شؤون محلية

المالطية تنتشر بالسويداء.. و شعبة الأمراض «السارية» تفتقر لمياه الشرب!! .. الدواء غير متوافر من وزارة الصحة وتكلفة العلاج تصل إلى 1.5 مليون ليرة

| السويداء- عبير صيموعة

حذر مسؤول برنامج مكافحة اللاشمانيا والأمراض الطفيلية ورئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في السويداء الدكتور إميل هنيدي من ازدياد حالات الإصابة بالحمى المالطية في المحافظة خلال شهري أيار الماضي وحزيران الحالي حيث وصل عدد المصابين خلال الشهرين الماضيين إلى ٨٠ حالة من أصل ٢١٥ حالة تم تسجيلها منذ بداية العام الحالي.

وأوضح أن السبب الرئيسي للمرض يعود إلى عدم غلي الحليب بشكل جيد وخاصة عند تصنيع الألبان والأجبان، مؤكداً أن المشكلة الأكبر تتلخص بعدم توفر الدواء المناسب من وزارة الصحة لتغطية كل الحالات ما يدفع المريض إلى شراء الدواء على حسابه الخاص وهو أمر مكلف جداً لأن حبة الريفا وهي أحد الأدوية تصل تكلفتها إلى عشرة آلاف للحبة الواحدة مع حاجة المريض أحياناً إلى مئة حبة وهو مبلغ كبير جداً إضافة إلى أن إبرة الستربوتوماسين وهي النوع الثاني من الأدوية تصل تكلفتها لدى القطاع الخاص إلى ٩٠ ألفاً للإبرة مع حاجة المريض إلى حوالي ٥ إبر ضمن كورس العلاج.

ولفت هنيدي إلى أنه يتم تأمين الدواء عن طريق الوزارة بحصة ربعية للكبار والصغار ولكن ارتفاع أعداد المرضى واستهلاك الكميات يؤديان إلى لجوء المرضى لشرائه على نفقتهم الخاصة.

وأكد أن حالات الإصابة بالحمى المالطية بازدياد ولكي لا تتحول إلى وباء لابد من التركيز على الوقاية التي تتلخص بغلي الحليب ومعالجة الأغنام المصابة بالضرورة.

وأوضح هنيدي أن أعراض المرض منها الأعراض المخفية والمقنعة وهي الأخطر لأنها تسبب إصابات موضوعية خطيرة في المفاصل والظهر وأحياناً بالدماغ إضافة إلى أعراض عامة من الحمى والحرارة والوهن والأعراض الهضمية.

كما أشار هنيدي إلى ازدياد الإصابة بداء الكلب جراء ازدياد عدد المعضوضين على ساحة المحافظة والذي فاقم في القضية عدم توفر اللقاحات والمصل المضاد بالكميات المطلوبة التي يتم الحصول عليها من المنظمات المانحة التي تقدمها للوزارة.

ولفت إلى أن حالات الإصابة بداء الكلب لم تقتصر على حالات العض من الكلاب الشاردة بل تعدتها إلى الكلاب التي تجري تربيتها ضمن المنازل والتي ازدادت في الفترات الأخيرة وأدت إلى ذهاب الحصص من اللقاحات لأصحاب كلاب المنزلية على حساب المعضوضين من الكلاب الشاردة، وأوضح أن الشعبة طلبت من أصحاب الكلاب المنزلية عدم أخذ اللقاح أو المصل حتى يتم التأكد من إصابة الكلب بداء الكلب والذي يثبت في حال نفوقه خلال أسبوع على الأقل، مشيراً إلى أن عدد المراجعين من المعضوضين للشعبة منذ بداية العام وصل إلى ٢٩١ مراجعاً منهم ٢٠١ تمت معالجتهم عن طريق اللقاح و٤٠ مراجعاً عن طريق المصل واللقاح.

كما حذر رئيس شعبة الأمراض السارية من ظهور حالات إصابات محلية باللاشمانيا (حبة حلب) بعد أن كانت مقتصرة على الأهالي الوافدين والعساكر الذين يقضون خدمتهم العسكرية داخل المحافظة حيث تم تسجيل حالات محلية في شهبا وأم الزيتون وغيرها من الحالات التي نادراً ما كانت موجودة، مؤكداً أن أسبابها الوضع البيئي حيث إن الإصابات بها تأتي عن طريق القمامة المتخمرة والمتراكمة والمستنقعات والمياه الآسنة والقوارض إضافة إلى وجود الكلاب الشاردة التي تسبب اللاشمانيا الحشوية التي تحملها تلك الكلاب.

وشدد على ضرورة تعاون المؤسسات الخدمية والبلديات والبيئة في ترحيل القمامة ومكافحة ظاهرة الكلاب الشاردة، وأشار هنيدي إلى أن عدد المراجعين للشعبة بشأن الإصابة باللاشمانيا وصل إلى ٢٠٠ مراجع تقريباً تم تسجيل ٢٧ حالة إيجابية معظمهم من الإخوة الوافدين.

كما أشار الدكتور هنيدي إلى ضرورة مراقبة المسابح حالياً لأنها البيئة الأساسية للإصابة بالكبد الوبائي وذلك حسب نسبة الكلور المذابة ضمن مياهها عازياً السبب لتسجيل الشعبة أكثر من حالة إصابة بالكبد الوبائي العام الماضي سببها مياه المسابح.. مع توضيحه وجود حالات فردية قليلة تم الإبلاغ عنها في مناطق متفرقة عن طريق العيادات الخاصة أو أقسام الهضمية في المشافي وهي حالات لا يمكن اعتبارها بمنزلة الوباء لأنها توزعت في عدد من الأماكن وبشكل إصابات فردية.

وأكد هنيدي تكثيف الجولات الرقابية منذ بداية الشهر الحالي على المحال والمؤسسات التي تقدم المأكولات كخطوة استباقية للإسهالات الصيفية وحالات التسمم والتأكيد على النظافة العامة والشخصية لأن مصدر الأمراض الوبائية هو المياه والغذاء.

ولعل ما يثير الاستهجان ضمن شعبة الأمراض السارية ما رصدته «الوطن» حول افتقار الشعبة لمياه الشرب ضمنها رغم الحاجة الماسة لها مع وجود التحاليل المخبرية الدقيقة والمعدية والتي تحتاج أجهزتها إلى عمليات الغسل والتعقيم فضلاً عن حاجة الكادر التمريضي والطبي للمياه في الغسيل والتعقيم والشرب حيث عجزت مؤسسة المياه وحسب الدكتور هنيدي عن إصلاح خط المياه الواصل إلى الشعبة منذ أكثر من سنة ونصف السنة فضلاً عن عدم تزويد الشعبة بالمياه عن طريق الصهاريج.

وطالب بضرورة تزويد الشعبة بمياه الشرب وبأسرع وقت للضرورة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن