حال مياه الشرب بريف طرطوس سيئة بل سيئة جداً والكهرباء ليست المسؤول الوحيد
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
الواقع السيئ لمياه الشرب في ريف محافظة طرطوس جعل الشكاوى تنهمر إلى «الوطن» يومياً من القاطنين في القرى عبر الاتصالات المباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكلهم يؤكدون أنهم يعانون قلة المياه والعطش حيث لاتصل المياه إليهم إلا مرة واحدة أو بضع ساعات بين 8 إلى 30 يوماً ما يجعلهم في وضع سيئ جداً غير قادرين على تحمله في ظل الحاجة الماسة للمياه وارتفاع قيمة المياه التي تباع بالصهاريج من القطاع الخاص.
ومن بين الشكاوى التي تلقيناها شكوى من ريف القدموس وهي مثال عن بقية الشكاوى حيث يقول رئيس مجلس بلدة الطواحين أحمد حسن: نعاني في منطقة القدموس من أزمة مياه خانقة، وبالتحديد في الريف الشمالي أي جرد ناحية الطواحين، فالمياه كل ثلاثين يوماً وبمعدل عشرة براميل فقط، وفي بلدة الطواحين نشرف على توزيع مياه الشرب من خلال أعضاء المجلس في كل قرية ولجان الأحياء وللعلم نقلة المياه ٢٠ برميلاً ثمنها ٨٠ ألفاً إلى الطواحين و١٠٠ ألف إلى القرى الأخرى.
وأضاف: واقع المياه في ناحية الطواحين وبلدياتها الثلاث وقراها الـ١٢ قرية سيئ جداً… وجداً.. علمنا أنه وافق مجلس المحافظة على أن تخصص المليار ليرة من أجل دعم مؤسسة المياه لمد خطوط توتر لمحطات المياه، والقدموس مياهها من بانياس وجميع محطات الضخ تم مد خط توتر لها بالسنوات الماضية أي إن الكهرباء ٢٤ ساعة.
إذاً المشكلة ليست بالكهرباء فيما يخص مشروعنا إلا عندما حصل انقطاع تام، ولابد من معالجة الأسباب التي تؤدي لهذا الواقع.
مدير عام مؤسسة مياه طرطوس عيسى حمدان الذي لا يدخر جهداً هو وكوادر المؤسسة عند وضعهم بصورة مشكلة قال: نظراً للظروف الحالية القاسية والصعبة ولاسيما ما يتعلق بالانخفاض الكبير بعدد ساعات التغذية الكهربائية ووصولها إلى ٢ أو ٣ أو ٤ ساعات يومياً فقط، إضافة إلى محدودية كميات المازوت المسلمة إلى المؤسسة لتشغيل ١٩٠ مجموعة توليد مستثمرة في محطات الضخ على امتداد مساحة المحافظة والتي تعتبر حالياً هي المشغل الرئيسي لمشاريع المؤسسة فإن كل ما تقدم أثر بشكل كبير في أدوار المياه ولاسيما في ريف المحافظة ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة الني تفرض تعدد مراحل الضخ وأطوال شبكات كبيرة إضافة للأعطال الطارئة التي تحدث على هذه المجموعات أو على مجموعات الضخ الغاطسة والأفقية التي تتطلب المحافظة على جاهزيتها مبالغ مالية كبيرة يفرضها الارتفاع الكبير بالأسعار والندرة في المواد.
مع الإشارة إلى استقرار الواقع المائي في مراكز مدن المحافظة /طرطوس -بانياس-مشتى الحلو- الدريكيش- الشيخ بدر- صافيتا- الصفصافة /نتيجة للإجراءات المنفذة من المؤسسة إضافة للإجراءات التي يتم تنفيذها حالياً، فرغم الظروف الصعبة وقلة الاعتمادات المالية قامت المؤسسة بربط العديد من المشاريع بخطوط توتر كهربائي معفاة من التقنين بغية المحافظة على استمرارية التغذية الكهربائية للمصادر المائية وبالتالي تحسين واقع الخدمة كمشاريع (مشروع بلوزة المحطة الأولى /٦٩/ مليوناً – مشروع نبع صالح المحطات الثلاثة- مشروع العنابية- مشروع طيبة المهدي) ويتم حالياً ربط محطة برمانة المشايخ بقيمة ١٢٩ مليون ل.س إضافة لاستثمار آبار /بسدقين -جديدة البحر -طيبة المهدي –جديتي/.
وأضاف حمدان: كما قامت المؤسسة بالتنسيق مع شركة كهرباء طرطوس بإعداد دراسة لربط مشاريع إستراتيجية بخطوط معفاة من التقنين كمشروع مرقية بمحطاته الثلاث /خط جر القمصية/ منطقة الشيخ بدر وخط خربة المعزة الذي يغذي مشاريع /خربة المعزة -دير حباش-كرم بيرم القديم/ منطقة ريف طرطوس بقيمة 2.5 مليار ل.س بدعم من محافظة طرطوس إضافة لدراسة ربط المحطة الخامسة في القدموس من المحطة الرابعة التي تغذي القطاع الشمالي الغربي من القدموس.
وختم حمدان بالقول: أؤكد أن الوضع الحالي لمصادر الطاقة هو السبب الرئيسي في ظهور اختناقات في أرياف المحافظة وأن أي تحسن بهذه المصادر كفيل بحلها في ظل جاهزية مشاريع المؤسسة ومصادرها المائية وجاهزية تامة لورش المؤسسة الفنية لإصلاح أي عطل سواء في التجهيزات أو الشبكات.