هالاند ونوينز وماني الصفقات الأبرز بعد بقاء مبابي في باريس … سوق الانتقالات بدأت باكراً وقد تشهد مفاجآت أكبر .. صلاح وليفاندوفسكي بين البقاء والمغادرة
| خالد عرنوس
كالعادة بدأت سوق انتقالات اللاعبين مبكراً فمنذ إقفال السوق الشتوي الذي بات يعرف اصطلاحاً بـ«الميركاتو» لم تتوقف التقارير الصحفية والتكهنات الإعلامية حول مصير بعض اللاعبين وخاصة نجوم الصف الأول في هذا الزمان كهالاند ومبابي وغيرهما ولم يخف على أحد أن حكاية ذهابهما إلى ريال مدريد أو أحدهما على الأقل وهو الذي لم يتحقق، وكذلك مفاوضات ليفربول لتجديد عقد نجمه الأعلى محمد صلاح والتي لم تنته لكنها على ما يبدو وصلت إلى طريق مسدود وبالتالي فمن الممكن أن نشاهد الموهوب المصري خارج أسوار أنفيلد خلال أيام قليلة كما حدث من قبل مع زميله السنغالي ساديو ماني الذي رحل بعد فصل قصير، ورغم انتهاء قصة كليان مبابي بالبقاء في باريس سان جيرمان بعقد خرافي جديد وكذلك رحيل هالاند المفاجئ مضموناً ووقتاً إلى مانشستر سيتي قبل حتى أن يفتح سوق الانتقالات رسمياً إلا أنه مازال هناك قرابة شهرين لرؤية صفقات جديدة ربما يكون بعضها لافتاً من جهة الشكل والقيمة، في السطور التالية نلقي بعض الضوء على أهم الانتقالات التي أصبحت رسمية وعن تلك التي مازالت قيد التشاور بين أخذ وردّ.
المهم والأهم
بعد طول كلام وأمنيات وتصريحات ومغازلات ذهبت الصفقة التي انتظرها العالم أدراج الرياح، فالنجم الفرنسي الشاب كليان مبابي (23 عاماً) إثر التجديد مع فريقه باريس سان جيرمان ليخضع للأرقام الكبيرة التي سيجنيها على مدار خمس سنوات قادمة متخلياً عن حلمه القديم بارتداء قميص الفريق الملكي ومخيباً آمال عشاق الميرينغي الذين كانوا ينتظرون قدومه على سبيل بداية التغيير الكبير المنتظر بعد وصول معظم نجوم الجيل الحالي إلى أعمار متقدمة، ولم يكن المال وحده هو ما أبقى مبابي في عاصمة النور كما صرح بنفسه ولكن برغبات على أعلى مستوى بين فرنسا وقطر(حتى لا نقول أوامر) ليتجدد أمل الباريسيين ببقاء بطل العالم الذي سيكون الآمر الناهي في مسيرة الفريق وقائد المرحلة المتجددة للوصول إلى القمة الأوروبية.
وإذا كان خبر تجديد حقبة مبابي مع سان جيرمان مفاجئاً بل صاعقاً ولاسيما أنه جاء بعد تصريحات كثيرة منه ومن دائرته المقربة حل رحيله إلى مدريد فإن المفاجأة اللافتة هي التعاقد السريع للنرويجي إيرلينغ هالاند مع مان سيتي حيث ربطته التقارير المكثفة مع ريال مدريد كذلك، وأشارت بعض التقارير إلى أن الرقم المدفوع مقابل بقاء مبابي في باريس يسيل اللعاب حيث ستدفع إدارة الباريسي 629 مليون يورو مقابل تجديد العقد منها أكثر من 130 مليون يورو كضرائب، وعلى العكس تماماً جاءت صفقة هالاند مع السيتي مقابل 60 مليون يورو وهو مبلغ أقل من النصف على الأقل حول التقديرات المسبقة حول قيمته السوقية لكن يبدو أن وفاة وكيل اللاعب (البرتغالي) مينو رايولا قللت من المبلغ وخاصة إذا ما عرفنا أن رايولا ينال نسبة كبيرة من عقود اللاعبين التي أبرمها مع بعض الأندية، وبالتالي أصبح اللاعب النرويجي الذي سيكمل عامه الثاني والعشرين في الحادي والعشرين من الشهر القادم لاعباً في السيتيزينز حيث لعب أبوه (آلف إينغ) لمدة ثلاث سنوات (2000 – 2003).
«ليفا» والرغبة الملحة
حتى وقت قريب عاش البولندي روبرت ليفاندوفسكي أياماً رائعة مع بايرن ميونيخ قدم خلالها عصارة مشواره مع الأهداف والجوائز ففاز بكل شيء مع الزعيم البافاري، ومع نهاية الموسم بدأ المهاجم الذي يقترب من إتمام عامه الرابع والثلاثين بإرسال إشارات للجميع بأنه يرغب في وجهة جديدة خارج البوندسليغا وما هي إلا أيام حتى ظهر برشلونة على الساحة كوجهة قادمة لتبدأ رحلة شدّ وجذب بين إدارة البايرن واللاعب من جهة ومصادر النادي الكاتالوني من جهة أخرى حتى وصلت الأمور إلى طريق مسدود بعدما رفض «ليفا» إكمال الموسم المتبقي من عقده مع البافاري معلناً قراره بالمغادرة ورغبته بارتداء قميص البلوغرانا، ليخرج المدير الرياضي في بايرن صالح حميدزيتش عن صمته ويعلن بأن روبرت لديه عقد مع النادي ومرحب به عندما يشاء العودة إلى التمارين ومطالب بمبلغ 50 مليون يورو للتخلي عنه وهو الأمر الذي رفضته إدارة برشلونة (المتعثرة مالياً) وتطمع ألا تزيد قيمة الصفقة على 40 مليوناً وبالطبع فإن رغبة اللاعب لها دور كبير وخاصة أن البايرن سيخسر هذا المبلغ في حال رحيل اللاعب مجاناً في العام القادم.
في عين العاصفة
خلال أربعة مواسم كاملة جعل يورغن كلوب مدرب ليفربول من محمد صلاح وفيرمينيو وساديو ماني ثلاثياً مرعباً هابه الجميع وسجل أرقاماً مذهلة وفاز الفريق خلالها بكل البطولات، ولأن لكل حكاية نهاية فقد اقتربت حكاية هذا الثلاثي في الموسم قبل الماضي عندما انضم أولاً دييغو جوتا ليشكل معهم رباعياً نادراً ما شارك مجتمعاً ومع تراجع مستوى فيرمينيو وإصاباته فقد أصبح جوتا لاعباً شبه أساسي قبل أن يأخذ الجديد لويس دياز دوره خلال نصف الموسم الماضي، وكل ذلك وسط محاولات من إدارة الليفر لتجديد عقد النجمين الإفريقيين صلاح وماني قبل عام من انتهاء عقديهما وأنباء مؤكدة عن رحيل المهاجم البلجيكي ديفوك أوريغي، وفي خضم انشغال الإدارة ببعض الصفقات الجديدة جاءت الضربة الأولى الموجهة بإعلان ساديو ماني رغبته بالرحيل وهو ما كشف أنه كان في مفاوضات متقدمة حل عقده الجديد لكن الأمر وصل إلى طريق مسدود فقرر المغادرة والوجهة كانت البوندسليغا حيث بايرن ميونيخ، ولم تأخذ المفاوضات وقتاً كبيراً فأصبح نجم السنغال الأول لاعباً رسمياً في البافاري مقابل 42 مليون يورو مع راتب مضاعف عن أجره الأسبوعي في أنفيلد.
هذا الخبر الصاعق تقبلته جماهير الريدز شيئاً فشيئاً وخاصة مع مجيء الأورغوياني داروين نونيز بصفقة بين الأغلى التي أجراها ليفربول تاريخياً (75 مليون يورو قد ترتفع إلى 100 مليون بالمتغيرات)، وبقي الحديث عن تجديد عقد صلاح.
مفاجآت على الطريق
وعلى هذا الصعيد أشارت التقارير الأخيرة إلى صعوبة التجديد ذلك أن إدارة الفريق تصر على عدم فتح سقف الرواتب ولو كان من أجل أفضل لاعب في المواسم الخمسة الأخيرة التي فرض خلالها كابتن منتخب مصر نفسه كأحد أساطير ليفربول، ومع إصرار محمد صلاح على رفع أجره إلى 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً وصل الأمر إلى طريق مسدود فجاءت تسريبات الإدارة بالسعر المطلوب للتخلي عن صلاح لن يقل عن 60 مليون جنيه وربما يكون من أجل الضغط عل وكيل أعماله الذي يقود دفة المفاوضات، إلا أن مصادر مقربة كشفت أن مغادرة «مو صلاح» باتت واردة جداً في الصيف الحالي لكسب مقابل انتقاله لكيلا يغادر مجاناً في الموسم المقبل بعد تأكيد صلاح بنفسه في وقت سابق أنه باق في الريدز في الموسم القادم على الأقل.
وبالطبع طار الخبر كالنار في الهشيم فرشح المراقبون عدداً من الأندية المرشحة لتكون المحطة القادمة للفرعون وسط احتفاله بعيد ميلاده الثلاثين، ومنها ريال مدريد الفريق الذي أعلن سابقاً عن رغبته في التعاقد معه، وهناك تشيلسي وربما باريس سان جيرمان أو اليوفي، لكن في الأغلب وفي حال قررت إدارة النادي التخلي عنه فيشترط أن يكون النادي القادم خارج منافسات البريميرليغ، وبالتالي فبات رحيل الهداف المصري وارداً بل ربما يكون أقرب من المتوقع وخاصة أن السوق الصيفية للانتقالات ستفتتح رسمياً مطلع تموز (يوليو).
خطط بديلة
كل الأخبار تقول إن ليفربول اكتفى بالتعاقدات الثلاثة التي أجراها حتى الآن، حيث سبق له التعاقد مع لاعب الوسط البرتغالي ويليام كارفاليو من نادي فولهام وهي صفقة متفق عليها منذ مطلع العام ولم تتجاوز قيمتها 10 ملايين يورو ثم جاءت الصفقة الأكبر مع داروين نونيز من بنفيكا البرتغالي قبل أن يتم شراء الظهير كالفن رامسي من إبردين الإسكتلندي بالمبلغ ذاته تقريباً، إلا أن الأخبار الأخيرة حول رحيل صلاح وكذلك مينامينو وغيرهما جعل الإدارة تقوم بخطة طوارئ، وبدأت الكلام عن صفقات أخرى قادمة ومنها أسينسيو لاعب ريال مدريد وتيمو فيرنر لاعب تشيلسي الذي كان أحد أهداف ليفربول منذ تألقه في لايبزيغ الألماني لكنه فضل الرحيل إلى البلوز يومها حيث لم يجد النجاح المنتظر وهو ما يراهن عليه الريدز.
ومن اللاعبين المرشحين للمجيء إلى أنفيلد الإنكليزي الشاب جود بيلينغهام وقد ارتبط اسمه منذ الموسم الماضي مع ليفربول لكن دخول السيتي على الخط أجل الحديث إلى حين آخر، ويعتبر اللاعب الذي أتم عامه التاسع عشر أحد أهم المواهب الإنكليزية الصاعدة رغم أنه تألق في بورسيا دورتموند ولم يلعب في بلاده من قبل، وآخر أخبار أنفيلد تقول إن تعاقد السيتي مع كالفن فيليبس من ليدز سيسهل مهمة التعاقد مع بيلينغهام الذي تقدر قيمته بحوالي 45 مليون جنيه، وهناك أيضاً لاعب آخر من تشيلسي هو الأميركي كريستيان بولسيتش الذي لا يجد نفسه بالتشكيل الأساسي للمدرب توماس توخيل.
دي يونغ ورونالدو
وليس بعيداً عن ليفربول لكن على الطرف المقابل من مدينة مانشستر يترقب الجميع آخر التطورات حول أهم صفقة يعول عليها اليونايتد والمقصود هنا الهولندي فرانكي دي يونغ حيث جرت المفاوضات بين نجم خط الوسط وفريقه الحالي برشلونة من جهة وإدارة اليونايتد من جهة أخرى ويبدو أن الأمور وصلت إلى النهايات وبقيت بعض التفاصيل، ووسط انشغال المدرب تين هاغ بإنهاء الأمر سريعاً جاءت أخبار النجم الكبير كريستيانو رونالدو واجتماع وكيله مع إدارة تشيلسي لتزيد الغموض حول نيته مغادرة أولدترافورد، حيث من الصعب عليه الغياب عن دوري الأبطال بعد قرابة 20 عاماً على المشاركة في المسابقة الأهم والتي يحتل صدارة هدافيها التاريخيين، والمعلوم أن مان يونايتد سيغيب عنها بعد إخفاقه باحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في البريميرليغ، وجاء ردّ الإدارة قاطعاً برفض التخلي عن الدون الذي يعول عليه في الموسم القادم من أجل المنافسة على لقب الدوري،… للحديث بقية.