انطلاق «أستانا 18».. ونشاط لافت لوفد الجمهورية … سوسان: ضرورة اضطلاع الأمم بمسؤولياتها للجم السياسات العدوانية التركية … لافرنتييف: روسيا لا تتخلى عن حلفائها ولنقل اجتماعات الدستورية من جنيف
| وكالات
انطلقت أعمال الاجتماع الثامن عشر حول سورية بصيغة أستانا أمس التي شهدت نشاطاً لافتاً لوفد الجمهورية العربية السورية الذي أكد أن تهديدات النظام التركي بالعدوان على الأراضي السورية، تتناقض مع تفاهمات ومخرجات مسار «أستانا» وتنسف كل التفاهمات السابقة ذات الصلة، داعياً الأمم المتحدة إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياتها للجم السياسات العدوانية لرئيس هذا النظام.
الوفد الروسي من جانبه أكد أن بلاده لن تغض الطرف عن العملية العسكرية التركية الجديدة في شمال سورية مقابل موقف أنقرة من انضمام فنلندا والسويد لـ«الناتو»، وشدد على أن بلاده «لا تتخلى عن حلفائها في المنطقة».
وفي اليوم الأول من الاجتماع الذي يعقد في العاصمة الكازاخية نور سلطان وينتهي اليوم، عقد وفد الجمهورية الذي يترأسه معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان جلسة مباحثات في نور سلطان مع وفد روسيا الاتحادية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
واستعرض الجانبان تطورات الأوضاع في سورية من مختلف جوانبها وبشكل خاص الذرائع التي يطلقها النظام التركي لشن عدوان على الأراضي السورية.
وأكد سوسان رفض سورية المطلق للذرائع التي يسوقها النظام التركي للعدوان على أراضيها تحقيقاً لأطماعه التوسعية، مجدداً تصميم السوريين على الدفاع عن وطنهم ومقاومة الاحتلال والتمسك بوحدة وسيادة واستقلال أراضيهم.
وأوضح أن التهديدات العدوانية للنظام التركي تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وتتناقض مع تفاهمات ومخرجات مسار أستانا وتشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن في المنطقة وتنسف كل التفاهمات السابقة ذات الصلة.
من جانبه، شدد لافرنتييف على حرص روسيا التام على حرمة وسلامة الأراضي السورية وضرورة تجنب أي أعمال تنتهك السيادة السورية وتؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة، مؤكداً أن روسيا ستستمر في بذل كل الجهود للحيلولة دون تعقيد الأوضاع في سورية.
وتطرق الجانبان إلى الجهود المشتركة لعودة اللاجئين وإيصال المساعدات الإنسانية، حيث كانت وجهات النظر متفقة بضرورة استمرار التنسيق المشترك حول هذه القضايا.
كما التقى وفد الجمهورية مع وفد الأمم المتحدة برئاسة كبير موظفي مكتب المبعوث الأممي إلى سورية ورئيس الوفد الأممي إلى اجتماعات أستانا روبرت دان.
ودار الحديث حول تطورات الأوضاع في سورية والتهديدات العدوانية للنظام التركي تجاه الأراضي السورية، حيث أكد سوسان ضرورة اضطلاع الأمم المتحدة بمسؤولياتها للجم السياسات العدوانية لرئيس هذا النظام، مشدداً على أنه من غير المقبول الصمت على هذه السياسات التي تشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه أشار دان، إلى موقف الأمم المتحدة الذي عبر عنه المتحدث الرسمي باسم أمينها العام حول ضرورة احترام سيادة سورية وتجنب أي أعمال من شأنها تصعيد الأوضاع في المنطقة.
كما تطرق الحديث إلى الجهود المبذولة لعودة اللاجئين السوريين وسبل إيصال المساعدات الإنسانية.
وعلى هامش الاجتماع أكد لافرنتييف في تصريح للصحفيين أن أميركا وبذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، تواصل أنشطتها العدوانية في شمال شرق سورية وتسرق وتنهب الموارد السورية هناك، وقال: «سننظر في موضوع الوجود الأميركي غير الشرعي في شمال شرق سورية».
وبخصوص الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية قال: «سننظر في موضوع هذه الاعتداءات المتزايدة على الأراضي السورية، ونعتقد أنه سيكون من الضروري التركيز على ذلك فمن غير المقبول استمرارها».
وحول نية النظام التركي شن عدوان جديد على الأراضي السورية، قال لافرنتييف: إن «احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية في الشمال السوري سيكون غير منطقي وغير عقلاني وذلك سيقود إلى تصعيد التوتر وإلى شوط جديد للمجابهة العسكرية في تلك المناطق».
وبين أنه سيتم النظر في قضية اللاجئين السوريين خلال المحادثات لأنها قضية مهمة للغاية في ظل حقيقة تغير الموقف في البلدان التي يوجد فيها هؤلاء اللاجئون.
وجدد لافرنتييف تأكيد أن حل الأزمة في سورية لا يزال يشكل أولوية بالنسبة لسياسة روسيا الخارجية رغم العملية العسكرية الخاصة التي تخوضها في أوكرانيا، مشدداً على أن موسكو ستواصل تقديم المساعدة للجانب السوري.
قناة «روسيا اليوم» من جانبها، نقلت عن لافرنتييف قوله للصحفيين: إن «روسيا لن تغض الطرف عن العملية العسكرية التركية الجديدة في شمال سورية مقابل موقف أنقرة من انضمام فنلندا والسويد للناتو»، مشدداً على أن بلاده «لا تتخلى عن حلفائها في المنطقة».
وبشأن المساعدات عبر الحدود، اعتبر لافرنتييف أنه ربما حان الوقت لجميع المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي، أن تمر عبر دمشق، مؤكداً أن الغرب لم يف بالتزاماته بتنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر التي وعد بها قبل عام.
وأشار لافرنتييف إلى أن روسيا ترى أنه من الضروري اختيار مكان جديد لعقد اجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور، لأن جنيف فقدت وضعها المحايد.