«آمنة» أردوغان المزعومة إلى مزيد من التأزيم … صراع مرتزقة النظام التركي مع «النصرة» يتجدد بريف عفرين
| حلب- خالد زنكلو
تجدد صراع مرتزقة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مع ما تسمى «هيئة تحرير الشام» في ريف عفرين شمال حلب، الأمر الذي أضعف موقفه وعزمه الساعي إلى إقامة ما يسمى «منطقة آمنة» داخل الأراضي السورية وبعمق ٣٠ كيلو متراً.
وفرضت التوترات الأمنية وحال الشد والجذب بين مرتزقة النظام التركي و«تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي واجهة له، نفسها لاعباً أساسياً في المناطق التي يحتلها النظام التركي بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، وساهمت في لي ذراع أردوغان لقضم أراض سورية جديدة وفرض «الآمنة» المزعومة في مثل هذا التوقيت، وأضيفت إلى رفض الدول الفاعلة في الملف السوري لطموحات أردوغان العدوانية التوسعية.
وقالت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي من مرتزقته الإرهابيين في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية: إن التوتر عاد وبشدة في اليومين الماضيين إلى أرياف منطقة الباب وإلى ريفي منطقة عفرين الجنوبي والغربي، بسبب نقض الهدنة التي فرضها نظام أردوغان بين الأطراف المتحاربة إثر توغل «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة في الريفين الأخيرين لنصرة ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» ضد ميليشيات «الجبهة الشامية» التابعة لـ«الجيش الوطني».
وبينت المصادر لـ«الوطن» أن تنظيم «النصرة» اتخذ من عدم إطلاق سراح إرهابيين يتبعون لـ«أحرار الشام» اعتقلتهم «الجبهة الشامية» بريف الباب، ذريعة لمعاودة الهجوم على مناطق سيطرة حليف الأخيرة «فيلق الشام» جنوب عفرين ومن دون أي مقاومة لمخطط «النصرة» الرامي إلى مد نفوذه من إدلب إلى مناطق سيطرة «الجيش الوطني» حيث توجد قواعد لجيش الاحتلال التركي في المنطقتين اللتين يسميهما «غصن الزيتون» بعفرين و«درع الفرات» في الباب وجرابلس شمال شرق حلب.
المصادر ذكرت أن «النصرة» استولى على الحواجز والنقاط العسكرية التابعة لـ«فيلق الشام» جنوب عفرين بهجوم خاطف أرغمته على الانسحاب منها من دون أن يلقى أي مساعدة عسكرية من باقي ميليشيات «الجيش الوطني»، على الرغم من نداءات الاستغاثة التي أطلقها والتحذيرات التي نبه إليها قبل الهجوم، وذلك بعد يومين من انسحاب فرع القاعدة السوري من هذه المناطق بموجب وساطة الاستخبارات التركية وجيش أردوغان لنزع فتيل الاشتباكات والمواجهات التي حصدت أرواح أكثر من ١٠ إرهابيين في صفوف المرتزقة المتناحرين في الباب وعفرين.
وأشارت إلى أن «النصرة» لا يزال حتى مساء أمس يتمركز في بلدات فافرتين وباصوفان وكباشين وبعية وبرج حيدر بريف عفرين الجنوبي بعد أن اقتحمها مساء أول من أمس، بحجة عدم التزام ما يدعى «الفيلق الثالث» الذي يضم «الجبهة الشامية» بجميع بنود وقف إطلاق النار الذي رعاه النظام التركي بريف الباب.
وتوقعت المصادر تأجيج الصراع خلال الأيام المقبلة بين الأطراف المتحاربة، وسيطرة «النصرة» على مزيد من المواقع والقرى والبلدات بريفي عفرين الجنوبي والغربي، حيث تنصبّ أطماعه، في ظل صمت النظام التركي وارتباكه في إدارة المناطق التي يحتلها، والتي يفترض أن تشكل جزءاً من «آمنته» التي عليه «إقناع» السوريين اللاجئين في بلاده بالعودة إليها للاستقرار فيها، فيما مرتزقته يتقاتلون داخلها على النفوذ والامتيازات المادية!.