شؤون محلية

محافظة حلب تعرّف طلاب المناطق الساخنة على معالم المدينة وجامعها وجامعتها

| محمود الصالح

كشف مدير التربية في حلب مصطفى عبد الغني عن قيام المديرية بالتعاون مع محافظة حلب والشركة العامة للنقل الداخلي في حلب عن القيام بجولة سياحية وثقافية للطلاب الذين قدموا إلى مدينة حلب من المناطق الساخنة لأداء امتحاناتهم للشهادة الثانوية الفرع الأدبي.

وبين في تصريح خاص لــ«الوطن» أن الجولة تمت بناء على طلب العشرات من الطلاب الذين شاركوا في الدورة الامتحانية الحالية، التي أكدوا فيها رغبتهم في التعرف على بعض معالم مدينة حلب وجامعتها، التي كانوا يسمعون عنها، لأنهم حرموا من الوصول إلى المدينة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث كانوا قبل الأزمة أطفالاً صغاراً.

وأشار عبد الغني إلى أنه ونظراً لضيق الوقت خلال الامتحانات وعدم وجود وقت للقيام بأي زيارة خلال فترة الامتحانات، وخصوصاً أن فترة الفراغ بين كل مادة وأخرى كان يتم فيها إعطاء دروس مكثفة للتعويض على هؤلاء الطلاب، تم بعد انتهاء امتحان الثالث الثانوي الأدبي تنظيم جولة لأكثر من 400 طالب وطالبة من محافظة حلب ومديرية التربية شملت الأسواق القديمة، التي استطاع خلالها الشباب التعرف على هذه الأسواق وتاريخها ووظائفها الاقتصادية، وكذلك التعرف على قلعة حلب لكونها الصرح الحضاري والتاريخي الأهم.

ولفت إلى أنه كان هناك إصرار من الطلاب كبير جداً على التعرف على جامعة حلب التي يتوقون جداً إلى الدراسة فيها بعد حصولهم على الشهادة الثانوية، وتم التعرف أيضاً على الكليات في الجامعة من خلال شرح من إدارة الجامعة.

وأضاف مدير التربية: إننا كتربويين كنا نرصد خلال كل مراحل هذه الجولات انطباعات هؤلاء الشباب، وشغفهم للتعرف على كل التفاصيل، وقد أكد الطلاب أنهم قريباً جداً سيكونون جزءاً من هذه الجامعة رغم كل المغريات التي تقدم لهم من المحتلين الأميركي والتركي في مناطقهم، لكنهم متمسكون بوحدة بلادهم وهويتهم السورية، ولم يقبلوا بديلا عن الشهادة السورية مهما كانت المغريات.

وقال عبد الغني: سيتم بعد أن انتهت امتحانات الثالث الثانوي العلمي القيام بالجولة نفسها إلى هذه المناطق بناء على رغبة الطلاب الذين يصل عددهم في الفرع العلمي إلى 900 طالب.

«الوطن» تواصلت مع عدد من الطلاب لرصد انطباعاتهم عن هذه الجولة. أحمد في الثالث الثانوي الأدبي من منطقة صرين أبدى سعادته الكبيرة بالوصول إلى مدينة حلب والتجول في معالمها، حيث كانت هذه الزيارة أمنية دائمة له يحول دون تحققها منع المجموعات الانفصالية أبناء تلك المناطق من الوصول إلى المناطق الآمنة.

وعن سبب اختياره الثانوية الوطنية على الشهادات التي تمنحها المكونات الموجودة في مناطقهم قال: إن من يمنحون هذه الشهادة لا يثقون بها فكيف تريد مني أن أثق بها الآن، نحن اخترنا الشهادة الوطنية لأنها الأكثر موثوقية والمعترف بها في كل مكان، ولأننا على إيمان تام بأن الدولة ستستعيد سيادتها على جميع هذه المناطق قريباً جداً.

حسن من مدينة عين العرب قال: كان لدي أمنية أن أزور جامعة حلب التي أتمنى أن أحصل على فرع للدراسة فيها لأننا عشنا على هذا الأمل، وكل من سبقونا في الدراسة في هذه الجامعة كانوا يتحدثون لنا عن ذكرياتهم وحياتهم الجامعية، فأصبح لدينا شوق للوصول إلى هذه الجامعة والدراسة فيها، وكنا سعداء بزيارة الأسواق القديمة وقلعة حلب التي تحكي تاريخاً عظيماً عن حضارة بلادنا.

جاسم من ريف منبج الشمالي بين أن هذه الجولة كنت مفيدة جداً ولكن أثارت لدينا الآلام والأوجاع نتيجة معاناة شعبنا خلال هذه الحرب وتقطيع أوصال المحافظة الواحدة حيث كان أهلنا يذكرون أنهم قبل الأزمة كانوا يذهبون صباحاً إلى مدينة حلب لبيع منتجاتهم والعودة بما يحتاجونه من بضائع في المساء، حتى أصبحت زيارة المدينة حسرة على الكثير منا.

وأجمع الطلاب على إيمانهم بزوال كل الحواجز والعوائق التي أدت إلى إبعادهم عن المناطق الآمنة بفضل قائدنا وجيشنا، وإيمان جميع السوريين بوحدة التراب السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن