أزمة مياه الشرب تتفاقم في السويداء … مؤسسة المياه: الإشكالية في تقنين الكهرباء ونقص مادة المازوت
| السويداء - عبير صيموعة
لا تزال قضية تأمين مياه الشرب الهاجس الأكبر لدى أهالي محافظة السويداء من مدن وقرى وبلدات حيث يصل لـ«الوطن» يومياً شكاوى عن نقص مياه الشرب على ساحة المحافظة لتتصدر أحياء مدينة السويداء الشكاوى الأكثر نتيجة عدم إيصال المياه عبر الشبكات إلا كل 20 يوماُ تقريباً ولتبقى قضية الحصول على مياه الشرب عبر الصهاريج الإشكالية الأكثر تعقيداً بعد تقديم الأعذار من وحدة مياه الشرب في المدينة بنقص مادة المازوت لزوم عمل تلك الصهاريج.
وأكثر الشكاوى تناولت قضية شراء صهاريج المياه التي باتت تشكل عبئاً مادياً إضافياً على جميع الأهالي سواء في المدينة أو الريف، حيث أكد أهالي عتيل والصورة ورساس ومدينة شهبا وغيرها من البلدات التي تواصل أهاليها مع «الوطن» أن أسعار نقلات المياه باتت لا تحتمل واضطرار الكثيرين منهم لشراء 3 نقلات إلى 4 نقلات في الشهر تجاوزت قيمتها الـ100 ألف شهرياً، متسائلين وفي ظل الدخل المحدود وغلاء المعيشة كيف لهم أن يتحملوا تلك الأعباء المالية الإضافية ولماذا لا تقوم مؤسسة المياه بتأمين مياه الشرب عبر الشبكات كل 15 يوماً على أقل تقدير وخاصة أن ساعات الضخ لكل حي أو بلدة لا تتجاوز الساعتين فضلاً عن شح غزارتها عند الضخ؟
مصدر مسؤول في مؤسسة مياه السويداء أكد لـ«الوطن» أن 285 بئراً عاملة حالياً على ساحة المحافظة بالشكل النظري تعتبر آباراً كافية لتأمين مياه الشرب لسكان المحافظة الذين تجاوز عددهم فعلياً 640 ألف نسمة والذين يحتاجون إلى 950 ألف متر مكعب من المياه في حال تشغيل الآبار يومياً بمعدل 20 ساعة إلا أن حقيقة الوضع غير ذلك تماماً لعجز المؤسسة عن تشغيل الآبار بشكل مستمر لعدة أسباب أهمها ضعف مصادر الطاقة والمتمثل بوجود خط تغذية وحيد بالتيار الكهربائي للمحافظة 230 ك. ف مع ما يتعرض له من أعمال صيانة عدا ساعات التقنين الطويلة وعدم انتظام التيار وتذبذبه وانخفاض الجهد الذي خلق إشكالية بعملية الصيانة للآبار العميقة وذلك بسبب انخفاض الفولط بين لوحة التشغيل ومحرك المضخة الغاطسة والذي يصل إلى 35 فولطاً للآبار بعمق 600م (كما دلت على ذلك التجارب المشتركة بين المؤسسة وشركة كهرباء السويداء) بسبب طول الكابلات وعدم إمكانية زيادة مقاطعها ما يجعل عمل المحرك على الحالة الحدية ويبدو ذلك واضحاً من سجلات الصيانة إذ إن تكرار تعطل المضخات الغاطسة للآبار بأعماق فوق 600م أكبر من تكرار تعطل الآبار الأقل عمقاً إضافة إلى عدم وجود مجموعات توليد كافية للتعويض عن التيار الكهربائي ونقص المحروقات.
وأكد المصدر محاولة مؤسسة المياه تأمين مياه الشرب للأهالي بأقصى الإمكانات المتاحة، مشيراً إلى محاولة تجاوز الوضع الحالي قدر الإمكان خلال فصل التحاريق ولكن من دون وعود بتحسن واقع المياه إلا في حالة واحدة فقط هي زيادة ساعات وصل التيار الكهربائي ورفع الجهد الواصل إلى المحافظة (استثنائياً) لاعتمادها الأساسي في مياه الشرب على الآبار ليتسنى تشغيلها من دون تعرض الغاطسات للحرق وخاصة إن علمنا أن المؤسسة وخلال شهر واحد قامت بإصلاح أكثر من 35 غاطساً تعرضت للحرق نتيجة قلة الجهد وتذبذب التيار الكهربائي إضافة إلى ضرورة زيادة مخصصات المؤسسة من مادة المازوت لتشغيل مجموعات التوليد على الآبار لساعات طويلة فضلاً عن تأمين المحروقات للصهاريج المتعاقدة مع المؤسسة لنقل المياه إلى الأهالي.