سورية

محامٍ معارض اعتبر أن الميليشيات تقدم مبرراً لأردوغان للعدوان و«الائتلاف» بات «منصة كاملة» للاحتلال … لافرنتييف: وجود مساعٍ روسية لـدمج «قسد» ضمن الجيش العربي السوري

| الوطن - وكالات

أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، وجود مساعٍ روسية لـدمج ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ضمن الجيش العربي السوري، على حين اعتبر المحامي المعارض حسان الأسود، أن «قسد» وما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها تلك الميليشيات تقدم «مبرراً» للنظام التركي للإقدام على عدوان عسكري جديد على الأراضي السورية، واستبعد أن يكون لما يسمى «الائتلاف» المعارض رد فعل وطني، وأنه أصبح «منصة تركية بالكامل»، ولا يمكن لأعضائه الخروج عن أوامر ومصالح مشغليهم.

وقال لافرنتييف في حديث لوكالة «نوفوستي» حول التهديدات التي يطلقها النظام التركي بشن عدوان جديد ضد مناطق سيطرة «قسد» في شمال سورية: «قلنا لزملائنا الأتراك إن هذا قد يؤدي إلى زيادة المشاعر الانفصالية بين الأكراد وتحفيزهم على إقامة دولة، وهذا ليس في مصلحة سورية أو تركيا أو إيران أو العراق».

وأكد لافرنتييف أن الوفد الروسي في اجتماع أستانا الـ18 والذي اختتمت أعماله الخميس الماضي، بذل قصارى جهده لمحاولة إقناع الجانب التركي بالنتائج المضادة لهذه الخطوة، وقال: إن موسكو تحاول في الوقت ذاته إقناع الأكراد بالتسوية مع دمشق وإعادة وحدة الأراضي السورية ودمج «قسد» في صفوف الجيش العربي السوري، الأمر الذي سيمنع التطور السلبي للوضع في سورية.

ولفت إلى أن تركيا، ترى أنه من المستحيل التفاوض مع الأكراد السوريين وبالتالي لا تشارك في حوار معهم، وعبر عن أمله في أن يمتنع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، عن تنفيذ العملية، محذراً من أنها قد تتسبب في مواجهة مباشرة بين الجيش العربي السوري والقوات التركية.

وسبق أن أكد الرئيس المشارك في ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية – مسد» الواجهة السياسية لـ«قسد» رياض درار، أن الأخيرة ستقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري، في حال «اعتدى أحد على الحدود السورية».

ولفت درار، إلى أن «قسد» ستكون جزءاً من الجيش العربي السوري بعد التوصل إلى حل سياسي في البلاد، وأضاف: «هذا تصورنا ولذلك نداءاتنا دائماً موجودة كمبدأ وإستراتيجية، وليست تكتيكاً»، وشدد أنه على المكونات الكردية التصرف «بواقعية»، والتفاوض بشكل مباشر مع الحكومة السورية، وأعرب عن كامل الجهوزية والاستعداد للحوار مع الحكومة لإن رغبت دمشق بذلك، بهدف الوصول إلى صيغة حل سياسي لكامل القضايا في سورية، مؤكداً أن «قسد» ستكون جزءاً من الجيش بعد التسوية السياسية.

ولفت إلى وجود وساطة روسية مطروحة للنقاش بين «قسد» والحكومة السورية، وسط سجال واسع مؤخراً مع تخوف «قسد» من عملية عسكرية تركية قد تستهدف مناطق سيطرتهم.

وأشار درار إلى أن التقدم الروسي داخل المناطق التي تسيطر عليها «قسد» يؤشر إلى أن الروس قد يكونون أكثر جدية في دعم الحوار هذه المرة، معتبراً أن مقترح «المبادرة الوطنية لأكراد سورية» للتقريب بين الحكومة السورية و«الإدارة الذاتية» فيها الكثير من الإيجابيات.

في المقابل، أشار الأسود مدير ما تسمى «منظمة القانون من أجل سورية» في حديث صحفي وفق مصادر إعلامية معارضة إلى أن تصرفات فئات معينة من السوريين الأكراد ولاسيما «قسد» و«الإدارة الذاتية» الكردية، تقدم «مبرراً» لنظام أردوغان للإقدام على عدوان عسكري جديد على الأراضي السورية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك العديد من القوى السورية «المنبطحة تحت أقدام الأتراك» بحجّة حماية المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.

وقال: «تريد تركيا تصدير أزمتها الداخلية من خلال افتعال حرب خارجية، والسبب الرئيس هو طموح حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2023».

ورداً على سؤال، فيما إذا كان يتوقع تغيراً في موقف «الائتلاف» المعارض الذي يتخذ من تركيا مقرا له ويهيمن على قرارته نظام أردوغان باتجاه وقف التهديدات التركية بشن عدوان عسكري، استبعد الأسود، تماماً، أن يكون لهذا «الائتلاف» رد فعل وطني، وقال: «لا يمكن توقّع أي ردّ فعل وطني من الائتلاف، فهو أصبح الآن منصة تركية بالكامل، ولا يمكن لأعضائه الخروج عن أوامر ومصالح مشغليهم».

الأسود أضاف: «هناك العديد من القوى السورية المنبطحة تحت أقدام الأتراك بحجّة حماية المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وهذا يعني أن السوريين يقدمون للأتراك مبررات ما أنزل اللـه بها من سلطان لاحتلال بلدهم».

وتأسس «الائتلاف» المعارض في عام 2012 بدعم من تركيا وقطر ويتخذ من الأراضي التركية مقراً له ويهيمن عليه «الإخوان المسلمين»، الذين ارتكبوا جرائم فظيعة في سورية في ثمانينيات القرن الماضي وشكلوا تنظيمات إرهابية منذ اندلاع الأزمة في سورية قبل أكثر من 11 عاما وذلك لمقاتلة الجيش العربي السوري وقتل السوريين وتدمير المدن والبلدات والقرى والمؤسسات الحكومية.

والأحد الماضي تم فضح مضمون «خطة الإصلاح والتوسعة» التي فرضها النظام التركي على «الائتلاف»، حيث كان أبرز ما فيها ضم أمير سابق في تنظيم داعش الإرهابي إليه، من ضمن 13 عضواً جديداً، على حين عين نظام أردوغان المدعو بدر جاموس رئيساً لما تسمى «هيئة التفاوض» المعارضة خلفاً لأنس العبدة.

ونقل موقع «الحل نت» المعارض وقتها عن مصادر «خاصة»، أن أحد الأعضاء الجدد في «الائتلاف»، وهو ممثل عن محافظة الحسكة واسمه حسين رعاد، كان أميراً سابقاً في تنظيم داعش، إذ كان يعمل تحت مسمى «أمير الحسبة» بمدينة الشدادي بريف الحسكة ومن ثم تم تعيينه أميراً لـ «الحسبة» في تدمر بريف محافظة حمص، وتالياً تم تعيينه في مدينة الموصل في العراق.

وأوضحت المصادر، أن الأمير الداعشي، العضو الجديد في «الائتلاف» له ارتباطات باستخبارات النظام التركي.

وبات النظام التركي كذلك يسيطر على «هيئة التفاوض» التي تتخذ من الرياض مقراً لها وعلى قراراتها بعد الخلافات التي حصلت بينه وبين النظام السعودي قبل أكثر من عام ونصف العام، وقد ضيق الأخير على «الهيئة» وانتقل معظم أعضائها إلى أحضان النظام التركي.

ويرى مراقبون أن «الهيئة» بكل مكوناتها، التي يعد «الائتلاف» أحدها، مسلوبة القرار من النظام التركي، وبالتالي ما جرى هو عملية «تعيين» من قبله لرئيسها الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن