سورية

«النصرة» يحضر للقضاء على «أنصار الإسلام» في إدلب للحصول على قبول غربي وارتداء ثوب «الاعتدال»

| وكالات

تحضر «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، منذ عام 2021 حملة أمنية واسعة ضد ميليشيات «أنصار الإسلام» في إدلب من المفترض أن تشمل أولاً اعتقال قيادات الثانية ثم تفكيك مجموعاتها وسلب سلاحها ونقاط سيطرتها، باعتبارها تشكل عقبة أمام مساعي «الهيئة» للظهور بمظهر «معارضة معتدلة» والانفتاح على الغرب.

وذكر موقع الكتروني معارض في تقرير، أن «تحرير الشام» اعتقلت أواخر أيار الماضي أبو الدرداء الكردي، وهو أحد المتزعمين المقربين من أبو عبد الرحمن الكردي المتزعم العسكري لـ«أنصار الإسلام» في إدلب.

وأشار التقرير إلى أن عملية الاعتقال نفذت بطريقة وصفها المناهضون لـ«الهيئة» بالوحشية، إذ طاردت مركبات ما يسمى الجهاز الأمني لـ«الهيئة» أبو الدرداء أثناء قيادته للدراجة النارية ومعه طفله ذو الأربعة أعوام في محيط حارم غرب إدلب، وعندما رفض التوقف صدم «الأمنيون» بمركباتهم دراجته فأوقعوه أرضاً، ثم اعتقلوه وحولوا طفله الصغير المصاب إلى مخفر شرطة قريب من مكان الاعتقال ليتم فيما بعد تحويله إلى المشفى لتلقي العلاج.

وأوضح التقرير أنه في منتصف حزيران 2021 اعتقلت «الهيئة» المدعو طه الإدلبي الذي يشغل منصب نائب «أمير أنصار الإسلام».

وذكر المدعو أبو حمزة الكردي المنشق عن «الهيئة» على «تيلغرام»، أن «الهيئة» تعمل منذ مدة طويلة على اعتقال من سماهم «المجاهدين» ضمن «أنصار الإسلام» والتضييق عليهم، واليوم اقترب موعد التجهيز لحملة عسكرية لفرط هذه الميليشيا نهائياً أو جعلها ضمن التبعية المباشرة لـ«الهيئة».

وأوضح التقرير أنه مطلع عام 2022 أطلقت «الهيئة» سراح عدد من متزعمي «أنصار الإسلام» الذين اعتقلتهم منتصف عام 2021، وأبرز المفرج عنهم عمار الكردي وأبو علي القلموني وعبد المتين الكردي وآخرين، واحتفظت بالمتزعم العسكري للميليشيات أبو عبد الرحمن الكردي.

وأشار إلى أنه ورغم الاعتقالات التي تعرض لها متزعمو الميليشيات خلال عام 2021، وما تبعها من سياسات تضيق كطرد مسلحيها من المنازل التي كانوا يسكنونها، ظلت «أنصار الإسلام» صامتة، في الوقت الذي أبقت فيه على قنوات اتصال مع «الهيئة» لكي تفرج عن متزعميها، ويبدو أن هذا ما أزعج الأخيرة بالفعل بعدما بدت عاجزة عن تطويع الميليشيات وإجبار مجموعاتها على الانشقاق وفشلها في إقناع قيادة الميليشيات بضرورة مبايعة متزعم «الهيئة» المدعو أبو محمد الجولاني، في حين أخفق الأخير أيضاً في خلق مبررات لاستئصال الميليشيات كما فعل مع سابقيها، من تنظيمات «جنود الشام» و«جند الله» وغيرهم.

ونقل التقرير عن مسلحين: أن «الهيئة» تحضر حملة أمنية واسعة ضد «أنصار الإسلام» في إدلب والتي من المفترض أن تشمل أولاً اعتقال قيادات الميليشيات، ثم تفكيك مجموعاتها وسلب سلاحها ونقاط سيطرتها.

وأرجع المسلحون، إطلاق الحملة المستجدة إلى الرسائل الغربية التي التقطتها «الهيئة» والتي تلمح إلى ضرورة إنهاء «أنصار الإسلام» باعتبارها تشكل عقبة أمام التحولات التي تجريها «الهيئة» في إدلب ومساعي الانفتاح على الخارج.

ويعتبر أبو الدرداء الكردي من أبرز المسلحين المطلوبين لما يسمى «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي، في حين يتهم المسلحون المناهضون لـ«الهيئة» عدداً من الشخصيات المقربة من الجولاني بالتحريض على «أنصار الإسلام» والمطالبة بالقضاء عليها، باعتبارها تشكل خطورة لا تقل عن خطورة تنظيم داعش الإرهابي.

ونقل التقرير عن مصادر متطابقة: أنه يمكن تلخيص السياسة العامة لميليشيات «أنصار الإسلام» بأنه يعرف عن مقاتليها رفضهم مبايعة الجولاني.

وتأُسست ميليشيات «أنصار الإسلام» في عام 2014 في ريفي دمشق والقنيطرة، وهي الفرع السوري للتنظيم الأم الذي أسس شمال العراق قبل الحرب الإرهابية على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن