صعّد النظام التركي من سياسة التغيير الديموغرافي والتتريك التي ينتهجها في الأراضي التي يحتلها شمال سورية عبر إقامة وحدات سكنية، بالتعاون مع جمعيات تحمل إيديولوجيا إخوانية لإسكان مرتزقته وعائلاتهم وبالتالي إحداث تغيير في التركيبة السكانية لهذه المناطق.
وسلمت سلطات النظام التركي أمس 901 منزل لـما سمتهم «نازحين ومهجرين»، ضمن «قرية» أنشأها في وقت سابق في منطقة كفر لوسين الحدودية مع لواء إسكندرون السليب في ريف إدلب الشمالي، وذلك من أصل 5 آلاف منزل يتم تجهيزه في المنطقة الحدودية مع اللواء وأطراف مدينة إعزاز المحتلة بريف حلب الشمالي، سيتم تسليمها خلال الفترات القادمة، وذلك وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس.
وذكرت المصادر، أن المخطط له أن يواصل «الهلال الأحمر» التابع لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان مشروع إقامة 3 آلاف و200 منزل في المرحلتين الثالثة والرابعة بإدلب، ونحو 270 مثلها في المرحلة الخامسة بمنطقة إعزاز.
وعلى الرغم من انتفاض اللاجئين السوريين في «معتقلات العودة الطوعية» في الأراضي التركية ضد قراره، جدد وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو في الثامن عشر من الشهر الجاري العزم على إقامة وحدات سكنية في 13 منطقة ضمن مدن يحتلها في شمال سورية، بذريعة إقامة ما تسمى «منطقة آمنة» بعمق 30 كم داخل الأراضي السورية.
وحينها وخلال ما سماها زيارة تفقدية لـ«مشروع» إقامة «وحدات سكنية» في مدينة تل أبيض المحتلة بريف الرقة الشمالي الذي تشرف عليه إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد»، جدد صويلو ما صرح به أردوغان سابقاً، بأن نظامه بصدد تنفيذ «مشاريع» إقامة وحدات سكنية في 13 منطقة تشمل نحو 240 ألف منزل، في مدن جرابلس والباب بريف حلب وتل أبيض بريف الرقة ورأس العين في ريف الحسكة.
وزعم أن نظامه أطلق مشروعاً كهذا بهدف إتاحة الفرصة للاجئين السوريين في تركيا «للعودة الطوعية والآمنة والكريمة إلى بلدهم»! مشيراً إلى أن بعض ما سماها «المنظمات الإنسانية» بدأت مشروعاً لبناء ألف وحدة سكنية في مدينة جرابلس.
وفي الثالث من الشهر الماضي، قال أردوغان «نحضر لمشروع جديد يتيح العودة الطوعية لمليون شخص من أشقائنا السوريين الذين نستضيفهم في بلادنا»، مشيراً إلى أن المشروع سيتم تنفيذه بدعم من منظمات مدنية تركية ودولية، وذكر أن المشروع سينفذ في 13 منطقة على رأسها إعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين، بالتعاون مع المجالس المحلية في تلك المناطق.
وتشهد المناطق التي تحتلها القوات التركية وتسيطر عليها مرتزقتها إقامة مئات الوحدات السكنية من جمعيات تابعة للنظام التركي وأخرى قطرية وكويتية إخوانية اتخذت من دعم العمل الخيري غطاء لأهدافها المشبوهة المتمثلة بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية.
ويواصل النظام التركي كذلك عملية التغيير الديموغرافي في ريف مدينة عفرين المحتلة شمال غرب حلب، من خلال استمراره بإقامة وحدات سكنية جديدة، لتوطين مرتزقته من الإرهابيين ولاسيما العائدون من القتال في ليبيا.
وفي السادس من الشهر الجاري، ذكرت مصادر محلية من المنطقة، أن ما تسمى جمعية «شام الخير الإنسانية» بدعم مما تسمى «جمعية الرحمة العالمية» الكويتية ذات الإيديولوجية الإخوانية، تعمل على إنشاء وحدة سكنية جديدة في الأراضي الزراعية بالقرب من ناحية شيخ الحديد بريف عفرين.
وأشارت المصادر إلى أن الوحدة السكنية التي يجري العمل على بنائها، تضم نحو 200 شقة سكنية على مساحة تتجاوز 30 ألف متر مربع، داخلها «مسجد ومدرسة ومعهد لتحفيظ القرآن الكريم».