سورية

موسكو حمّلت واشنطن مسؤولية «أزمة الغذاء والوقود» في سورية.. ودعوة مصرية – سعودية لوقف التدخلات في الشأن السوري … بكين: أميركا المضطهد الرئيس لكل العصور ووجودها في سورية غير شرعي

| وكالات

بينما اعتبرت الصين أن الولايات المتحدة هي «المضطهد الرئيس» لكل العصور مستشهدة باحتلالها أجزاء من سورية وبتدخلاتها العسكرية التي أودت بحياة مئات آلاف الأبرياء، أكدت روسيا أن أميركا تتحمل مسؤولية «أزمة الغذاء والوقود» في هذا البلد، في وقت جددت فيه إيران إدانتها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية باعتبارها انتهاكاً لسيادتها وللقانون الدولي، وجاء ذلك مع دعوة كل من مصر والسعودية لوقف التدخلات الإقليمية في الشأن السوري.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: الولايات المتحدة هي «المضطهد الرئيس» لكل العصور، مشيراً إلى تبعات التدخلات العسكرية لواشنطن.
وقال: إن «الحروب التي أثارتها واشنطن في الشرق الأوسط منذ عام 2001 أودت بحياة 900 ألف شخص، من بينهم 335 ألف مدني»، وذلك وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف المتحدث: «توجد الولايات المتحدة الأميركية بشكل غير شرعي في عدة محافظات في شمال شرق سورية بذريعة مساعدة الأكراد في القضاء على تهديد تنظيم داعش، وبذلك سيطر الجيش الأميركي على أكبر حقول النفط والغاز في سورية، ويصدّر النفط السوري إلى قواعده في العراق منذ أكثر من خمس سنوات».
كلام المتحدث باسم الخارجية الصينية جاء بعد ساعات من تأكيد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سورية، أن الولايات المتحدة «تتحمل المسؤولية عن أزمة الغذاء والوقود في سورية».
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن بوليانسكي قوله: «المعلومات عن أزمة الغذاء والوقود في سورية التي تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عنها تثير قلقاً متزايداً نظراً للعقوبات التي فرضتها واشنطن واحتلالها شمال شرق البلاد».
ووصف بوليانسكي موقف واشنطن حيال المدنيين في سورية بأنه غير إنساني، وقال: إن «تصريحات واشنطن وعدد من العواصم الأخرى حول أن العقوبات أحادية الجانب تأتي التزاماً بتعهداتها الدولية والادعاءات بشأن طابعها الدقيق والمدروس لا تبدو كاذبة وغير مقنعة فحسب بل وتظهر الموقف غير الإنساني تجاه المدنيين في سورية».
وحول الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي كان آخرها استهداف مطار دمشق الدولي في العاشر من الشهر الجاري، أكد بوليانسكي أنها «غير مقبولة وتتسبب بعواقب خطيرة تهدد حياة المواطنين في سورية كما تهدد بتصعيد الوضع في المنطقة بكاملها».
وفي سياق آخر، كشف بوليانسكي أن الأسلحة التي تقوم دول الغرب بتزويد نظام كييف بها لمقاتلة القوات الروسية في أوكرانيا تظهر بشكل متزايد في إدلب حيث يتم بيعها للإرهابيين هناك من قبل «المسؤولين الأوكرانيين الفاسدين».
وقال: إن «السوق السوداء المتصاعدة للأسلحة في أوروبا باتت تشكّل كنزاً ليس فقط لهؤلاء المسؤولين وإنما للمجموعات المتطرفة والإرهابية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها».
من جهته، جدد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، خلال جلسة مجلس الأمن ذاتها، إدانة بلاده الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية، وانتقد صمت مجلس الأمن الدولي عن انتهاكات كيان العدو المستمرة لسيادة سورية ووحدة أراضيها.
وقال: «إيران تدين بشدة الاحتلال طويل الأمد للجولان العربي السوري من قبل الكيان الإسرائيلي وكذلك الانتهاكات العديدة لسيادة سورية ووحدة أراضيها بما في ذلك الهجمات الأخيرة التي استهدفت المدنيين والأهداف والبنية التحتية المدنية خاصة الأعمال الإرهابية التي استهدفت مطار دمشق الدولي»، مؤكداً أن هذه الأعمال «الشريرة» تنتهك القانون الدولي والإنساني وسيادة سورية وتعرض استقرار المنطقة وأمنها للخطر.
وأكد تخت روانجي، حق سورية المشروع بالدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقال: «نحن نطلب من مجلس الأمن إدانة الأعمال العدوانية الإسرائيلية صراحة ومساءلة هذا الكيان المتمرد على اعتداءاته وممارساته العدوانية».
وأضاف: إن «11 سنة من العدوان والاحتلال والإرهاب تسببت بمشكلات كبيرة للشعب السوري وقد تفاقم هذا الوضع بفرض عقوبات أحادية الجانب عليه ما أعاق تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2585 وتوفير الخدمات الأساسية وعرقل جهود إعادة الإعمار في سورية، إضافة إلى عرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم».
ودعا تخت روانجي إلى عدم تسييس ملف المساعدات الإنسانية، وقال:يجب عدم السماح للظروف السياسية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين ومع ذلك يجب اتخاذ هذه الإجراءات مع الاحترام الكامل لسيادة سورية وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، مؤكداً أن بلاده تواصل دعمها للشعب السوري وحكومته في جهودهما للحفاظ على وحدة وسيادة أراضي البلاد.
وخلال الجلسة أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ، أن إمعان الاحتلال الإسرائيلي والنظام التركي والتنظيمات الإرهابية في ممارساتهم العدوانية والتدميرية تجاه سورية يعرقل الجهود التي تبذلها لتحقيق الاستقرار.
كما أكد صباغ أن للعدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي تداعيات سياسية وإنسانية وعسكرية واقتصادية خطيرة تطول جميع السوريين ودول المنطقة وأوقف تماماً نقل الإمدادات المنقذة للحياة والدعم والخدمات الأساسية لأكثر من مليوني سوري.
ودعا صباغ مجلس الأمن والأمم المتحدة لوقف الأعمال العدوانية الموجهة ضد سيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على أراضيها.
وفي القاهرة أصدرت مصر والنظام السعودي بياناً مشتركاً في ختام زيارة ولي عهد الأخير محمد بن سلمان إلى مصر التي التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد الجانبان في البيان حسب ما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني على «أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وبما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة سورية وسلامة أراضيها. كما أكدا على «ضرورة وقف التدخلات الإقليمية في الشأن السوري التي تهدد أمن واستقرار ووحدة سورية وتماسك نسيجها المجتمعي، وأعربا عن الدعم لجهود المبعوث الأممي الخاص بسورية» غير بيدرسون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن