رئيس جمعية القصابين لـ«الوطن»: انخفاض الطلب على اللحوم الحمراء … قصابو السويداء يطالبون بتأمين المازوت لمولداتهم وبسيارة تبريد لنقل الذبائح
| السويداء -عبير صيموعة
كشف رئيس جمعية اللحامين (القصابين) في السويداء مفيد القاضي عن وجود أزمة في تأمين الذبائح الحية المسمنة على ساحة المحافظة الذي تلازم مع قلة الأعلاف وأدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأغنام ما أدى إلى فقدان الذبائح المسمنة سواء من العجول أم الأغنام.
وبين القاضي لـ«الوطن» أن أسعار اللحوم حالياً في أسواق السويداء مستقرة عند سعر 25 ألفاً لكيلو لحوم الأبقار ويتراوح بين 28 و30 ألفاً للحوم الأغنام وهي ضمن حدود المعقول، معتبراً هذه التسعيرة مجحفة بحق القصابين مع قلة الذبائح المسمنة وبقاء اللحوم حصراً بالمواشي غير المسمنة وغير المجدية للحصول على الكميات المطلوبة من اللحوم الحمراء.
ولفت إلى أن الإقبال على الشراء قليل جداً جراء الوضع المعيشي السيئ الذي يعاني منه الأغلبية الساحقة من المواطنين حيث أصبحت عمليات البيع تقتصر على الوقية ونصف الكيلو لا أكثر.
وأكد القاضي أن ضعف القدرة الشرائية لم يقتصر على الأهالي فقط حيث إن القصابين أنفسهم يعانون من نقص السيولة وضعف القدرة الشرائية وخاصة ممن لا يمتلكون منهم مزارع للأغنام والأبقار، فضلاً عن أن انقطاع التيار الكهربائي دفع عدداً كبيراً من القصابين للاشتراك على ذبيحة واحدة لتعذر تأمين التبريد لذبائحهم نظراً لقلة مادة المازوت لزوم تشغيل مولداتهم.
وأوضح أن القصابين قاموا باستخراج سجلات حرفية ليصار إلى تزويدهم بمادة المازوت لمولداتهم من اتحاد الحرفيين، إلا أنه وحتى هذا التاريخ لم يحصل أي منهم على ليتر واحد، الأمر الذي دفعهم إلى اللجوء إلى السوق السوداء للمادة لافتاً إلى أن القصابين وخلال العطل الذي طرأ على التيار الكهربائي خلال الأيام القليلة الماضية كانت خسائرهم كبيرة لدفعهم أكثر من 300 ألف ليرة لكل لحام منهم مع رمي الكثير منهم لذبائحه ممن عجز عن تأمين مادة المازوت خلال فترة العطل التي تجاوزت 17 ساعة.
كما أشار القاضي إلى قضية نقل الذبائح من المسلخ البلدي والتي تتم ضمن سيارات مكشوفة أو مصندقة من القصابين أنفسهم، الأمر الذي يشكل خطورة على صلاحية اللحوم المنقولة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، مطالباً بضرورة تأمين سيارة مبردة والذي يعتبر مطلبهم الأساسي منذ ما لا يقل عن عشر سنوات.
الخبير والاستشاري في صحة ومراقبة اللحوم ومدير المسلخ البلدي في السويداء الدكتور البيطري مروان عزي أكد لـ«الوطن» وجود انخفاض تدريجي بعدد الذبائح الموردة لأسواق المحافظة، عازياً ذلك إلى الانخفاض التدريجي لقدرة المواطن الشرائية وانخفاض الاستهلاك المرافق لذلك.
وأشار إلى أن هذا الانخفاض سينعكس سلباً على المربين لأن أسعار المبيع أقل بكثير من التكلفة الحقيقية للإنتاج والذي تعود أسبابه إلى انخفاض معدلات تصافي الذبائح بشكل ملحوظ نتيجة لضعف التسمين والذي أدت إلى حالة من الهزال في المواشي على ساحة المحافظة حيث بينت الإحصائيات نفسها بأننا بتنا نحتاج عدداً أكبر من الحيوانات المعدة للذبح لإنتاج وزن اللحوم نفسه.
وأوضح أن ضعف التسمين إنما يعود إلى الارتفاع الجنوني بأسعار المواد العلفية، وأشار مدير المسلخ البلدي في السويداء إلى أنه رغم الجهود المبذولة للحفاظ على المستوى الأدنى من صحة اللحوم وفوق الإمكانيات المتوافرة إلا أن افتقاد المسلخ إلى سيارة مبردة لنقل اللحوم جراء تعطل السيارة المخصصة لنقل اللحوم التي تحتاج إلى استبدال ينذر بكارثة صحية حيث يتم نقل اللحوم بشكل عشوائي وغير صحي جراء اضطرار القصابين إلى نقل الذبائح بسيارات مصندقة أو مكشوفة.
بدوره رئيس اتحاد الحرفيين في السويداء تيسير ابة ترابي أكد لـ«الوطن» أن على جمعية القصابين القيام بتنظيم جداول بأسماء أصحاب الفعاليات العاملة من القصابين وتزويد الاتحاد بها ليصار إلى تأمين مادة المازوت لهم ولو بالحد الأدنى لاستمرار عملهم.