رياضة

القمة 124 بالدوري بين كبيري الكرة المصرية … القاهرة تنقسم بين أحمرها وأبيضها .. الزمالك يدافع عن صدارته أمام غريمه

| خالد عرنوس

تعيش القاهرة وسائر المدن المصرية وحتى الكثير من محبي كرة القدم في العالم العربي على وقع اللقاء المنتظر الذي يجمع قطبي أرض الكنانة، الأهلي حامل اللقب وزعيم البطولات المحلية والقارية مع غريمه الأزلي الزمالك القلعة البيضاء وهي المواجهة المؤجلة من الجولة العشرين للدوري المصري الممتاز والذي يتصدره الزمالك حالياً بعد 21 جولة بفارق 4 نقاط عن الأهلي الذي لعب ثلاث مباريات أقل، وتأتي القمة التي تحمل الرقم 124 على مستوى بطولة الدوري بعد أيام قليلة من رحيل مدرب الأخير (الجنوب إفريقي) بيتسو موسيماني ليقوده في هذه المواجهة مساعده سامي قمصان بشكل مؤقت، أما مسرح المباراة فهو ملعب السلام في القاهرة الذي يتسع لثلاثين ألف متفرج وموعدها في التاسعة من مساء اليوم الأحد بتوقيت دمشق، ويديرها طاقم حكام أجنبي كما جرت العادة بعدما أسندت مباراة الذهاب إلى طاقم مصري وهذه المرة سيكون إسبانياً بقيادة خوسيه لويس مونييرا مونتيرو الذي سبق له قيادة مباراة دولية ودية واحدة واقتصرت مشاركاته على بعض المباريات في المسابقات الأوروبية الصغيرة ويبلغ من العمر 39 عاماً وسبق له قيادة 115 مباراة بالليغا على مدار ستة مواسم أخيرة.

حكاية الديربي الأشهر

هي ليست مجرد مباراة باللعبة الشعبية الأولى بل هي حكاية صراع رياضي بنكهة سياسية وطبقية لكنه بالنهاية بين عملاقين من عمالقة الأندية في العالم العربي، وقد اكتسى مع الأيام رداء القمة على كامل الأراضي العربية فبات اللقاء الكروي الأضخم الذي يلمّ شمل عشاق كرة القدم من المحيط إلى الخليج، ولم يكن الصراع القديم بين الفريقين على بطولة مدينة القاهرة إلا جزءاً من حكاية طويلة امتدت لتزداد ضراوة مع الأيام وزاد في سعيرها الإعلام المقروء ثم المسموع والمرئي وصولاً إلى السوشال ميديا، وقد يكون غريباً أن يكون لاعباً هو أول بذرة في هذا العداء، فقبل الحرب العالمية الأولى انتقل اللاعب حسن حجازي إلى الأهلي من فريق السكة الحديد ثم عاد ولعب للزمالك وتنقل بين الفريقين لأكثر من مرة فكان سبباً من أسباب العداوة بينهما، وهناك أسباب أخرى منها ميول أغلبية الشعب المصري نحو فريق الأهلي الذي يمثل الطبقة الكادحة بينما غريمه يمثل الطبقة البرجوازية حتى إن الملك فاروق الأول منحه اسمه في وقت من الأوقات وهو الذي تأسس تحت اسم المختلط بالأساس.

ويختلف المؤرخون حول أول مباراة جمعت الفريقين فبعضهم يؤكد أنها في عام 1917 والأغلبية يتفقون على عام 1922 وكانت ودية، وتقابلا في 1928 في نهائي كأس مصر فكانت أول مواجهة بين الأحمر والأبيض في مباراة رسمية معتمدة، وفي 1948 بدأت بطولة الدوري وشهد أول ديربي وبات من علاماتها، وخلال 62 نسخة انتهت حتى الآن لم يخرج اللقب من سجلهما إلا في سبعة مواسم، ورغم تفوق الأهلي الكاسح على مستوى البطولات المحلية بالعموم إلا أن لقاء الفريقين مازال يمثل القمة التي ينتظرها الجميع، ولم يعد العداء الطبقي السائد بينهما، فها هما يتقاسمان محبة وتشجيع العائلة الواحدة فنجد بعضها متعصباً للأحمر والآخر يشجع الزمالك بجنون.

ألقاب وزعامة

وحاز الأهلي لقب الدوري 42 مرة آخرها خمس مرات متتالية بين 2016 و2020 مقابل 12 مرة للزمالك آخرها الموسم الماضي 2020/2021 وحل الأول وصيفاً 11 مرة مقابل 34 مرة للثاني، وعلى الرغم من أن القلعة الحمراء توج بألقاب أخرى أكثر مثل كأس مصر والسوبر المحلية وكأس السلطان حسين وكأس منطقة القاهرة إلا أن هناك خلافاً كبيراً حول تسمية نادي القرن العشرين، ففي مطلع الألفية الثالثة اختار الاتحاد الإفريقي النادي الأهلي كنادي القرن العشرين على غرار مع فعل العديد من الاتحادات القارية أو المحلية كلاعب القرن ونادي القرن ومنتخب القرن، الشيء الذي اعترض عليه الزمالك بشدة على اعتبار أن الزمالك تفوق بعدد الألقاب القارية المعترف بها على الأهلي بواقع 9 بطولات مقابل 7 بطولات، لكن الاتحاد الإفريقي وضع أسس اختياره على عدد النقاط التي نالها كل فريق ببلوغه أدواراً متقدمة في بطولاته المعتمدة وعليه توّج الأهلي كنادي القرن في القارة السمراء وهو الأمر الذي مازال الزمالك يعتبره مجاملة إن لم نقل «مؤامرة» ومازالت إداراته المتعاقبة تطالب بهذا اللقب على الرغم من مضي أكثر من عقدين وخلالها أصبح الأهلي زعيماً للقارة الإفريقية بكل المقاييس حيث توقفت بطولات الزمالك عند 13 لقباً مقابل 24 لقباً لغريمه.

وكما جاء في العنوان فقد تقابل الفريقان 123 مرة على مستوى بطولة الدوري والغلبة فيها للأحمر بواقع 47 انتصاراً أولها 2/صفر في موسم 1949/1950 وآخرها في المواجهة الأخيرة العام الماضي بنتيجة 5/3 مقابل 27 للأبيض أولها في مومس 1948/1949 بهدف وآخرها في عام 2020 بنتيجة 3/1 وتعادلا 49 مرة أولها في اللقاء الأول 1948 بنتيجة 2/2 وآخرها عام 2019 من دون أهداف، وجمعت الفريقين 2018 مباراة رسمية في كل المسابقات والغلبة مازالت للأهلي بـ94 فوزاً مقابل 50 للزمالك وتعادلا 75 مرة، وفاز الأهلي بـ11 مباراة ودية مقابل 8 للزمالك و3 تعادلات.

وخاض حسام عاشور 34 مباراة في الديربي كأكثر اللاعبين ظهوراً والطريف أن هدافي الديربي الأعلى سبق لهما أن لعبا للفريقين، الأول هو عبد الكريم صقر الذي سجل 21 هدفاً (11 للزمالك و10 للأهلي) وهناك بعض المصادر التي تكتفي بـ19 هدفاً، والثاني مصطفى طه بـ17 (12 للزمالك و3 للأهلي) هدفاً بينما سجل مختار التتش ومحمد أبو تريكة 13 هدفاً للأهلي وهو الرقم الأعلى لفريق واحد.

وضع لم يتبدل

كما العادة ليس هناك الكثير من المتغيرات قبل مباراة اليوم فالفريقان يتنافسان على لقب الدوري والصدارة بحوزة الزمالك برصيد 44 نقطة حصدها من خلال 14 انتصاراً وتعادلين و4 هزائم وسجل لاعبوه 34 هدفاً على حين تلقى مرماهم 20 هدفاً، ويحتل الأهلي المركز الثالث (40 نقطة) وراء بيراميدز (34 نقطة) لكن الأحمر خاض 17 مباراة فسجل 12 فوزاً و4 تعادلات وتلقى هزيمة واحدة والأهداف 38/12، وحقق الأبيض الفوز على الإسماعيلي أواخر الشهر الماضي 2/1 على حين الأهلي سجل طازجاً على إيسترن كومباني 4/1 يوم الخميس الماضي.

وعلى الرغم من غياب ستة لاعبين بسبب الإصابة وأهمهم محمد عبد المنعم إلا أن مدرب الأهلي مازال لديه العديد من الأسماء المؤثرة التي يمكن أن تصنع الفارق مثل: عمرو السولية ومحمد مجدي (أفشة) ومحمد شريف وطاهر طاهر وعلي معلول ورامي ربيعة وصلاح محسن والشناوي وسواهم، وإذا كان قمصان يعاني من بعض الغيابات فإن مدرب الزمالك يفتقد كذلك أحمد فتوح وطارق حامد وتحوم شكوك حول مشاركة الحارس محمد أبو جيل وحازم إمام، إلا أن فيريرا العائد بعد 7 سنوات لقيادة الفريق لديه كذلك عدد من اللاعبين مثل: أشرف بن شرقي والمخضررم شيكابالا ومحمود الونش وهداف الدوري أحمد زيزو وإمام عاشور وغيرهم.

يذكر أن المدرب البرتغالي جوزفالدو البالغ من العمر 76 عاماً سبق له أن درب الزمالك موسم 2014/2015 وقاده إلى بطولة الدوري والكأس ويومها فاز في النهائي على الأهلي بهدفين دون مقابل وهو فوزه الوحيد في ثلاثة ديربيات خاضها فخسر مرتين، الأولى صفر/2 بالدوري والثانية 2/3 على كأس السوبر المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن