اليسار عاد بـ«تسونامي» ولوبان سجلت اختراقاً تاريخياً … تحالف ماكرون يخسر الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية الفرنسية
| الوطن- وكالات
يبدو أن ارتدادات الحرب الأوكرانية وما خلفته من عقوبات أوروبية غير المسبوقة على روسيا وما لحقته من تضخم قض مضجع الأوروبيين لم تتأخر، وظهرت أول هذه الارتدادات في نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية التي تقدم فيها تحالف اليسار الفرنسي الذي حقق قفزة تاريخية على حساب تحالف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أخفق في الحصول على الأغلبية المطلقة في الدورة الثانية لهذه الانتخابات.
النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية أكدت حصول معسكر ماكرون على 224 مقعداً مقابل 149 مقعداً لتحالف اليسار المتجدد، كما لفتت النتائج الأولية للانتخابات الفرنسية إلى حصول «اليمين القومي» بزعامة مارين لوبان على 49 مقعداً، حيث ضاعف حزب لوبان التي واجهت ماكرون في الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية عدد نوابه خمس عشرة مرة وتجاوز السقف المطلوب لتشكيل كتلة في الجمعية الوطنية، في سابقة هي الأولى منذ أكثر من 35 عاماً، علماً أن الأغلبية المطلقة تبلغ 289 مقعداً.
وبدا لافتاً في هذه الانتخابات خسارة رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران ووزير الداخلية السابق في حكومة ماكرون كريستوف كاستاتنير، حيث اعتبرت هذه الخسارة بمثابة انتكاسة لحزب ماكرون.
ومن شأن خسارة التحالف الذي يقوده ماكرون للأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية الفرنسية، عرقلة السير بإصلاحاته في ولايته الثانية، وسيصبح مجبراً على السعي للحصول على دعم مجموعات سياسية أخرى لإقرار مشاريع القوانين، الأمر الذي أكده المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، عقب إعلان نتائج الانتخابات بالقول إن «تحالف ماكرون سيتواصل مع الأحزاب المعتدلة سعياً لتحقيق أغلبية برلمانية».
وبينما وصف نائب عمدة باريس نتائج الانتخابات وما أفرزته من مقاعد حصل عليها أقصى اليمين بالكارثة بالنسبة لفرنسا محملاً ماكرون المسؤولية الكبيرة عنها، عبرت لوبان عن تطلعها لتوحيد جميع الوطنيين الفرنسيين في الجناحين الأيمن والأيسر، وقالت: «نعد بممارسة معارضة حازمة ومسؤولة بعد النتيجة التاريخية».
من جهته وجه زعيم تحالف أقصى اليسار جان لوك ميلنشون انتقادات لاذعة لماكرون، مؤكداً بأن اليسار نجح في إلحاق الهزيمة بماكرون، وبدوره أشاد الرئيس بالوكالة للتجمع الوطني اليميني جوردان بارديلا بالنتيجة التي حققها حزبه في الانتخابات التشريعية الفرنسية، معتبرا أنها «تسونامي»، وقال: «إنها موجة زرقاء في كل أنحاء البلاد، أن أمثولة أن الشعب الفرنسي جعل إيمانويل ماكرون رئيس أقلية».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر في خطاب له الجمعة الفائت أمام منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أن الاتحاد الأوروبي فقد سيادته تماماً، وهو ينفذ كل ما يملى عليه من فوق، وهو بذلك يضرّ بمواطنيه واقتصاداته، محذراً من أن الوضع الحالي في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية وتغيير النخب في المستقبل.