سورية

ميليشيات النظام التركي تقهقرت أمامها.. وقواته صعدت من اعتداءاتها على ريف الحسكة … «النصرة» يتمدد نحو عفرين ويربك حسابات أردوغان بشن عدوان!

| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن - وكالات

بينما صعدت قوات الاحتلال التركي من عدوانها على ريف الحسكة الشمالي الغربي، أربكت ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له، حسابات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ عملية غزو جديدة في شمال سورية، بتوغلها أمس في ريفي عفرين الجنوبي والغربي على حساب مرتزقة له تقهقرت أمامها وانكشف ضعفها جراء الاقتتال الدائر فيما بينها.

وبدا المشهد سريالياً أمس بالخسارة المذلة لما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، أمام «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة حليف أنقرة والطامح إلى توسيع نفوذه إلى مدينة إعزاز وما تسمى منطقة «غصن الزيتون» بعفرين و«درع الفرات» في الباب وجرابلس، وتحت مرأى ودعم نظام أردوغان الذي يسعى إلى تأديب مرتزقته وإقامة ما يسميه «حزام أمني» في المناطق التي يحتلها.

والواقع أن اقتتال مرتزقة النظام التركي خلال اليومين الماضيين، جاء في توقيت حساس لأردوغان الذي اعتاد أن يضعهم في الخطوط الأمامية في غزواته السابقة على الأراضي السورية، ويخطط لأن يجعلهم كبش فداء في الغزوات المقبلة التي هدد بشنها في 23 الشهر الماضي على عدد من المناطق السورية ثم قلص دائرتها مطلع الشهر الجاري لتشمل منبج وتل رفعت، كمرحلة أولى.

والحال أن تصاعد حدة تصفيــة الحســابات بين مرتزقة أردوغان في اليومــين الأخيرين، يحمل رسائل مهمــة لنظامه بأنها غير مستعدة لمشاركته أي عمليــة غزو جديدة للأراضي السورية، على خلفية ضعف معنوياتها القتالية التي تسبب بها اقتتالها المستمر بينها وصراعها على المكاسب والنفوذ في مناطق هيمنتها، وهي سياسة اتبعها نظام أردوغان لإضعافها وإبقائها ضمن نطاق هيمنته.

وأوضحت مصادر محلية في عفرين لـ«الوطن»، أن طموح أردوغان باقتطاع 30 كيلو متراً من الأراضي السورية الواقعة على الشريط الحدودي، اصطدم أمس بتحول دراماتيكي في موازين القوى لمصلحة تنظيم «النصرة» الذي تقدم بمساندة ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في منطقة عفرين التي احتلها النظام التركي في آذار 2018، ووصل إلى مشارف مدينة عفرين التي انسحب الجنود الأتراك من ريفيها الجنوبي والغربي وشلت الحياة فيها خشية الاستيلاء عليها.

المصادر بينت أن «النصرة» و«أحرار الشام»، من خلال رتل عسكري ضخم ضم زهاء 300 آلية، استولوا صباح أمس على معبر الغزاوية، الذي يفصل مناطق هيمنتها في إدلب عن عفرين، قبل أن يتقدموا دون مقاومة ليستحوذوا على بلدة دير بلوط ثم قرى جلمة وتل سلور واسكان والباسوطة وباصوفان وبراد وعين دارة فبلدة جنديرس وقرية قرزيحل جنوب مدينة عفرين، وذلك لمساندة «أحرار الشام» في حربها ضد ميليشيات «الجبهة الشامية» و«فيلق الشام».

وأول من أمس تصاعد الاقتتال بين «أحرار الشام» و«الجبهة الشامية» في قرية عبلة بريف منطقة الباب شمال شرق حلب إثر سيطرة الثانية على مقرات للأولى ثم توسع ليشمل مناطق في عفرين وجرابلس، وذلك بعد اندلاع اشتباكات بينهما في قرية عولان بمنطقة الباب مطلع آذار الماضي، على خلفية انشقاق «أحرار الشام» أو «الكتيبة 32» عن ميليشيا «هيئة ثائرون» التي تضم «الجبهة الشامية» واستحواذها على مقارها وأسلحتها.

المصادر ذكرت، أن اشتباكات اليومين الماضيين بين مرتزقة النظام التركي خلفت أكثر من 40 قتيلاً وجريحاً في صفوفها، عدا سقوط 3 قتلى وما يزيد على 20 جريحاً في صفوف المدنيين، وخصوصاً من قاطني المخيمات المجاورة لخطوط الاشتباك.

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال التركي واستخبارات أردوغان تدخلا أمس وعقب توسيع «النصرة» لبقعة نفوذه في عفرين، كوسيط لحل الخلافات والإشكالات القائمة بين المتصارعين. ولفتت إلى أن الجانب التركي أوعز إلى «الجبهة الشامية» للانسحاب من مقرات «أحرار الشام» في ريف الباب وتسليمها عتادها العسكري مقابل انسحابها مع «تحرير الشام» من المناطق التي استولت عليها بريف عفرين، ونوهت بأن هناك استجابة من متزعمي «النصرة» لحل الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها السابق.

وأشارت إلى أن الوساطة التركية أفضت أيضاً إلى إرسال «ثائرون» لتعزيزات إلى الباب وجنديرس والغزاوية للفصل بين الأطراف المتقاتلة، دون ذكر مزيد من التفاصيل سوى وجود فرصة لإحراز تقدم في جهود الوساطة.

وكالة «سانا» للأنباء من جهتها ذكرت نقلاً عن مصادر أهلية أن الاقتتال العنيف الذي نشب بين مرتزقة النظام التركي في مدينة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة بالتزامن مع الاقتتال في ريف حلب تسبب بنزوح مئات العائلات عن المنطقة خلال الساعات الماضية.

في الأثناء، نقلت «سانا» عن مصادر محلية: أن مدفعية الاحتلال التركي قصفت أمس قريتي الربيعات وتل الورد في ناحية أبو راسين بريف الحسكة الشمالي الغربي ما تسبب بأضرار مادية في الممتلكات والأراضي الزراعية.

إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريفي حماة وإدلب ردت على خروقات الإرهابيين لوقف إطلاق النار هناك برمايات من مدفعيتها الثقيلة، استهدفت مواقع لهم مؤكداً أن ضربات الجيش حققت إصابات مؤكدة بتلك المواقع.

وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، قتلت العديد من الدواعش في حين فر آخرون إلى عمق البادية وذلك خلال تمشيطها قطاعات في باديتي تدمر بريف حمص الشرقي والرصافة جنوب الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن