين.

وعلى مستوى النقاط لم يحقق أي منتخب العلامة الكاملة وأفضلهم الهولندي (10 نقاط) يليه الدانماركي والبلجيكي بـ9 نقاط وكان المنتخب الويلزي الأقل نقاطاً فلم يجن سوى نقطة يتيمة يليه جاره الإنكليزي والفرنسي بنقطتين.

إرهاق ومداورة

جاءت الجولات الأربع مع نهاية موسم أوروبي طويل ومرهق وعليه فقد وصل معظم اللاعبين منهكين ما أجبر المدربين على إشراك عدد كبير من اللاعبين على غير عادة المنتخبات الكبرى في مثل هذه البطولات التي تقام خلال أيام قليلة، واللافت أن كل المدربين حاولوا الاستفادة من كامل طاقتهم العددية فأشرك المدرب الإيطالي 31 لاعباً وذلك لأن الآتزوري خاض خمس مباريات خلال مدة لا تتجاوز 16 يوماً ولم يلعب سوى ستة لاعبين من المنتخبات الـ16 الدقائق الكاملة وهم حارسا إسبانيا (يوناي سيمون) والدانماركي (كاسبر شمايكل) وزميل الأخير بيير هوبرغ إضافة إلى ثلاثة لاعبين من المنتخب المجري وهم آدم لانغ وويلي أوروبان وآتيلا زالاي، وأشرك مدرب المجر (الإيطالي) مراكو روسي 20 لاعباً فقط كأقل عدد يليه مدرب إسبانيا لويس إنريكة الذي أشرك 21 لاعباً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن