أصدر مجموعته الجديدة بعد 35 عاماً … هشام كفارنة: خلاصة تجارب ونتاج عشرات السنين
| وائل العدس - تصوير مصطفى سالم
عام 1987 أصدر الفنان والشاعر هشام كفارنة مجموعته الأولى بعنوان «قمر لحالك الليل المتباطئ»، ليعود بعد 35 عاماً ويوقع مجموعته الثانية بعنوان «واحكم عليّ بما تشا» الصادرة عن دار كنعان للنشر في صالة نقابة الفنانين بحضور كوكبة من المسؤولين والأدباء والفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
ويتألف الكتاب من 108 صفحات من القطع المتوسط، أهداه المؤلف إلى أمه: «أمي التي.. أمضت جزيل حياتها.. من غير ذنب.. تطلبُ الغفران».
مواضيع مختلفة
وفي تصريحه لـ«الوطن» قال هشام كفارنة: عنوان الديوان ذو معنى مفتوح، وممكن أن يكون موجهاً للحبيب أو القريب أو الصديق، مشيراً إلى أن الشعر يمثل حياته وعالمه، لأنه يضفي على الحياة شيئاً من الجمال ويرسل بعض الإشارات للتعاطي مع الحياة بشكل ديناميكي ومختلف، ويتيح النظر إلى عمق الظاهرة وليس ملامستها فقط، وهو فن متفرد وذاتي يخلق عالماً فسيح الأرجاء وواسع الأفق ويدفع الإنسان إلى التأمل لإعادة صياغة الواقع وتجاوزه مهما كان مريراً.
وأكد أن ديوانه الجديد عبارة عن مجموعة قصائد كتبها على مدار سنوات طويلة ورغب في تجميعها وتوثيقها في كتاب واحد، وحاول فيها الحفاظ على وحدة الأسلوب.
وشدد كفارنة على أن أعماله المسرحية فيها الكثير من الشاعرية، والشعر يتجلى فيها بالنص والديكور والإضاءة والحالات، كاشفاً: أنه كتب مسرحيات شعرية صرفة توجه فيها للأطفال، آخرها مسرحية «فلة والأقزام السبعة» المكتوبة بشعر التفعيلة من ألفها حتى يائها.
ورداً على سؤال حول اختلاف شعره بين إصداره الأول وإصداره الجديد أجاب: كنتُ أكثر جرأة وعفوية وانسيابية، على حين الآن أخضع نفسي للرقابة وأحاسبها لتكون الرسالة واضحة وجلية، وقد تبدو القصائد أكثر بساطة وسهولة بعيداً عن التعقيد، وفيها مواضيع وجدانية ووطنية بمعناها السامي، كما أن للشام والتغزل بها الحصة الأكبر.
وأشار إلى أن المجموعة تمثله وتمثل حياته اليومية وهي نتاج عشرات السنين، وهي خلاصة تجارب عاشها بمواضيع مختلفة ما يتناسب مع تطورات الحياة التي طرأت على تجربته الشخصية والاجتماعية، موضحاً أن كل قصائد مجموعته قريبة من روحه وقلبه ولا يميز واحدة عن الأخرى.
وشدد على أنه ابتعد عن الإغراق في الرمزية التي لجأ إليها في مجموعته الشعرية الأولى التي كانت نتاج حالة من المغامرة والجرأة.
ركنان أساسيان
عضو القيادة المركزية لحزب البعث د. مهدي دخل اللـه أكد أن الفن والأدب ركنان أساسيان في دائرة الوعي الإنساني والاجتماعي، والفن السوري وخاصة الدراما أنتجت أعمالاً وفق أسس أدبية.
وأضاف: نعيش في زمن الشعر لأن الحياة متكاملة والشعب السوري حيوي ويفهم الحياة من خلال التصدي للحرب وسلاحه الأدب في هذه المواجهة، ويبدي توجهه نحو الفن في الأوقات الصعبة.
وأشار إلى أن التصدي للحرب نوع من أنواع الفن والإبداع، وعندما يتألم الإنسان يحتاج وسيلة يعبر فيها عن ألمه وأمله، وهذا ما يوفره الأدب.
الاحتفاء بالمبدعين
بدوره أشاد نقيب الفنانين محسن غازي بنتاج هشام كفارنة قائلاً: إنه صاحب إبداع استثنائي في مختلف أنواع الفنون والأدب.
وأكد أن النقابة وضعت خطتها للاحتفاء بالمبدعين في كل المجالات الفنية والأدبية.
صباح الشام
أولى كفارنة الشام الاهتمام الأكبر عبر مجموعة من القصائد، منها قصيدة «هوى بلدي» ويقول فيها:
في الشام أحلامي على قدي
قد صنعتها من طافح الوجد
ورويتها من عذب قافيتي
فنمت براعمها على كبدي
آمنت أني سوف ألبسها
ولسوف أحميها من البرد
وزهت عطور الحب في لغتي
فسقيتها نهراً من الود
في الشام كم في الشام من ألقٍ
حتى الهوى في شامنا بلدي