الاعتقاد السائد لدينا أن الطفل مادّة استثمارية…ريمه خربيط لـ«الوطن»: أوظّف ما أملكه من معلومات حول التربية في برامج هادفة تتعلق بالأطفال
عامر فؤاد عامر
مجموعة من الكتب؛ تهتم بالطفل، ورعايته، وموضوع التربية الحديثة، جاءت عناوينها «التربية السليمة ورعاية الطفل، الموهوبون، مشكلات الأطفال وعلاجها تربويّاً» من تأليف الباحثة الاجتماعية «ريمه خربيط» صادرة عن دار الحافظ للتوزيع والنشر، وبمبادرة من «هيثم الحافظ» رئيس اتحاد الناشرين السوريين، الذي أحبّ أن يكرم القدرات الشابة، بإقامته حفل توقيع الكتب الصادرة عن دار الحافظ، وذلك ضمن فعاليّات معرض الكتاب السوري، الذي عاش دورته الأولى في الفترة بين 22 و30 نيسان، والذي سيكون احتفالاً دوريّاً في السنوات القادمة، برعاية وزارتي الإعلام والثقافة.
التربية السليمة للطفل
تعلقت الكتب الجديدة الثلاثة؛ بتربية الطفل، ونحن في وقتٍ بحاجة فيه كثيراً لإرشادات تغني الأسرة السوريّة، في كيفيّة تعاطيها مع الطفل، والجيل الجديد بالعموم، فالأغلبية من الناس عاشت فترة من تهميش حالة الطفل بحكم الظروف التي فُرضت عليهم، وعانوا، وقاسوا منها، فكان الطفل شريكاً في اقتسام المعاناة، وعيش ظروف لا تليق بمستواه النفسي والبدني، وقد التقينا الباحثة الاجتماعية «ريمه خربيط» التي قالت في تصريح خاصّ لـ«الوطن»: «هناك اعتقادٌ سائد ومسبّق، لدى شريحة ليست بالقليلة في المجتمع، وهو أن الطفل مادّة استثماريّة، يمكن أن نقدّم له قصصاً، وألواناً، وألعاباً، لكي ينشغل ويتسلى بها فقط، لكن في موضوع التربية السليمة، ورعاية الطفل الرعاية الناجعة- والتي أوردتها جزءاً منها في كتاب التربية السليمة – يمكننا اكتشاف الطفل، وموهبته، ورعايته بالصورة الصحيحة، وهذا الموضوع مهمّ حالياً، وهو طبعاً ما يمثل رغبتنا كسوريين في المقاومة، والعيش، ومحاولة قلب صفحة الماضي، لإعادة إحياء سورية من جديد، فما زلنا نهتم بموضوع الكتابة والقراءة عموماً، والاهتمام بالطفل، فنحن لدينا مقوّمات وملكات كثيرة لنشكل أسرة سوريّة متينة، برعاية الإنسان السوري المثقف، وقد لاحظنا إقبال الناس على معارض الكتب المقامة في الآونة الأخيرة، والاهتمام من الدولة في تقديم ما يلزم من كتب جديدة، وإصدارات، وترجمات، تُطلع القارئ على أهم ما يلزمه وتحثّه على المواكبة».
الإعلام والمطالعة
تختص «ريمه خربيط» في البحث حول التربية السليمة للطفل وتوجيهه، وهي في الوقت نفسه ناشطة في الإعلام، فهي وجه إعلامي يحاول الجمع بين الأمرين، ولدى سؤالنا لها عن كيفيّة توظيف الإعلام في تقديم معلومة سهلة للمتلقي المشاهد، في إضافة ما يغيّر من ثقافة اكتسبها من مجتمعه، ومن أسلوب تربية أخذها من عائلته، كانت إجابتها التالي: «أحاول من خلال عملي في الإعلام السوري؛ أن أوظّف ما أملكه من معلوماتٍ من خلال تقديمها في برامج هادفة تتعلق بالأطفال، وتحمل صورة بصريّة جاذبة للطفل، وحتى فيما يتعلّق بالكتب الموجودة اليوم بين أيدينا، سأسعى من خلالها الى تقديم برنامج له هدف توعية للأسرة، وطريقة التربية الصحيحة ضمن الأسرة، وكيف يمكن إدخال تقليد القراءة، والمطالعة في جو الأسرة لتكون عادة مستديمة، فالعائلة التي تقرأ سيكتسب منها الطفل كثيراً، وسيأخذ عادة القراءة منها مع مرور الوقت».
طفل اليوم بحاجة ماسّة للرعاية
الاعتماد على اللون، واختيار ما يناسب منه، والانتباه للجمل اللغوية في القصة، بأن تكون سلسة، وسهلة التناول، هذا ما أشارت إليه الباحثة «ريمه خربيط» في مجال التعامل مع موضوع المطالعة والطفل وزرع الرغبة فيه من أجل البحث عن فائدة الكتاب، وأضافت أيضاً: «إنّ ذلك يخدم شخصيّة الطفل، فالابتعاد عن التراكيب اللغويّة القويّة، والحادة، يقربه أكثر من الكتاب. وأفكر اليوم في تقديم مؤلّف فيما يتعلق بتربية الطفل ضمن المرحلة التي نعيشها، وإعادة بناء نفسيّة هذا الطفل بالتحديد، بالمساهمة مع أسرته، فهناك من يقدّم نشاطه اليوم في دورات تخدم هذا التوجّه، ولكن الطفل من بين الجميع بحاجة ماسّة للرعاية في هذا الوقت الصعب، فطفلنا السوري تعرّضت نفسيّته للتدمير، وخاصّة في مناطق محددة من سورية، وواجبنا اليوم يلقي بنا نحو مسؤوليّة الوقوف إلى جانبه».