رياضة

على المسارين

| مالك حمود

فرحة لاعبينا في ملعب أرمينيا كانت لا توصف، وبالطبع فإن فرحة كرة السلة السورية بهم كانت أكثر من أن توصف أيضاً، فلاعبونا يفرحون ليس لمجرد فوزهم على أرمينيا وفريق اللاعبين الأميركان، مقابل خسارتهم أمام إيران، وإحرازهم المركز الثالث في تلك الدورة الدولية الرباعية التي استضافتها أرمينيا، فالفرح السوري كان لمواهب اعتادت اللعب والتفوق والتألق في صالاتنا المحلية، وضمن مبارياتنا المحلية، وفجأة وجدت نفسها في الملعب الدولي، تمثل منتخب الوطن، وتلعب مباريات دولية مع منتخبات وفرق، في تجربة غير مسبوقة، واختبار كبير وهام، وكان الأجدر أن يعقد لهم مؤتمر صحفي للحديث عن التجربة النوعية والإستراتيجية، وخصوصاً أنها لم تحظ بالتغطية الإعلامية التفصيلية، وبالطبع فإن لاعبينا طاروا من الفرح وهم يرتدون قميص الوطن، في حلم كبير ومؤجل، ومنهم من عاشه مع منتخبات الفئات العمرية، ولكن مع منتخب الرجال المسألة صعبة، بل بالغة الصعوبة، مادام منتخب الكبار يعتمد على اللاعبين الكبار.

لسنا ضد الاعتماد على اللاعبين الكبار في المنتخب الأول على اعتبارهم نجوم الدوري ويمتلكون الخبرة، حتى تخطى متوسط عمر لاعبي المنتخب الـ (31) سنة.! هذه الحقيقة يدركها اتحاد كرة السلة، ويعمل على معالجتها، ولكن العلاج يصطدم بتزامنه مع المنافسات التي يخوضها المنتخب سواء في تصفيات كأس العالم أم في النهائيات الآسيوية المنتظرة، وهذا ما يجعل العلاج صعباً، فالظرف يحتاج حشد كل القوى ولا مجال فيه للتجريب وإعطاء الفرص للشباب والصبر عليهم ريثما يدخلون الأجواء الدولية ويتمرسون فيها، والأجدر باتحاد السلة أن يمسك العصا من المنتصف، ويعمل على المسارين في آن واحد، والمنتخب الأولمبي الذي مثلنا في دورة أرمينيا الدولية، هو بداية خطوة جديدة ومهمة في حياة السلة السورية المعاصرة، وعلينا استثمار هذه الانطلاقة بالشكل الصحيح، وعلينا الحفاظ على هذا المنتخب الذي قدم لنا مجموعة مواهب لم تظهر أغلبيتها في الفاينال، لتقدم نفسها دولياً، وتأخذ الثقة بعدما نالت فرصة العمر الأولى، والمطلوب اليوم الحفاظ على هذا المنتخب، والعمل عليه بطريقة بنائية، فالمنتخب تحت 23 سنة آن له الدخول في الأجواء الدولية، واليوم وبعد هذه المشاركة الواثقة يجب الحفاظ عليه، وتدعيمه ببعض لاعبي المنتخب الأول، ويمكن رفده أيضاً بالمواهب الشابة اللافتة من فئة الشباب، واعتباره مشروعاً وطنياً خاصاً يفترض العمل عليه لمدة سنتين على الأقل، من خلال المعسكرات الداخلية والخارجية، والمباريات والمشاركات الدولية الودية والرسمية، والأهم عدم مطالبته بالنتائج والمراكز، والعمل عليه بالنفس الطويل، وتخصيصه بكادر تدريبي أجنبي متفرغ، وهذا ليس إقلالاً من شأن المدرب الوطني، وإنما لأن طلبات المدرب الأجنبي كلها مجابة، وبعد عامين سنرى أمامنا منتخباً قادراً على تمثيل السلة السورية لعشر سنوات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن