منتخب سورية بكرة القدم لن يشارك بدورة المتوسط 2022 … مشاركات قديمة ولقب يتيم واعتذارات بالجملة!
| محمود قرقورا
افتتحت في وقت متأخر أمس فعاليات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمدينة وهران الجزائرية، ومن المعروف أن مسابقة كرة القدم لا يشارك فيها منتخبات الصف الأول منذ زمن، والجزائر المستضيفة للنسخة الحالية تشارك مع المغرب بمنتخبين واعدين تحت 18 عاماً، وبناء عليه كان ممكناً إرسال الأولمبي أو منتخب الشباب، ويبقى لاتحاد الكرة وجهه نظره وربما لم يكن الاتحاد الحالي صاحب القرار لأنه منتخب حديثاً.
حكاية سورية مع دورات المتوسط بكرة القدم لم تكن مدعاة فخر إلا في بطولة واحدة تعد استثناءً من جوانب عدة، ففي المقام الأول كنا المستضيفين حيث جرت مباريات كرة القدم في حلب واللاذقية عام 1987.
وفي المقام الثاني كنا نمتلك نوعية جيدة من اللاعبين القادرين على الإبحار في البطولة والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، والأخير كان متعطشاً كل التعطش لنصر يروي ظمأه وينسيه خيبة عدم التأهل لمونديال المكسيك، سواء ما يخص اللاعبين المتبقين من عناصر التصفيات المونديالية المكسيكية أم الواعدين الجدد وعلى رأسهم حسين ديب وعمار حبيب وفيصل أحمد وأحمد الشعار.
وفي المقام الثالث غابت منتخبات الصف الأول عربياً وأوروبياً والمقصود مصر وتونس، وإيطاليا وإسبانيا.
وفي المقام الرابع شاركت منتخبات الجزائر والمغرب وتركيا واليونان وفرنسا بالصف الثاني والثالث، ومع كل ذلك احتجنا لركلات الأعصاب الترجيحية كي نتجاوز اليونان بنصف النهائي بعد مباراة أبكت الكثيرين فرحاً، كما احتجنا لركلة جزاء فيها كي نحقق اللقب، وهاكم مشاركات منتخبنا باختصار..
الإسكندرية1951
كان منتخبنا في بداية الطريق وهدفه التعرف الآخرين كلما سنحت الفرصة، فبعد المشاركة في التصفيات المونديالية التي انتهت بقبول سبعة أهداف تركية والاعتذار عن لقاء الرد، ثم خوض مباراة ودية مع اليونان انتهت بثمانية أهداف نظيفة بمرمانا، وكل ذلك عام تسعة وأربعين وتسعمئة وألف، ارتأى القائمون على كرتنا المشاركة في النسخة الأولى لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت عام 1951 على الأراضي المصرية أملاً في زيادة الاحتكاك، وخسرنا يوم 11/10/1951: أمام مصر 8/صفر، وبعد ثلاثة أيام أمام اليونان التي حققت اللقب 4/صفر، ومثّلنا في تلك البطولة كل من:
مروان دردري وداوود العمر للمرمى.
أبرهام كيشيشيان وجورج مارديني وموفق حافظ وكيفورك قصاب وميشيل الطويل وكيفورك كوريان وعبد القادر طيفور وعزة قرشاي للدفاع، وآغوب أفريان وساطع أتاسي ومحي الدين قدور ومحمد وهبة وليون عربيان للوسط، ومانويل مصري وعبد اللـه الطويل وأفاديس كولكيان وجبرا الزرقا ونور الدين حجار ومنير باكير للهجوم والمدرب النمساوي فانسان ديتريش.
برشلونة 1955
جاءت المشاركة الثانية على الأراضي الإسبانية عام 1955 بمدينة برشلونة لتكون أفضل من سابقتها نفسياً ومعنوياً وإن كانت الخسارة دون تسجيل هي العنوان السائد، ولم ترد تفصيلات كثيرة حول المباريات وقيل إن الحارس دردري أفضل لاعبينا وخصوصاً أمام المضيف حيث بقيت النتيجة سلبية 75 دقيقة بفضله، والنتائج: يوم 15/7/1955: فرنسا × سورية 4/صفر، ويوم 20/منه إسبانيا × سورية 3/صفر، ويوم 25 مصر التي أحرزت اللقب × سورية 3/صفر، ولاعبونا في إسبانيا:
مروان دردري، داوود العمر للمرمى، حافظ أبو لبادة، مهنا جبور، كيفورك قصاب، خالد نحلوس وعمر صالح آغا للدفاع، مظفر عقاد، محمد غزال، عبد القادر طيفور للوسط، أفاديس كولكيان، جبرا الزرقا، مانويل المصري، موسى شماس، مصطفى حلاق للهجوم، والمدرب اليوغسلافي سلوبودان باباموفيتش.
نابولي 1963
جاءت بطولة المتوسط 1963 بعد حلولنا ثانياً في مسابقة كأس العرب بخمسة أشهر، وحملت في ثناياها الهدف السوري الأول على صعيد الدورة الإقليمية وصاحب الشرف هو أحمد عليان.
المباراة الأولى في النهائيات انتهت بخسارة صعبة أمام المنتخب المغربي الشقيق يوم 23 أيلول وكنا نداً قوياً، ولولا إكمال المباراة بعشرة لاعبين بعد إصابة محمد عزام في الدقيقة السابعة والخمسين (التبديل لم يكن مسموحاً به) لربما خرجنا بنتيجة أفضل، وجاءت المباراة الثانية التي لعبناها بغياب أفاديس وحنين بمواجهة أصحاب الأرض بعد 48 ساعة مختلفة عن سابقتها، إذ دفعنا خلالها ضرائب الأرض والجمهور وأحوال الطقس، حيث ترافقت المباراة مع أمطار غزيرة، دون نسيان فارق الخبرة والإمكانات فخسرنا أمام البطل لاحقاً صفر/6، ويوم 27 أيلول خسرنا أمام تونس بهدف لثلاثة، والبعثة السورية ضمت:
مروان دردري ومحمود رزق للمرمى، محمد بنقسلي وعزمي حداد وزكريا حزام وطارق علوش وزهير بالوش وفيليب الشايب للدفاع، محمد عزام وآغوب ماركاريان ووائل عقاد وأحمد عليان للوسط، يحيى حجار وكريكور كيلاجيان وراكان الرئيس وحنين بتراكي وموسى شماس وأفاديس ويوسف محمود للهجوم، والمدرب المجري فاداش.
أزمير 1971
على العموم استمرت لعنة الخسارة في دورات المتوسط مع فارق حجم النتائج فتلقينا أربعة أهداف وسجلنا هدفاً بمرمى أصحاب الضيافة، ومسجل الهدف أحد أعلام الكرة السورية والعربية في السبعينيات عبد الغني طاطيش هدفاً من تسديدة بعيدة نالت الإعجاب، والنتائج:
الخسارة أمام تركيا يوم 7 تشرين الأول 1/2 ثم الخسارة يوم 9 منه أمام فرنسا بهدف ويوم 12 أمام تونس بالنتيجة ذاتها، والبعثة ضمت فارس سلطجي وزهير تللو للمرمى، حنا نصري وطارق علوش ومحمود طوغلي ورياض أصفهاني وأحمد جبان وفاروق سرية للدفاع، عبد الحفيظ عرب ومحمد خير ضاهر وعبد الغني طاطيش وإبراهيم ياسين للوسط، عبد السلام السمان ونبيل نانو وجوزيف شهرستان وغسان كزبري وسمير سعيد وإسماعيل تميم ورضوان سرور للهجوم، والمدرب الوطني مهنا جبور.
واللقب أحرزته يوغسلافيا، وغبنا عن نسخة 1975 التي حققتها الجزائر وعام 1979 لم نشارك وحققت يوغسلافيا اللقب.
الدار البيضاء 1983
خرجنا مجدداً من دور المجموعات بعد خسارتنا أمام مصر يوم 11 أيلول بهدف وتعادلنا مع فرنسا بعد يومين 1/1، وكان ممكناً الخروج بالتعادل مع أبناء الكنانة لولا طرد حسام حوراني المستحق في الدقيقة الستين بعد خمس دقائق فقط من زيادتنا العددية، ولاعبونا في الدار البيضاء:
عبد الناصر عباسي ومالك شكوحي وعصام محروس وجورج خوري ومحمد دهمان وأحمد درويش وراغد خليل ورضوان الشيخ حسن ومحمد جقلان وحسام حوراني وعصام زينو وجمال كشك ووليد أبو السل ومروان مدراتي وغسان العلي وجودت سليمان، وغاب كيفورك مردكيان، والمدرب الألماني الشرقي كارل تراوتمان.
واللقب ذهب لمنتخب المغرب.
اللاذقية 1987
لم يكن المركز الثاني لمنتخبنا بين ثمانية منتخبات كالمركز الأخير مثلما كان عليه الوضع في دورة المتوسط 1987 علماً أننا دخلنا البطولة وفي جعبتنا اثنتا عشرة خسارة وتعادل واحد وثلاثة أهداف فقط خلال المباريات الثلاث عشرة التي لعبناها في دورات المتوسط قبل 1987.
على العموم كان لاعبونا على قدر المسؤولية فبدؤوا المشوار بالفوز على منتخب تركيا الأولمبي يوم 16 أيلول بركلة جزاء واضحة وضوح الشمس ترجمها وليد أبو السل رغم إكمالنا المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد سامر درويش.
وفي المباراة الثانية يوم 18 منه حافظ منتخبنا على نظافة شباكه على حين سجل المهاجمون ثلاثية بمرمى سان مارينو بتوقيع حسين ديب ووليد أبو السل وفيصل أحمد، وتأكدت صدارة المجموعة بالفوز الأكبر المتوقع في البطولة على الجار اللبناني الذي لم تكن ظروفه مثالية يوم 20 أيلول 6/1 وسجل أهدافنا فيصل أحمد ووليد أبو السل وحسين ديب هدفين وسعد سعد وأحمد الشعار.
في نصف النهائي بمواجهة اليونان يوم 22 منه، حيث الأعصاب مشدودة والقلوب خافقة لم نكن نتوقع الوصول لركلات الترجيح وخصوصاً عندما كسر حسين ديب الجمود بهدف رائع من مجهود فردي، ولكن منطق الكرة الغريب أجبرنا على ذلك وحقيقة لم تنصفنا الكرة في تلك المباراة إلا بركلات الترجيح التي كان بطلها الحارس الراحل أحمد عيد، وفي النهائي يوم 24 أيلول الذي جرى بمدينة اللاذقية عروس المتوسط ما كنا لنتفوق بفارق هدف فقط، وما كانت المباراة لتظل معلقة حتى الدقائق الأخيرة لولا الخطأ النادر الذي ارتكبه جورج خوري، وحقيقة ظُلم جورج خوري لأن السوريين تناسوا دوره المحوري في تشكيلة المنتخب معظم ثمانينيات القرن المنصرم والمهم أن المباراة انتهت 2/1 لمنتخبنا بتوقيع نزار محروس ووليد أبو السل من ركلة جزاء، وفرسان المتوسط هم:
أحمد عيد ومالك شكوحي للمرمى، سامر درويش وراغد خليل وجوزيف ليوس وعمار حبيب ويوسف هولا وأحمد الشعار ومحمد عمر للدفاع، جورج خوري ونزار محروس وسعد سعد ومحمد جقلان للوسط، حسين ديب وفيصل أحمد ووليد الناصر ووليد أبو السل للهجوم، والمدرب السوفييتي أناتولي أزارنيكوف.
اعتذارات متلاحقة
لم يدافع منتخبنا عن لقبه في النسخة الحادية عشرة في اليونان التي حققت اللقب 1991 ثم اعتذر مسبقاً عن المشاركة بالدورة الثانية عشرة بفرنسا 1993 وذهب اللقب لتركيا، وتكرر الغياب عن النسخة الثالثة عشرة في إيطاليا التي أحرزت اللقب 1997 والحال كذلك في النسخة الرابعة عشرة في تونس التي حققت اللقب 2001 ولكن الاعتذار عن النسخة الخامسة عشرة 2005 في إسبانيا كان مفاجئاً لأن المنتخب استعد للمشاركة باسم المنتخب الأولمبي، وذهب اللقب للمستضيف.
بيسكارا 2009
قرر اتحاد الكرة المشاركة بدورة المتوسط بمدينة بيسكارا الإيطالية بالمنتخب الأولمبي، بقيادة المدرب مروان خوري وهناك في إيطاليا سطّر لاعبونا نتيجة للتاريخ بتعادلهم مع المضيفين يوم 25 حزيران بهدف لمثله سجله ياسر شاهين من ركلة جزاء، غير أن بهجة التعادل ذهبت بعد الخسارة برباعية أمام الإغريق بعد يومين وهي المباراة الرابعة مع اليونان (الثالثة بدورات المتوسط) انتهت ثلاث منها بالخسارة مقابل فوز بالترجيح بعد التعادل 1/1، والمشاركون حينها:
أحمد مدنية وعكيد خليل وأحمد كلاسي وعبد الناصر حسن ومحمد زبيدي وياسر شوشرة وتامر حاج محمد وعبد القادر مجرمش وياسر شاهين وعلاء الشبلي وزاهر ميداني وزياد عجوز ومحمد عبادي وطه دياب ومحمد جعفر وهاني الطيار وعدي جفال وعمر السومة.
واحتفظت إسبانيا باللقب.
الغياب مجدداً
غاب منتخبنا عن بطولة 2013 التي جرت في تركيا بمشاركة تركيا والمغرب وألبانيا والبوسنة وتونس وليبيا ومقدونيا وإيطاليا، وأحرز المنتخب المغربي الشقيق اللقب بركلات الترجيح على حساب تركيا.
وغاب عن نسخة 2018 التي استضافتها إسبانيا بمشاركة إسبانيا والجزائر والبوسنة وإيطاليا والمغرب وليبيا واليونان وفرنسا وتركيا وأحرزت إسبانيا اللقب بفوزها في النهائي على إيطاليا بثلاثة أهداف لاثنين.
بالأرقام
– لعب منتخب سورية عشرين مباراة في دورات المتوسط ففاز بأربع جميعها بدورة 1987 مقابل ثلاثة تعادلات وثلاث عشرة هزيمة.
– أعلى فوز على لبنان بستة أهداف لهدف عام 1987 والخسارة الأثقل أمام مصر عام 1951 بثمانية أهداف من دون مقابل.
– ضلّ لاعبونا طريق شباك الخصوم في إحدى عشرة مباراة، أي أكثر من نصف المباريات الملعوبة!
– سجل لاعبو سورية سبعة عشر هدفاً مقابل 46 هدفاً بمرماهم.
هدافونا في دورات المتوسط
– حسين ديب ووليد أبو السل أربعة أهداف.
– فيصل أحمد هدفان.
– أحمد عليان وعبد الغني طاطيش وجورج خوري وسعد سعد وأحمد الشعار ونزار محروس وياسر شاهين هدف واحد.