رياضة

وهران الجزائرية تستضيف دورة المتوسط الـ19 … آمال كبيرة بالذهب والتتويج في ألعاب القوة والقوى .. 27 لاعباً من أبطالنا يتنافسون في سبع رياضات

| ناصر النجار

ودع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بعثة الرياضة السورية إلى الجزائر للمشاركة بدورة المتوسط التي تستضيفها وهران بدءاً من الخامس والعشرين من الشهر الحالي وحتى الخامس من تموز القادم.

يشارك في البطولة أكثر من 6361 لاعباً ولاعبة من ستة وعشرين بلداً يتنافسون في 24 رياضة.

وتقتصر المشاركة السورية على سبع ألعاب هي الملاكمة والمصارعة والجودو وألعاب القوى والجمباز ورفع الأثقال والفروسية.

وتضم البعثة 40 شخصاً بينهم ثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي إضافة إلى أمين عام اللجنة الأولمبية السورية، ورئيس اتحاد الفروسية وثلاثة حكام دوليين في الملاكمة والمصارعة والجمباز وطبيب عام ومعالجين فيزيائيين، وإعلاميين اثنين.

رياضة الفروسية لخصوصيتها ضمت طبيباً بيطرياً وخمسة سياس ومدربين، بينما بقية الألعاب ضمت ثمانية مدربين، بواقع اثنين للملاكمة والمصارعة وواحد لرفع الأثقال والجودو وألعاب القوى والجمباز.

على صعيد اللاعبين سيشارك سبعة وعشرون لاعباً، ستة بكل من الملاكمة والمصارعة وثلاثة في الجمباز ولاعبان في الجودو وألعاب القوى ورفع الأثقال وخمسة في الفروسية ولا يوجد أي لاعبة مشاركة في البطولة.

ملاحظات مهمة

البعثة ضمت أربعة من قيادة الاتحاد الرياضي العام وأعتقد أن العدد كبير قياساً على عدد البعثة المشاركة، وكل واحد منهم نال منصباً في البعثة، والغريب أن البعثة لم تضم أي لاعبة فما الجدوى من وجود عضو مكتب تنفيذي أنثى.

وإذا قيل لنا إن هؤلاء لديهم اجتماعات ولجان، فالكلام الصحيح أن يكونوا خارج البعثة وليس ضمن البعثة.

لا تحتمل هذه المشاركة الضئيلة هذا الكم من القياديين وخصوصاً أن البطولة أيامها معدودة وهي محصورة بمدينة واحدة وليست بمدن مترامية الأطراف.

لذلك لا لوم على اتحاداتنا الرياضية وفرقنا عندما تسافر إلى الخارج بأعداد غير مهضومة من الإداريين والمتنفذين إذا كان المكتب التنفيذي يسير بالخطوات نفسها، وأعتقد أن موضوع السياحة بات أمراً ملازماً للرياضة وفق الواقع العملي الذي نراه.

وبالتوازي نجد أن المكتب التنفيذي يدقق على بعض الألعاب وعلى بعثاتها من مبدأ عدم جدوى المشاركة، أو عدد البعثة الكبير، وهكذا، ليبرز لنا حقيقة الاتحادات المدعومة وغير المدعومة من خلال قرارات الإيفاد والمشاركات وهكذا.

ومن الملاحظات المهمة أن الرياضة الأنثوية غابت عن المشاركة في هذه البطولة المهمة، فهل تراجعت إلى هذه الدرجة التي لم نعد نجد أي رياضية تشارك بلعبة واحدة من 24 لعبة.

أين لاعبات الجودو والكاراتيه والتايكواندو، وألعاب القوى والسباحة وغيرها من الألعاب؟

الامتحان الحقيقي

ينظر البعض إلى المشاركة في دورة المتوسط من باب الامتحان الحقيقي لرياضتنا، وهو قول صائب على وجه العموم، لكنه لا يقف بميزان واحد مع بطولات العالم التخصصية والدورات الأولمبية والدورات الإقليمية مثل (أسيان).

وبكل الأحوال هي بطولة دولية كبرى وإن كان لا يشارك فيها نخبة أبطال العالم أو المحترفون ومن على شاكلتهم.

حصولنا على الميداليات مرهون بمستوى المشاركين في كل لعبة من الألعاب، وإن كانت آمالنا واسعة في رفع الأثقال وألعاب القوى وتحديداً بمعن أسعد ومجد الدين غزال، ونأمل لملاكمينا ومصارعينا التوفيق.

أما الفروسية فلها حساباتها وخصوصيتها وافضل الفرسان الذين حققوا الإنجازات الخارجية موجودون مع المنتخب.

مما لاشك أن الجميع يدعو للاعبينا بالتوفيق ويأمل لهم النجاح مع الأمنيات بتحقيق ميداليات براقة ترفع علمنا عالياً وتعيد البسمة إلى رياضتنا التي طحنها الفشل والتراجع والهزائم المتكررة.

بكل الأحوال فإن دورة المتوسطة يمكننا اعتبارها امتحاناً لهذه الألعاب السبع لنعرف موقعنا على الخارطة المتوسطية، وإذا كانت هذه الألعاب هي النخبة باعتبارها تصدرت قائمة المشاركة ولم تحقق أدنى المطلوب، فإن رياضتنا بحاجة إلى إعادة نظر بكل شيء، وهذا الأمر يجب أن ينظر إليه بدقة وواقعية وفق منهج علمي وإستراتيجية عمل موزونة ومتوازنة لإعادة الألق إلى ألعابنا الرياضية.

الداء الرياضي

سمعنا أن المكتب التنفيذي بصدد دراسة المشاركة المتوسطية بعد نهايتها وإصدار قرارات مناسبة حسب النتائج والأداء، ومن المحتمل حل اتحادات الألعاب التي لن تحقق المطلوب منها.

من وجهة نظرنا الخاصة قد تكون هذه الخطوة خاطئة أو غير كافية على أقل تقدير، فتقييم أي لعبة رياضية لا يستند إلى نتيجة واحدة أو مشاركة أو بطولة، إنما قد تكون المشاركة مؤشراً لأمر إيجابي أو سلبي.

ألعابنا الرياضية وصلت إلى حدود غير معقولة من المستوى المتراجع وهناك أسباب عديدة وكثيرة منها هجرة الكوادر الخبيرة وهجرة العديد من اللاعبين المتميزين، وضعف الموارد المالية والإمكانيات التقنية والفنية.

ونحن في هذه الحالة لا يمكننا لوم الاتحادات ووضع المسؤولية كاملة على أعتاقهم، فهناك أمور أخرى يجب مراعاتها، تبدأ من الأندية ومدى اهتمامها بالألعاب، وصولاً إلى ما يُقدم للاتحادات الرياضية من دعم وإمكانيات، هناك الكثير من الاتحادات الرياضية تشتكي سوء أحوالها بصمت، فالمشاركات الخارجية نادرة إن لم تكن معدومة، وهذه المشاركات محصورة بألعاب معينة.

في الواقع الذي يفرض نفسه فإن اللاعبين بأي لعبة رياضية بحاجة إلى الاحتكاك والصقل والمزيد من المشاركات الخارجية، والمدربين الأجانب القادرين على تطوير مهارات اللاعبين وتنمية موهبتهم وتطوير أدائهم.

بالمقارنة بين ألعابنا الرياضية وكرتي القدم والسلة نجد أن هذه الألعاب كلها مظلومة وهناك من يمارس الظلم عليها بدل نصرتها.

وعلى سبيل المثال فإن أندية بمستوى الفتوة هذا العام وضع في ميزانيته على كرة القدم أكثر من مليار ليرة، فكم وضعنا على تطوير الملاكمة من إمكانيات ومال؟

هذا نادٍ واحد، فكيف بنا بكل أندية المحترفين باللعبتين الشعبيتين؟

الأرقام تؤكد أن مصروف كرة القدم في الأندية تجاوز عشرة مليارات ليرة سورية، وفي المنتخب فقد كلفنا المنتخب الأول (كما قالوا) كذا مليون دولار دون أي نتيجة، بل جلب لرياضتنا السمعة السيئة.

أنصفوا ألعابنا الذهبية وادعموا ألعاب القوة والقوى، وأعيدوا ترتيب هذه الألعاب من القواعد، وسنحصل دون أدنى شك على أبطال ذهبيين بألعاب كثيرة.

البعثة السورية

تشارك سورية في دورة ألعاب المتوسط بمدينة وهران ببعثة مؤلفة من:

بشير عبود (رئيس للبعثة) – محمد الحايك (إداري عام) – شذى جروان(عضو اللجنة الأولمبية) – ناصر السيد (أمين عام اللجنة الأولمبية) – د. صفوح السباعي (طبيب) – رفيق المصري (معالج) – أنور البكر وبشار محمد (إعلاميان).

• الملاكمة: حسين غصون – ميسر سعد (مدربان) – مصطفى عبيد (حكم دولي) – اللاعبون: بلال جوخدار ( -57 كغ) – عبد الهادي نكاش (-69 كغ) – أحمد غصون (-75 كغ) – علاء الدين غصون (-91 كغ) – عبد الحميد اليوسف (+81 كغ) – محمد مليس (+91 كغ).

• المصارعة: ألكسندر دبروفسكي (مدرب رومانية) – باسم الشتيوي المحمد (مدرب حرة) – اللاعبون: أحمد النكدلي (رومانية 60 كغ) – محمد فواز (رومانية 67 كغ) – محمد عبيد (رومانية 77 كغ) – أحمد ديركي (حرة 65 كغ) – محمد فداء الدين الأسطة (حرة86 كغ) – عمر صارم (حرة125 كغ)- محمد نادر السباعي (حكم).

• رفع الأثقال: قيس أسعد (مدرب) – إبراهيم حسن (معالج فيزيائي) – اللاعبان: عدي عليشة (89 كغ) – معن أسعد (+102 كغ).

• الجودو: ياسر الحموي (مدرب) – اللاعبان: سليمان الرفاعي (60 كغ) – حسن بيان (73 كغ).

• ألعاب القوى: محمد ملا خلف (مدرب) – مجد الدين غزال (وثب عالي) – محمد أمين السلامة (وثب طويل وثلاثي).

• الجمباز: مصطفى الحاج (مدرب) – نضال اليوسف (حكم) – اللاعبون: ليث نجار – محمد خليل – يزن السليمان (لاعبون بكافة الأجهزة).

• الفروسية: عاطف الزيبق (رئيس الاتحاد) – د. ياسر هندي (بيطري) – همام شهاب- بيلي تومي (مدربان) – الفرسان: أحمد حمشو – شادي غريب – ليث علي – عمرو حمشو – مغيث شهاب – السياس: اناستا سياتشير كاشينا – مصطفى شيراوي – علاء أحمد – خالد الفضة – محمد زقزق.

الدورات السابقة

1951: مصر /الإسكندرية، 1955: إسبانيا/ برشلونة، 1959: لبنان/ بيروت، 1963: إيطاليا/ نابولي، 1967: تونس/ تونس العاصمة، 1971: تركيا/ ازمير، 1975: الجزائر /الجزائر العاصمة، 1979: يوغوسلافيا / سبليت، 1983: المغرب/ الدار البيضاء، 1987: سورية /اللاذقية، 1991: اليونان/ أثينا، 1993: فرنسا/ لنكدوك- روسيون، 1997: إيطاليا /باري، 2001: تونس/ تونس العاصمة، 2005: إسبانيا/ ألميرية، 2009: إيطاليا /بيسكارا، 2013: تركيا /مرسين، 2018: إسبانيا /تاراغونا، 2022: الجزائر/ وهران.

مشاركات

شاركت سورية في دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط منذ نشأتها باستثناء دورة تونس عام 1967 حيث اعتذرت كل من سورية ومصر عن المشاركة بسبب العدوان الصهيوني عليهما، في حين شاركت سورية مع مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة (الوحدة السورية المصرية) في دورة بيروت – لبنان عام 1959.

• بلغت أعداد المشاركين السوريين 1105 رياضيين في دورات البحر المتوسط من أصل عدد إجمالي المشاركين والبالغ 41367 رياضياً واستطاع اللاعبون السوريون إحراز 147 ميدالية في الدورات المتوسطية (28 ذهبية و40 فضية و79 برونزية) والأهم منها كان في دورة المتوسط العاشرة باللاذقية 1987 حيث نالوا 30 ميدالية ( 9 ذهبيات و7 فضيات و14 برونزية).

• حققت البعثة السورية التي شاركت بعشر ألعاب في الدورة الماضية التي جرت في تاراغونا عام 2018 (7) ميداليات (2) ذهب و(2) فضة و(3) برونزيات أحرزها: مجد الدين غزال.. ألعاب قوى (ذهبية الوثب العالي) – أحمد غصون.. الملاكمة (ذهبية وزن 75 كغ)- علي الهزاع.. رفع الأثقال: (فضية النتر لوزن 94 كغ) – حسين المصري.. ملاكمة: (فضية في وزن 52 كغ) – عبد الكريم الحسن.. مصارعة رومانية: (برونزية وزن 67 كغ) – مجد حسن.. رفع الأثقال: (برونزية النتر لوزن 105 كغ) – محمد مليس.. ملاكمة: (برونزية وزن +91 كغ).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن