«قسد» هرّبت عشرات الدواعش من سجن الرقة بالتنسيق مع الاحتلال الأميركي … ميليشيات النظام التركي تصطدم مع «النصرة» وتربك حسابات أردوغان
| حلب- خالد زنكلو
تزامناً مع تصعيد قوات الاحتلال التركي من عدوانها على ريف الحسكة الشمالي الغربي، أربكت ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له، حسابات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ عملية غزو جديدة في شمال سورية، بتوغلها أمس في ريف عفرين الجنوبي والغربي على حساب مرتزقة له اصطدمت تنظيماتها أمامها وانكشف ضعفها جراء الاقتتال بينها.
وأوضحت مصادر محلية في عفرين لـ«الوطن»، أن «النصرة» و«أحرار الشام»، من خلال رتل عسكري ضخم ضم زهاء 300 آلية، استولوا صباح أمس على معبر الغزاوية، الذي يفصل مناطق هيمنتها في إدلب عن عفرين، قبل أن يتقدموا من دون مقاومة ليستحوذوا على بلدة دير بلوط ثم قرى جلمة وتل سلور وإسكان والباسوطة وباصوفان وبراد وعين دارة فبلدة جنديرس وقرية قرزيحل جنوب مدينة عفرين، وذلك في هجوم مشترك لمساندة «أحرار الشام» في حربها ضد ميليشيات «الجبهة الشامية» و«فيلق الشام», وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال التركي واستخبارات أردوغان تدخلا أمس وعقب توسيع «النصرة» لبقعة نفوذه في عفرين، كوسيط لحل الخلافات والإشكالات القائمة بين المتصارعين، ولفتت إلى أن الجانب التركي أوعز إلى «الجبهة الشامية» للانسحاب من مقرات «أحرار الشام» في ريف الباب وتسليمها عتادها العسكري مقابل انسحابها مع «تحرير الشام» من المناطق التي استولت عليها بريف عفرين، ونوهت بأن هناك استجابة من متزعمي «النصرة» لحل الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها السابق.
تأتي هذه المعطيات تزامناً مع ما كشفته مصادر محلية في الرقة لـ«الوطن»، عن هروب نحو ٣٠ داعشياً من سجن الرقة المركزي شمال المدينة إلى جهة مجهولة فجر أمس، من دون أن تبذل «قسد» المنوط بها حماية السجن جهوداً كافية للقبض عليهم.
وبينت المصادر أن الميليشيات فتحت الطريق أمام الداعشيين للوصول إلى محور الرصافة باتجاه البادية السورية وإلى محيط الطريق السريع الذي يربط حلب بالقامشلي في محافظة الحسكة ويمر بالرقة، والمعروف بطريق «M4»، بغية قطع الطريق أمام إمدادات الجيش العربي السوري والقوات الروسية إلى مناطق شمال وشمال شرق البلاد.
المصادر لفتت إلى أن العملية تستهدف تفعيل نشاط تنظيم «داعش» في المنطقة لتبرير وجود جيش الاحتلال الأميركي فيها، وتوجيه رسائل إلى أردوغان بضرورة الإحجام عن تنفيذ عملياته العسكرية لإقامة ما يسميه «المنطقة الآمنة» المزعومة، والتي تحوي في بعض مناطقها الواقعة تحت سيطرة «قسد» سجوناً تضم سجناء داعش، كما في الرقة والحسكة، والأهم من ذلك إشغال الجيش السوري في المنطقة بمعارك مع التنظيم الإرهابي، خصوصاً في البادية السورية، لمنعه من القيام بالمهام المنوطة به.