سورية

«أونروا» تواجه عجزاً قياسياً يفوق مئة مليون دولار

| الوطن

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني أن «إيجاد حل للمشكلة المالية المزمنة للوكالة يتطلب إرادة سياسية لمطابقة دعم التفويض بموارد كافية»، موضحاً أن المشكلة تكمن في التناقض بين ما يتوقع أن تقدمه الوكالة والموارد المتوافرة.

وأضاف لازاريني في مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك وفق موقع أخبار الأمم المتحدة: إن «هذا لن يؤدي إلا إلى مزيد من اليأس والشعور بالتخلي عن واحد من أكثر المجتمعات عوزاً في المنطقة، في وقت ينعدم فيه الأفق السياسي وفي أزمة اقتصادية غير مسبوقة ونزاعات متعددة».

وحول الفجوة المالية التي تعاني منها الوكالة، قال المفوض العام، «بشكل أساسي، بين التمويل الذي تم تلقيه بالفعل في عام 2022 والتمويل المتوقع بما في ذلك ما تم التعهد به خلال مؤتمر التعهدات الخميس، لا يزال لدينا عجز كبير يزيد على 100 مليون دولار».

وفي آب 2018 اتخذ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قرارا بوقف التمويل المخصص من بلاده لوكالة «أونروا»، بعدما كانت على مدى عقود المساهم الأول في موازنة الوكالة.

وخفضت أميركا في بداية 2018 بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنها لم تقدّم في العام المذكور سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في عام 2017.

وحذر لازاريني من أنه «إذا أخفقنا في سد فجوة التمويل في الشهرين المقبلين، فإن توفير التعليم لأكثر من نصف مليون فتاة وصبي أو الحصول على الرعاية الصحية الأولية لما يقرب من مليوني شخص، وكل المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة التي تستهدف اللاجئين الأشد فقراً ستتعرض لخطر شديد جسيم».

ووفق تقرير صدر الخميس الماضي عن «أونروا» ونشرته قناة «المملكة» الأردنية تحتاج الوكالة إلى 5 ملايين دولار أميركي في الأردن لتقديم المساعدة النقدية الطارئة ربع السنوية للاجئين الفلسطينيين من سورية.

ويوجد في الأردن 19 ألف لاجئ فلسطيني قادم من سورية، وفق تقديرات «أونروا» التي تحدثت عن حاجة 100 بالمئة منهم إلى مساعدات نقدية طارئة، وسط معاناتها من «نقص تمويل مزمن»، جعلها «تواجه الوضع المالي الأكثر تهديدا في تاريخها الحديث».

وتلقت «أونروا» وفق التقرير حتى الشهر الجاري 313 مليون دولار فقط من إجمالي 817 مليون دولار مخصصة لميزانية البرامج، حيث أعلن المفوض العام للوكالة، أن «قدرة الوكالة وأدواتها الداخلية لإدارة النقص المزمن في التمويل استنفدت».

وبينت الوكالة بداية العام الحالي حاجتها لـ365 مليون دولار من أجل استجابتها الإنسانية في سورية ولبنان والأردن.

وتحدثت «أونروا» عن الحاجة إلى تلك الأموال لمعالجة عواقب الأزمة في سورية و«التدهور الاجتماعي والاقتصادي في لبنان وسورية وتأثيرات جائحة كورونا، والصراع في أوكرانيا».

وتستخدم الأموال المشار إليها في توفير المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة للاجئين الأكثر ضعفًا والوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والصحة، لأولئك الذين أجبروا على الفرار نتيجة الحرب الإرهابية التي شنت على سورية.

وتقدم «أونروا» مساعدة طارئة لـ420 ألف لاجئ فلسطيني في سورية وأكثر من 162 ألف لاجئ في لبنان بما في ذلك 29 ألف لاجئ فلسطيني من سورية، ونحو 19 ألف لاجئ فلسطيني في الأردن.

وتحتاج الوكالة وفق التقرير أيضاً إلى 13 مليون دولار لضمان توفير المساعدة النقدية الطارئة للاجئين الفلسطينيين من سورية وغيرهم من اللاجئين الفلسطينيين المعرضين للخطر في لبنان.

ولم يُسفر مؤتمر التعهدات للوكالة عن سد العجز المالي للوكالة التي تلقت خلال المؤتمر تعهدات قيمتها 165 مليون دولار أميركي.

وقالت الناطقة الرسمية للوكالة الأممية تمارا الرفاعي في تصريح نقلته قناة «المملكة»: إن «مجموع التعهدات التي قُدمت في مؤتمر استضافته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس، 165 مليون دولار، إضافة إلى ما تلقته الوكالة خلال 2022، ودفعات ما زالت تتوقعها خلال الصيف تضع الوكالة أمام عجز يفوق 100 مليون دولار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن