تصريحات بومبيو تتسبب بفتح أكبر تحقيق نيابي يشمل استدعاء قادة العراق … سياسيون عراقيون: مطار بغداد مخترق من عملاء وجواسيس والمخابرات الأميركية
| وكالات
كشف تحالف الفتح في العراق، أمس الأحد عن مباشرته في فتح أكبر ملف تحقيقي نيابي بشأن جريمة المطار في الثالث من كانون الثاني عام 2020، التي أسفرت عن استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني، مبيناً أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو كانت صادمة وتشير إلى تورط شخصيات عراقية بالحادثة.
وحسب وكالة «المعلومة» قال النائب عن التحالف رفيق الصالحي إن بومبيو كشف عن تفاصيل مخيفة وسرية بشأن التوغل الأميركي في العراق وحجم التدخل في الشأن الداخلي، مبيناً أن تحالف الفتح تحرك بالفعل من أجل فتح أكبر تحقيق نيابي عبر اللجان المختصة ومحاسبة أي متورط ومتخابر مع السفارة الأميركية وتقديمه للعدالة.
وأضاف الصالحي إن التحقيق سيشمل استضافة واستدعاء كبار القادة الأمنيين العراقيين لمعرفة ملابسات الحادث وما جرى بالفعل وحجم التوغل الأميركي في الأجهزة الأمنية العراقية وتعاونها في الجريمة.
بدوره دعا القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي، أمس، إلى حملة تطهير مطار بغداد الدولي من جواسيس الـ«سي آي إيه» بعد تصريحات بومبيو.
وحسب «المعلومة» قال عبد الهادي إن الجميع يدرك بأن مطار بغداد الدولي يضم جواسيس كثراً كانوا وراء جريمة المطار باغتيال الشهيدين سليماني والمهندس لكن ما تضمنته تصريحات بومبيو أعطت توضيحات وأدلة أخرى عن هوية من دعم واشنطن في تنفيذ جريمتها النكراء.
وأضاف عبد الهادي: إن مطار بغداد الدولي يحتاج إلى حملة تطهير من جواسيس «سي آي إيه»، لافتاً إلى أنه يمكن تدقيق الأسماء وإجراء تحقيقات معمقة من أجل كشف أواصر العلاقة المشبوه فيها مع البعض.
وأوضح، أن وجود تغلغل للمخابرات الأميركية في المطار خرق فاضح يجب الانتباه لخطورته وتداعياته على الأمن القومي للبلاد، مشيراً إلى أن واشنطن ارتكبت جريمة بشعة باغتيال الشهيدين السليماني والمهندس ورفاقهما في مطار بغداد الدولي ويجب أن تكون هناك محاسبة قانونية للمتورطين.
ومن جانبه عد المستشار العسكري صفاء الأعسم حديث بومبيو بشأن جريمة اغتيال قادة النصر دليلاً قطعياً على تورط أشخاص من داخل العراق بملف الاغتيال، مبيناً أن تلك التصريحات كافية لمحاسبة المتورطين في الجريمة بشكل فوري.
في غضون ذلك أكد نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد المنحل سعد المطلبي، أمس، أن تصريحات بومبيو بشأن كشفه عن الجهات المتورطة بعملية اغتيال قادة النصر تحتاج إلى إعادة تحقيق حقيقي ومعمق، مشيراً إلى أن تصريحات بومبيو كشفت عن وجود خلل كبير في أمن المطار تتحمله الحكومة وجهاز المخابرات.
وأدلى بومبيو الذي كان على علم بتفاصيل العملية الإجرامية، بتصريحات كشف عبرها حقائق جديدة لم تكن معلنة حول الجريمة.
وقال المطلبي إن ما كشفه بومبيو من معلومات جديدة لعملية اغتيال قادة النصر تؤكد أن مطار بغداد الدولي مخترق ومسيطر عليه من المخابرات الأميركية من خلال انتشار مجنديها بكامل مفاصل المطار وخاصة في قسم الـ«VIP».
وأضاف إن الجهات الأمنية مطالبة اليوم بسرعة بإعادة فتح تحقيقي حقيقي ومعمق للتأكد من تصريحات بومبيو من خلال تدقيق الكاميرات قبل يوم من الحادثة ويوم تنفيذ العملية واليوم الذي يليه مع تتبع حركات الأشخاص والعجلات ودفاتر العاملين في الأيام الثلاثة.
ومن جانبه أكد المحلل السياسي محمد جمال في تصريح سابق أن مطار بغداد الدولي مخترق من جواسيس يعملون لمصلحة القوات الأميركية وسفارتها في بغداد.
وقال جمال في حديث لوكالة «المعلومة»، إن هؤلاء يعملون بصفة موظفين في الشركات الأمنية أو سائقين أو مترجمين وأغلبهم يتم استخدامه من قبل المخابرات الأميركية.
وأضاف: إن ما تحدث به بومبيو يؤكد وجود جواسيس وعملاء هم الذين يقومون بالإدلاء عن معلومات، وبالتالي أدت تلك المعلومات لاستشهاد قادة النصر أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.
وأثارت تصريحات بومبيو بشأن اغتيال قادة النصر جدلاً سياسياً وأمنياً بشأن الدور المريب للسفارة الأميركية الذي يتجاوز حدود التمثيل الدبلوماسي.
وقال بومبيو في حوار مع قناة خليجية: حقيبة سليماني التي كانت معه أوصلها من الطائرة إلى سيارته عنصر في المخابرات الأميركية، وعند وصول الطائرة إلى مطار بغداد أوقفها في المسار عنصر في المخابرات الأميركية أيضاً.
وأضاف: إن قوة الدعم برئاسة مسؤول قوة الدلتا كانت تتمركز في السفارة وتراقب الوضع بكاميرات بث مباشر داخل وخارج المطار، بينما قوة خاصة أميركية كانت تسير خلف رتله مباشرةً.