ثقافة وفن

نتائج الأزمة السورية باتت من أساسيات الأعمال الدرامية … تنوع المواضيع الدرامية ضروري.. لكن لا يمكن الهروب من الواقع

| هلا شكنتنا

«الدراما هي مرآة الواقع» هي الجملة التي تسمع دائماً من قبل صناع الدراما السورية والعربية بشكل عام، حيث يسعى صناع الأعمال الدرامية للتقرب من المتابع من خلال طرحهم ومحاكاتهم للواقع المعيش التي تطرح به هذه الدراما، ولا شك أن الأعمال الدرامية التي تكون قريبة من حياة المتابع تكون الأكثر مشاهدة.

نجحت بسبب قربها من المتابع

وعندما نريد أن نتحدث عن الدراما السورية بشكل خاص، نرى بأنها استطاعت ومنذ بداياتها أن تنال إعجاب الجمهور وتستحوذ على تفكيره بسبب طرحها لمواضيع قريبة من حياته وقيامها بتسليط الضوء على مشاكله وقضاياه التي تواجهه في المجتمع، كما أن هذه الدراما لم تنس أيضاً بأن المتابع يحب أن يشاهد قصصاً وحكايات مختلفة ومتنوعة سواء كانت اجتماعية أم تاريخية أم كوميدية.

تنغلق على نفسها بسبب الأزمة

لكن مع بداية الأزمة السورية بات الأمر يختلف حيث تعرضت هذه الدراما للكثير من الضغوطات والصعوبات التي أثرت على صناعتها وجعلتها تنغلق على نفسها ضمن موضوع واحد وهو الحديث عن حياة السوريين خلال سنوات الأزمة ونتائجها التي أثرت على حياة المواطنين بشكل عام.

من أساسيات الأعمال الدرامية

وبالتأكيد هذا الانغلاق الذي عاشت به الدراما السورية لم يكن عن عبث، بل كان نتيجة حتمية للظروف التي مرت بها البلاد خلال السنوات العشر الماضية، لأن الدراما عندما تريد أن تقدم أي عمل درامي فيجب أن يكون هذا العمل قادراً على أن يحاكي الواقع الصادر منه ليتحدث بلسان متابعه، كما أن الكاتب السوري عندما يبدأ بمشروعه الدرامي لا يستطيع الهروب من الظروف التي يعيشها، بل دائماً ما يتأثر الكاتب بمحيطه ويبدأ برسم الخطوط الدرامية التي تجعله قادراً على إيصال مشاعر الناس ومشاكلهم المتعددة.

نتائج الأزمة السورية

وإذا عدنا إلى السنوات العشر الماضية نرى بأن الدراما السورية نجحت بتقديم أعمال درامية مهمة استطاعت من خلالها عرض نتائج الأزمة على المجتمع السوري وقدمتها بقدرات فنية وإخراجية عالية، ومازالت هذه الدراما حتى يومنا هذا تتحدث عن الأزمة وبالتأكيد هذا طبيعي لأن المجتمع مازال عالقاً في الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الأزمة، ومن الصعب جداً إحصاء الأعمال التي نجحت في تسليط الضوء على حياة السوري، لكن يمكننا أن نذكر أهم الأعمال التي جرى تصويرها في دمشق واستطاعت أن تحاكي الواقع الإنساني والمعيشي في سورية مثل «كسر عضم» و«مع وقف التنفيذ» و«عناية مشددة» و«شوق» والكثير غيرهم.

الموضوع واحد والمعالجة تختلف

لكن عندما نتحدث عن كمية الأعمال الدرامية التي تحدثت عن الأزمة نرى بأنها كثيرة جداً وأصبحت مواضيعها واحدة لكن طريقة معالجتها تختلف حسب كاتبها، حتى الأعمال الكوميدية باتت تتجه نحو هذه المواضيع وتقدمها ضمن قالب ساخر ناقد ومن أهم الأعمال التي ناقشت هذه القضايا ضمن قالب كوميدي «بقعة ضوء» و«ببساطة» و«ضبوا الشناتي».

هل ستبقى حاضرة درامياً؟

ومن هذا المنطلق يتراود لنا سؤال وحيد هل الدراما السورية سوف تبقى مستمرة بتقديم مسلسلات تحاكي نتائج الأزمة؟ أم يجب عليها أن تنوع في مواضيعها وتبتعد بعض الشيء عن هذه القصص، وتعود لتقدمة أعمال اجتماعية وكوميدية لطيفة تساعد المواطن على نسيان الواقع المر الذي يعيشه؟

رأي فني للفنان محمد قنوع

وللتعرف على رأي مهني تواصلت «الوطن» مع الممثل «محمد قنوع» الذي أكد لنا قائلاً: «بالتأكيد يجب على الدراما السورية أن تقدم أعمالاً متنوعة، وضروري جداً هذا التنوع، لكن لا يمكننا الهروب من نتائج الأزمة لأن المتابع عندما يرى بأننا نقدم له أعمالاً لا تشبه واقعه سوف يصف هذه الدراما وصناعها بالكاذبين».

لا يمكن تجاهل الواقع والمكان والزمان

كما أضاف الممثل «محمد قنوع» بحديثه قائلاً: «عندما يتم تصوير أي عمل داخل الأراضي السورية فيجب علينا التحدث بلسان الواقع، وعندما نتجاهل هذا الواقع ونتحدث عن واقع آخر فسوف نصبح بمكان مختلف وزمان مختلف، لأنه عندما نبتعد عن الأزمة ونقول للمتابع إن كل ما تتمناه من أساسيات الحياة سواء كانت مياهاً أم كهربا أم رواتب جيدة هي موجودة في حياته وهي في الحقيقة هي غير موجودة سوف تفقد الدراما مصداقيتها، لذلك نحن لا نستطيع الهروب من الحياة التي نعيشها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن