ثقافة وفن

في معرضه الفردي الأول.. يتكئ على دمى تعبر عن حالاته … عبد قاشا لـ«الوطن»: الفن ليس له حدود ويحتاج إلى كثير من الصبر والتجربة

| سارة سلامة

يصوغ الفنان التشكيلي عبد قاشا تجربته في معرضه الفردي الأول متكأ على دمى تلفت الانتباه بألوان صارخة جريئة، يفتح عينيه على مساحته الخاصة يروي من خلال كل دمية ولوحة أفكار كثيرة تحمل الحب والحزن والقهر مرارا والأمل رغم كل الندبات.. فكرة الدمى راودته في سنوات الدراسة وهو طالب في كلية الفنون الجميلة ليشتغل عليها ويقدمها اليوم كفكرة تحمل شغف شاب سوري يحاول أن يحجز لنفسه مكانة مهمة..

هذه الدمى اتسعت في غاليري زوايا وأخبرتنا العديد من الأفكار والآمال والأحلام؛ والمعرض ضمّ ثمانياً وعشرين قطعة تنوعت بين لوحاتٍ ذات طابع تعبيري خالص بعضها ملون وأخرى بالأبيض والأسود وبعضٌ من منحوتات تميل إلى اللون التجريدي إضافة لبعض من تجارب الخط العربي.

ليس هناك حدود

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين الفنان التشكيلي عبد قاشا أنه: «لا يوجد فكرة مباشرة للمعرض، إلا أن شكل الدمية هو من أعطاني مجالاً للبحث في اللون وأن أجرب مجموعة ألوان لم أجربها من قبل، فدخلت في مجال بحث يعطيني جرأة أن أجرب كل ما أريده وأفكر بطريقة مختلفة ويفتح لي باب التفكير ليس ليوم بل يعطيني بحث العمر وممكن أن يفتح لي الأبواب على مواضيع أخرى، لذلك لا أقول اليوم من خلال المعرض إن هناك موضوعاً أو فكرة بشكل مباشر إنما هو نتاج بحث امتد لعامين ونصف، ومنذ أن كنت بالسنة الثالثة بدأت بفكرة ثم بموضوع بحث كامل إن كان في اللون أو التكتيك أو المواد أو العناصر».

وأفاد قاشا إن: «المعرض هو الأول لي ويعتبر مجموعة تجارب تفتح لي مجالاً للتفكير أكثر ضمن المدرسة التعبيرية فهي تحمل وجوهاً كثيرة وكل شخص قادر أن يعبر عن نفسه، وبالنسبة للألوان يوجد كثير منها صارخة ولكن تعطي شعوراً بالسواد لذلك هي ليست مقياساً وتحتاج كثيراً من الصبر وقوة القلب بالتجربة، وبالفن ليس هناك حدود ولا خوف».

وعن أسلوبه في المعرض وإذا كان سيتبعه دائماً كتيمة تحوي الدمى والألوان الجريئة بين قاشا: «إن المعرض يحمل جملة ناقصة لم تقل لن أقولها يكفي أني أعمل ولا أستطيع أن أضع حداً فالطريق مازال في بدايته لن أقف عند معرض أو معرضين؛ يمكن تجربتي هذه تأخذ سنوات عدة بحسب الوقت الذي يعطى لها؛ وبحسب العقل كم هو قادر أن يتحمل عجقة الألوان، ممكن هذه الحالة هي التي تسيطر وطاقتي تهدأ، وبرأيي أن الفنان يجب أن يفكر ولا يقيد نفسه بفكرة واحدة والتجارب مهمة جداً ويوجد وجهة نظر تقول إن التجربة مهمة ووجهة نظر ثانية تقول إن هناك فنانين مهمين عملوا في كل حياتهم لوحة واحدة، وأنا لا أميل أن أمسك تكنيكاً أو عنصراً وأبقى أعيد فيه؛ يوجد فكرة عامة وهي الدمى وطالما أني قادر أن أصيغها بمئة طريقة فلماذا أقيد نفسي بطريقة واحدة».

وعن ردة فعل الناس بالمعرض أوضح قاشا: «أحب الناس المعرض ممكن لأنه يحمل فكرة جديدة، خاصة أن الوتيرة التي مشي عليها الفن جعلت حركته تسير ببطء، مع العلم أن هناك أسماء مهمة جداً ولها عمر وتاريخ كبيران وتعتبر مدارس فعلياً ولكن لم يعطونا مفتاح قوة القلب».

وعن كيفية التعبير عن حالاته وانفعالاته من خلال تلك الألوان بين قاشا إن: «هناك طرقاً عديدة لنعبر عن حالتنا، وأسهل طريقة استخدام اللون الأسود إذا أردت أن أعبر عن الحرب والحالة النفسية التي أصابتنا، إن كان بالحرب أو بعد الحرب فاللون الأسود هو أسهل وأبسط طريقة، لكن هناك متعة أن تضع لوناً حاداً وصاخباً ويوصلك لشعور الحرب، وبالنسبة لي ممكن أن أعبر عن الحرب بألوان فرحة نضيع بداخلها، وعندما ننظر للوحة فيها دمى تعطي موضوعاً وحركة ممتعة قادرة أن توصل شعورنا، لذلك أنا ضد فكرة أن نقيد حركتنا وعقلنا ونحن نملك مجالاً للتفكير».

وفي النهاية قال قاشا: «أتمنى أن تكون الظروف أفضل ليستطيع الشباب الوصول إلى غاياتهم فهناك شباب مبدعون كثر ينتظرون فرصة».

ليس حقيقياً

وكشفت نور سلمان مديرة غاليري زوايا إن: «هذا المعرض الفردي الأول لعبد، كنا قد تحدثنا منذ عام عن فكرته إلى جانب أخيه أحمد، إلا أن الأخير سافر خارج القطر؛ ولفتتني حقيقة تجربة عبد في إنشاء سكتشات بالأبيض والأسود، أحببت الفكرة كثيراً ويجذبني هذا النوع من الفن المتفرد حتى لو كان يحمل القسوة».

وأضافت سلمان إن: «أسلوب عبد مختلف وطريقة التعبير بالوجوه التي يستخدمها مختلفة والألوان جريئة جداً حتى التماثيل الصغيرة أيضاً فكرته، وحقيقة أفرح من قلبي عندما أرى فنانين سوريين لديهم كل هذا الإبداع والجرأة والاختلاف، وتتجه الغاليري بأكثر من 70 بالمئة من أهدافها لدعم الشباب، ونستطيع القول إن المعرض هو نوع من المجازفة لأن الناس ليس بالضرورة أن تفهم هذا النوع من الفن، وبالنسبة لي هو فن حقيقي والفن ممكن أن تحبه أو لا والفن الذي يرضى عنه الجميع ليس حقيقيا».

وعن أبرز التعليقات التي وردتها عن المعرض بينت سلمان أن: «هناك من أحب المعرض كثيراً وتفاجأ بأن يكون لدينا فنانون سوريون موهوبون وقالوا إن قاشا من الأشخاص الذين سيكونون واعدين في المستقبل، وهناك من لم يحب المعرض أبداً؛ يبدو أنه لا مكان عندي للوسطيين فهناك من أحب كثيراً وهناك من لم يحب أو لم يفهم الفكرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن