عربي ودولي

ماكرون: على أوكرانيا التفاوض مع روسيا.. بلينكن: لن نفرض على كييف مسألة التنازلات الإقليمية … موسكو: زيارة زعماء الاتحاد الأوروبي إلى كييف تدفعها نحو الكارثة

| وكالات

دعت موسكو أمس الغرب إلى توخي أقصى درجات الحذر والامتناع عن التصعيد، مؤكدة أن الغرب يتحمل مسؤولية تأجيج الوضع في أوكرانيا من خلال مواصلته تزويدها بالأسلحة، ولافتة من جانب آخر إلى أن زيارة زعماء الاتحاد الأوروبي إلى كييف ستسهم في تدمير أوكرانيا لذاتها.
يأتي ذلك في حين صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس بأنه سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في وقت ما، في حين أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن كييف هي وحدها التي تقرر مسألة التنازلات الإقليمية، مشيراً إلى أن واشنطن لن تفرض موقفها في هذا الإطار.
وحسب موقع «روسيا اليوم» دعا نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف خلال مقابلة له في برنامج «60 دقيقة»، الذي بثته قناة «روسيا-1» على الهواء مباشرة، الغرب إلى توخي أقصى درجات الحذر والامتناع عن التصعيد.
وأضاف ريابكوف إن الولايات المتحدة الأميركية تواصل اللعب بالنار، وهو أمر خطير، قائلاً: حان الوقت لإظهار أقصى درجات الحذر من الجانب الغربي، والامتناع عن التصعيد، وعن تزويد نظام كييف بالأسلحة، خاصة تلك المزعزعة للاستقرار، وأعني أنظمة «هيمارس» HIMARS للصواريخ والمدفعية.
ورداً على سؤال بشأن مخاطر الصدام المباشر بين روسيا والغرب الجماعي، أشار ريابكوف إلى أن الدول الغربية تحاول اتهام روسيا بلعب نوع من «الألعاب الإنشائية» فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية، قائلاً: إلا أن ذلك غير صحيح بالمرة، فتلك مرة أخرى هي حجج لا قيمة لها، ولا تتوافق مع الواقع، لكننا اعتدنا على حقيقة أن الغرب لم يعد لديه سوى التزييف والكذب، علاوة على محاولات تشويه الواقع المعقد لإرضاء أفكارهم الجيوسياسية وأولوياتهم، ذلك هو المعيار، والملاحظ بشكل خاص في وسائل الإعلام.
وقال ريابكوف: لقد حذرنا الغربيين بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أكثر من مرة، من أن محاولاتهم الافتراضية للتدخل المباشر ستكون لها عواقب وخيمة بعيدة المدى، وتحدثت قيادتنا السياسية، والرئيس، وقادتنا العسكريون، ووزير الخارجية، مراراً وتكراراً، حول هذا الموضوع، أعتقد أن جميع تحذيراتنا قد سمعت جيداً، وأتمنى أن تكون عاملاً يؤخذ في الاعتبار.
بدورها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الغرب يتحمل مسؤولية تأجيج الوضع في أوكرانيا من خلال مواصلته تزويدها بالأسلحة مجددة التأكيد على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس ستتواصل حتى تحقيق كامل أهدافها.
وأوضحت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي أمس على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي أن القوات الأوكرانية قتلت مدنيين وأطفالاً في منطقة دونباس بأسلحة غربية محظورة، مشيرة إلى أن الغرب يتجاهل ذلك ويواصل مع نظام كييف بث أخبار مزيفة حول العملية العسكرية الروسية.
ولفتت زاخاروفا إلى أن كل الأخبار المزيفة التي قام الغرب ونظام كييف بتصنيعها تم كشفها بشكل كامل وإثبات عدم صحتها، لافتة إلى أن الإعلام الغربي يزيف الحقائق حول العملية العسكرية الخاصة ويتجاهل في الوقت ذاته جرائم قوات كييف ضد المدنيين في دونباس.
وقالت زاخاروفا: إن خطط الغرب تنطوي على تدمير أوكرانيا وسرقة مواردها وهو لن ينفق دولاراً واحداً لإعادة بنائها أو تطويرها بل يستخدم كييف أداة ضد روسيا مؤكدة أن أولوية روسيا هي تحرير أراضي دونباس بالكامل وإعادة بناء البنية التحتية هناك.
على خط موازٍ صرح نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساتشيف، بأن زيارة زعماء الاتحاد الأوروبي إلى كييف ستسهم في تدمير أوكرانيا لذاتها.
وحسب «روسيا اليوم» كتب كوساتشيف في منشور على قناته الخاصة على تطبيق «تليغرام»، قائلاً: تجري الآن مناقشة حامية بشأن زيارة محتملة لثلاثة زعماء أوروبيين إلى كييف في وقت واحد، فرنسا وألمانيا وإيطاليا، أي إننا بصدد سماع ثلاثة أهداف وثلاثة موضوعات للزيارة في كل مكان، مزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا، وتصدير الحبوب الأوكرانية وغيرها من السلع التي تحتاجها أوروبا من أوكرانيا إلى الغرب، واحتمالات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وهذه الموضوعات الثلاثة جميعاً مهمة لفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقا لكوساتشيف، ومهمة للاتحاد الأوروبي ولحلف «الناتو»، إلا أنها تحمل أهمية ملحة للغاية فقط للقيادة الحالية في كييف، وأهمية أقل كثيراً بالنسبة للسكان، من مواطني أوكرانيا.
وأضاف كوساتشيف: أجرؤ على الاقتراح أن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة للأوكرانيين، ممن ما زالوا يحافظون على عقولهم وغريزة البقاء لديهم، هو إمكانية المصالحة في المجتمع، واستعادة الوحدة الوطنية، وهو الأمر الذي يجب أن يهمك إذا ما كنت تشارك وطنك وأمتك مصيرهم، ولا تحاول إثبات ذاتك على حساب الآخرين.
وأشار إلى أن أوكرانيا تدمر نفسها بنفسها من الداخل، بشكل ثابت ومستدام، ومحرك هذه العملية حسب كوساتشيف هم القوميون الأوكرانيون المتطرفون، ورعاتهم الوحيدون هم الجيران الغربيون لأوكرانيا، الذين يتظاهرون، من أجل الجغرافيا السياسية، بأن تدمير أوكرانيا له أسبابه الخارجية، والزيارة القادمة لـ«الثلاثية الأوروبية»، إذا ما تمت وفقاً للسيناريو المكتوب سلفاً، فلن تؤدي سوى إلى كارثة وطنية نهائية، ولن تساعد أوكرانيا على أن تصبح دولة أوروبية حقيقية.
وفي السياق صرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون أثناء زيارته إلى رومانيا ومولدوفا أمس الأربعاء، بأنه سيتعين على الرئيس الأوكراني ومسؤوليه التفاوض مع روسيا في وقت ما، في محاولة لإنهاء الحرب بين البلدين.
وحسب وكالة «نوفوستي» صرح مصدران دبلوماسياًن بأن ماكرون وصل رومانيا أول من أمس الثلاثاء، في رحلة تستغرق ثلاثة أيام إلى الجناح الجنوبي لحلف «الناتو» بما في ذلك مولدوفا قبل أن يتوجه إلى كييف على الأرجح اليوم الخميس، في زيارة يصحبه فيها المستشار الألماني، أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي.
بدوره أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن كييف هي وحدها التي تقرر مسألة التنازلات الإقليمية، مشيراً إلى أن واشنطن لن تفرض موقفها في هذا الإطار.
وفي حديث لقناة PBS قال بلينكن إن الشعب الأوكراني والحكومة بقيادة الرئيس فلاديمير زيلينسكي يجب أن يقررا بأنفسهم مسألة إمكانية التنازلات الإقليمية، والولايات المتحدة لن تفرض موقفها.
وأضاف إن الولايات المتحدة والدول الغربية تعمل 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع للتأكد من حصول الأوكرانيين على كل ما يحتاجون إليه للقتال ضد روسيا.
في غضون ذلك قال سفير جمهورية لوغانسك الشعبية في روسيا روديون ميروسنيك، إن الجانب الأوكراني أعاق خروج المدنيين من مصنع آزوت في سيفيرودونيتسك بعد الإعلان عن فتح ممر إنساني أمس من الـ8 صباحاً.
وقال ميروسنيك في منشور: في الوقت الحالي، أعاق العدو خروج السكان المدنيين من أراضي آزوت بشكل كامل، ولفت إلى أن الجيش الأوكراني حاول عرقلة إجلاء المدنيين من مصنع أزوت في سيفيرودونتسك بإطلاق قذائف الهاون ونيران الدبابات.
من جهته قال مسؤول عسكري في قوات لوغانسك الشعبية: بدأنا بمراقبة نظام وقف إطلاق النار، ونظمنا ممراً من مدخل المصنع إلى خارج سيفيرودونتسك. ولكن في الساعة 8. 10 صباح اليوم بالفعل بدأ الجانب الأوكراني قصف منطقة مخرج المصنع، وعلى وجه الخصوص، تم تنفيذ القصف من دبابة وبقذائف هاون.
وأشار إلى استحالة تنفيذ الإخلاء في ظل هذه الظروف، موضحاً أن أعمال الممر متوقفة اليوم، وفي الوقت نفسه، برأيه، ستتواصل المفاوضات مع الجانب الأوكراني، لافتاً إلى أن المدنيين في آزوت لا يعرفون شيئاً عن الممر الإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن