سورية

التنظيم أراد أن يكون صديقاً لهم … «معهد واشنطن»: «النصرة» أقام اتصالات سرية مع الأميركيين

| وكالات

كشف تقرير أعده «معهد واشنطن» عن إقامة ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية اتصالات مع الولايات المتحدة بهدف بناء علاقات صداقة، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية داعمة للتنظيمات الإرهابية والمعارضات.
وذكر المعهد في تقريره، أن عدداً من الباحثين في الشؤون الاستخباراتية والحركات «الجهادية» وخلال منتدى عقده المعهد، لدراسة تطورات هذه الحركات على مستوى العالم، استعرضوا ما يجري مع تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين و«هيئة تحرير الشام» في سورية.
ولفت التقرير الذي نشر أمس إلى أن نهج تنظيم «النصرة» الإرهابي، شمل التواصل مع الولايات المتحدة، ونقل عن المبعوث الخاص السابق لواشنطن في كل من عملية التدخل في سورية و«التحالف الدولي» المزعوم لمكافحة تنظيم داعش، أن «هيئة تحرير الشام» استخدمت اتصالات سرية من أجل بعث رسالة إلى المسؤولين الأميركيين وهي: «نريد أن نكون أصدقاءكم.. نحن لسنا إرهابيين.. ولا نشكل تهديداً لكم».
وتحدث التقرير عما سماه تغيرات في «تحرير الشام» نحو التركيز على «المحلية» والتقارب مع الولايات المتحدة واعتبر أن «تحرير الشام» المتمركزة في إدلب توفر وفقاً للباحثين «عدسة جيدة للرؤية من خلالها على المستقبل المحتمل للمنظمات الجهادية».
وفيما يبدو أنه محاولة لتبرير تقارب واشنطن التي سبق أن وفرت منابر إعلامية لمتزعم التنظيم الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني» أشار التقرير إلى أن واشنطن تلقت اتصالات من «تحرير الشام» بعد أن بدأ الجولاني في عام 2018 «حملة عامة للتواصل مع المجتمعات المحلية» في إدلب.
واعتبر المعهد في تقرير أنه منذ ذلك الحين، تحولت «تحرير الشام» من منظمة «جهادية بحتة» إلى «هيكل حكم أولي يسيطر بنشاط على الأراضي ويحافظ عليها من أجل الاحتفاظ بالسلطة السياسية».
ويواصل تنظيم «النصرة» بالتعاون مع داعميه محاولات تسويق «اعتداله» والتغطية على إرهابه وجرائمه بحق الأهالي في أماكن انتشاره ولاسيما في مناطق إدلب وكان أحدث هذه المحاولات ظهور الجولاني بالزي المدني في الحادي عشر من الشهر الجاري في «تدشين مشروع بئر مياه» بإحدى مناطق إدلب ارتكب فيها مسلحو التنظيم مجزرة مروعة بحق الأهالي عام 2015.
وحاول الجولاني حسبما أظهر شريط فيديو مصور التلاعب بمشاعر الأهالي والتغطية على تطرف تنظيمه عبر استخدام كلمات ترتبط بـ«العدالة» و«المساواة» متحدثاً عن إعادة أي «مظلمة» لأي شخص، مع عدم تعرض أي شخص «للضيم أو الظلم».
كما تواصل «تحرير الشام» تشديد قبضتها على مقومات الحياة اليومية لمن يعيش في مناطق سيطرتها في إدلب، وذلك من خلال تحكم الشركات التجارية التابعة لها بالسلع الأكثر تداولاً، كالمحروقات والكهرباء والخبز، بالتزامن مع محاولتها لخلع الانطباعات دولياً عنها، والانتقال من «الجهادية العالمية» إلى «الجهادية المحلية» وذلك عقب ما نشرت مراسلة التلفزيون الأذربيجاني في الثلاثين من الشهر المضي صوراً من زيارتها لإدلب من دون الحجاب الذي تفرضه «الهيئة» على الصحفيات الأجنبيات.
وجاء في تقرير معهد واشنطن «أنه على هذا النحو، وسعت «هيئة تحرير الشام» حملات الدعوة التي أطلقتها في المنطقة، ما يعني التواصل على مستوى القاعدة الشعبية وتوفير الخدمات للسكان المحليين».
وحسب التقرير، يمكن للحكومة الأميركية التفكير في استخدام اتصالاتها السرية مع النظام التركي الداعم للجماعات «الجهادية» لإشراك «تحرير الشام» في القضايا «الأمنية والإنسانية».
وأوضح التقرير، أن تنظيم القاعدة لم يتبق فيه سوى عدد قليل من أعضاء القيادة القديمة، لكن تعاون كبار قادته، مع زعماء إقليميين للتنظيم يتمتعون بسلطة كبيرة يسمح بصمود التنظيم أمام التحديات المختلفة.
وبخصوص تنظيم داعش أشار أحدث تقييم سنوي للتهديدات أجراه مجتمع الاستخبارات الأميركية وفق التقرير، إلى أن المنظمات الجهادية تمثل تهديداً مستمراً في الشرق الأوسط وحول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن