سورية

أردوغان يتراجع خطوة ويربط عدوانه بـ«إتمام النواقص».. و«فضيحة» مرتزقته بأرياف حلب تتفاعل … الجيش يكبد الدواعش خسائر كبيرة.. والاحتلال التركي يصعد في ريف منبج.. و«الحربي الروسي» يرصد الحدود

| حلب– خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

مع مواصلة «الحربي الروسي» إرسال رسائل تحذيره للنظام التركي الذي استمر ومرتزقته بتصعيد اعتداءاتهم على ريف حلب الشمالي وتحديداً على ريف مدينة منبج، بدا رجب طيب أردوغان يتراجع خطوة عن تهديداته بشن عدوان على شمال سورية «قريباً»، وذلك من خلال إعلانه أمس أنه سيبدأ العدوان الجديد «حال الانتهاء من إتمام النواقص في (ما يسمى) المنطقة الآمنة التي نؤسسها في سورية».

تزامن ذلك مع تفاعل فضيحة مرتزقة النظام التركي بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، بتزييف قوائم أسمائهم لتبدو أكثر مما هي عليه بمقدار ٢٥ بالمئة، حيث جرى تقليص كتلة رواتبهم بالنسبة ذاتها، على حين تشير المعطيات إلى احتمال فرض إجراء مماثل لاحقاً بحق ميليشيات أردوغان في شمال شرق سورية.

وحسب موقع «النشرة» اللبناني الإلكتروني قال رئيس النظام التركي «إننا سنبدأ عمليات عسكرية جديدة حال الانتهاء من إتمام النواقص في المنطقة الآمنة التي نؤسسها في سورية»، وذلك بعد أن أعلن قبل أكثر من شهر، أنه سيشن عدوانا في الوقت القريب على شمال سورية لإقامة ما يسمى «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلو متراً في شمال سورية، ومن ثم عاد وحصر العدوان في مدينتي منبج وتل رفعت في شمال حلب، لتختفي بعد ذلك تهديداته مع التعزيزات التي أرسلها الجيش العربي السوري إلى المنطقة والرسائل التحذيرية التي وجهها له سلاح الجو الروسي.

ووسط المعطيات السابقة، واصل النظام التركي اعتداءاته على قرى في الشمال السوري، حيث شنت قوات احتلاله وما يسمى «الجيش الوطني» التابع لها أمس عدواناً بعشرات القذائف الصاروخية، على 6 قرى آهلة بالسكان بريف مدينة منبج الشمالي بريف حلب، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.

وأوضحت المصادر، أن ما تسمى «قوات مجلس منبج العسكري» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ردت واستهدفت قرى عرب حسن والبلدق والمغاير بريف مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي بريف حلب الشرقي.

إلى ذلك أكدت المصادر بأن رتلاً لقوات الاحتلال التركي يضم آليات ثقيلة ومدرعات وناقلات جند وكاسحات ألغام، دخل من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي، واتجه إلى قاعدة الاحتلال في جبل الشيخ عقيل بمدينة الباب بريف حلب الشرقي.

في المقابل وفيما يبدو أنه تحذير لأردوغان من شن العدوان، شهدت سماء الشريط الحدودي بين سورية وتركيا تحليقاً للمروحيات الروسية، إضافة إلى تحليقها فوق محاور القتال بين الجيش العربي السوري وميليشيات «قسد» من جهة، وقوات الاحتلال التركي والجيش الوطني» الموالي لها من جهة أُخرى، بريف الحسكة والرقة، وذلك بالتزامن مع تحليق طائرات حربية روسية في أجواء المنطقة أيضاً.

كما ذكرت وكالة «نورث برس» التابعة لـ«قسد» أن الشرطة العسكرية الروسية، سيرت أمس، دورية مشتركة مع الاحتلال التركي غرب عين العرب، شمال شرق حلب.

وأشارت إلى أن الدورية المؤلفة من ثماني عربات عسكرية روسية وتركية، انطلقت من قرية آشمة 20 كيلومتراً غرب عين العرب.

من جهة ثانية، كشفت مصادر مطلعة على جداول رواتب مسلحي «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، أن رواتب مسلحي الميليشيات العاملين شمال وشمال شرق حلب خفضت لشهر حزيران الجاري بمقدار الربع، وهي النسبة ذاتها التي يتوقع أن يتوصل إليها التحقيق الذي فتحته السلطات التركية لمعرفة إجمالي التعداد الحقيقي للمسلحين المسجلة أسماؤهم في سلم الرواتب والأجور.

ويتهم نظام أردوغان مرتزقته شمال وشمال شرق حلب بـ«اختلاق» قوائم وهمية لتعداد مسلحيهم، وهو ما بدا خلال اقتحام «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» الإرهابي، ريف عفرين الجنوبي الغربي في ١٨ الشهر الحالي إلى جانب ميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» على خلفية اشتباكها مع ميليشيات «الجبهة الشامية» التابعة لـ«الجيش الوطني» في أرياف الباب شمال شرق حلب، حيث لم تبدِ أي مقاومة بسبب غياب مسلحي الأخيرة عن ساحة المعركة جراء «تفييشهم» وإدخال ٢٥ بالمئة منهم في قوائم اسمية وهمية لا وجود لها على أرض الواقع.

المصادر بينت أن الاحتلال التركي واستخباراته، أبلغ متزعمي الفيالق الثلاثة المشكلة لـ«الجيش الوطني»، والعاملين بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، بأن محاسبيهم لن يقبضوا كامل الكتلة المالية المكونة لرواتبهم ورواتب مسلحيهم وفق ما هو عليه الحال في الأشهر السابقة.

وأوضحت، أنه سيجري حسم قسم من مبالغ المهمات المعتادة والمدرجة في سلم الرواتب، على اعتبار أنهم لم ينخرطوا بأي عمل عسكري منذ احتلال عفرين في آذار ٢٠١٨، على حين تولى نظراؤهم في شمال شرق البلاد المشاركة باحتلال رأس العين وتل أبيض في تشرين الأول ٢٠١٩.

ورجحت المصادر، أن توقف «المستحقات» المالية لمسلحي «فيلق الشام»، الذي تشكل في آذار ٢٠١٤ من اندماج ١٩ ميليشيا، لكونه المتهم الرئيس بالتواطؤ مع تنظيم «النصرة» بعدما انسحب مسلحو الفيلق من مواجهة «النصرة» في قطاعه بريف عفرين الجنوبي خلال استيلائه في ٢٢ الشهر الجاري على ٤ بلدات فيه، وذلك لحين استكمال اللجنة المشكلة التحقيقات التي بدأت عقب الاجتماع الذي دعي إليه متزعمو فيالق «الجيش الوطني» مع أعضاء في ما تسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» المعارض إلى قاعدة عسكرية قرب مدينة غازي عنتاب التركية في يوم غزوة «النصرة» نفسه، وبحضور ضباط في هيئة الأركان التركية.

وتوقعت المصادر، وحسب المعطيات المتوافرة، أن يفتح تحقيق مماثل يطول «الجيش الوطني» في المناطق التي يحتلها النظام التركي في الرقة والحسكة شمال شرق البلاد، حيث تدل المؤشرات عن مبالغة متزعميهم بأعداد مسلحيهم المدرجة أسماؤهم في قوائم الرواتب المقدمة لنظام أردوغان، إذ جرت العادة أن يدرج المتزعمون أسماء أبنائهم وأقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم في سلالم الرواتب من دون انتسابهم إلى الميليشيات «تنفيعة» لهم أو لقبض الرواتب عوضاً عنهم!.

من جانب آخر، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي، دكت صباح أمس بالمدفعية الثقيلة، مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، في محاور العمقية بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت الوحدات العاملة بريف إدلب، نقاطاً للإرهابيين في محاور جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وفي الفطيرة وفليفل بريف إدلب الجنوبي، وفي محيط معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي.

وأوضح المصدر، أن ضربات الجيش المدفعية كانت رداً على خرق مجموعات إرهابية لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» واعتدائها على نقاط عسكرية بمحاور سهل الغاب الشمالي الغربي، برشقات كثيفة من أسلحتها الرشاشة.

وفي البادية الشرقية، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن العمليات البرية لتمشيط قطاعات البادية من فلول وبقايا خلايا تنظيم داعش الإرهابي متواصلة، موضحاً أن الظروف الجوية من عواصف رملية وغبارية وغيرها، لم تحد من عمليات الجيش والقوات الرديفة ضد الدواعش في مختلف القطاعات التي تعمل بها، لافتاً إلى أن قوات الجيش كبدت الدواعش خلال الأيام القليلة الماضية خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

من جانب آخر استشهد شابان وأصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الإرهابيين في ريف سلمية.

وذكرت «سانا» أن لغماً أرضياً من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي انفجر في قرية أبو لفة بريف سلمية خلال وجود مجموعة من الشبان في المكان ما أدى إلى استشهاد شابين على الفور وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة جرى نقلهم على إثرها إلى مشفى سلمية الوطني لتلقي العلاج اللازم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن