فريق حكومي يزور مواقع أضرار العاصفة في اللاذقية … وزير الكهرباء لـ«الوطن»: الأضرار جراء العاصفة لا يستهان بها.. توريدات الفيول عادت إلى سابق عهدها والأيام القادمة أفضل
| اللاذقية - عبير سمير محمود
بعد العاصفة القوية التي ضربت محافظة اللاذقية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وصل وفد حكومي يضم وزراء الكهرباء والسياحة والزراعة والموارد المائية بهدف الاطلاع على حجم الأضرار التي تسببت بها العاصفة في القطاعات المذكورة.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكد وزير الكهرباء غسان الزامل أن حجم الأضرار جراء العاصفة لا يستهان به، مع تضرر نحو ألف نقطة، وانهيار عدد من أبراج التوتر، مؤكداً عمل الورشات على مدار الساعة لإصلاحها وإعادة الشبكة إلى ما كانت عليه يوم الجمعة القادم.
واجتمع الزامل مع كادر شركة الكهرباء في اللاذقية للوقوف على واقع الشركة بكل المحافظة وما الاحتياجات والتجهيزات والمواد اللازمة لتفادي حصول أي تأخير في إصلاح الأعطال.
وفي رده على سؤال «الوطن» حول سبب زيادة ساعات التقنين الكهربائي في اللاذقية واقتصار مدة وصل التيار مؤخراً على ربع ساعة فقط، قال الزامل: إن بلدنا مر بظروف صعبة جداً وخصوصاً مع انقطاع توريد المحروقات ما أدى لنقص كميات الفيول الواردة إلى المحطات، وذكر أنه في الفترة الماضية لم تتوفر المحروقات والفيول واضطررنا في معظم الأوقات لعدم تشغيل بعض المحطات للحفاظ على المخزون الإستراتيجي خوفاً من أن يصل لمرحلة خطرة.
وأضاف وزير الكهرباء إن التوريدات قد عادت إلى سابق عهدها ويتم الآن في هذه الأيام إعادة ترميم المخزون الإستراتيجي، قائلاً: إن شاء اللـه ستكون الأيام القادمة أفضل.
وفيما يخص موعد إقلاع محطة الرستين، قال الزامل لـ«الوطن» إنه مع نهاية العام ستدخل المجموعة الغازية الأولى بالخدمة، ليكون من المفترض في 30 تشرين الثاني المقبل موعد وضع المرحلة الأولى بالخدمة، مؤكداً عدم وجود انحرافات عن البرنامج الزمني المحدد وموضحاً أنه يتم العمل لتطبيقه بشكل موثوق مشيراً إلى أنه قد يحدث انحرافات نتيجة تأخر بعض المواد أو إشكال خصوصاً أن بعضها مستورد.
من جهته، أكد وزير السياحة رامي مرتيني لـ«الوطن»، أن تضرر بعض المنشآت السياحية جراء العاصفة لن يؤثر في الموسم السياحي، قائلاً: إن الموسم السياحي مبشّر ومستمر وحجوزات موسم عيد الأضحى وصلت إلى 100 بالمئة تقريباً.
وبيّن مرتيني أنه بتكليف رئيس الحكومة تم معاينة الأضرار التي أصابت المنشآت السياحية على مختلف مستويات تصنيفها، مشيراً إلى أن العاصفة كانت شديدة وغير متوقعة، وحسب ما ذكر أهال أن المحافظة لم تشهد لها مثيلاً، لذلك يعتبر أن حجم الضرر بسيط بالنسبة لقوة العاصفة.
وأضاف إن الأضرار في المنشآت السياحية محدودة، وتندرج ضمن طبيعة المنطقة وتأثرها بالعاصفة المطرية والرياح التي رافقتها، وبعض الأضرار في منشآت حكومية كالمعهد التقاني للعلوم السياحية والفندقية ومنشآت تابعة لوزارة السياحة ومنشآت دولية ومنشآت المبيت ومنشآت المنتزهات والسياحة الشعبية، والتركيز الحكومي حول هذه الفئة وهي المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر واستثمارات محدودة وموسمية وهي مستثمرة لخدمة السياحة الشعبية والداخلية.
وأشار وزير السياحة إلى أن المنشآت الكبيرة لديها عقود تأمين واضحة ومستقرة وهي قادرة على تحمل هذا النوع من العواصف أما بالنسبة للمنشآت الصغيرة فقد يكون الضرر أكبر، ويتم الجرد لحصر هذه الأضرار عبر لجنة مشتركة من السياحة والمحافظة ومجلس المدينة، وقمنا بزيارة هذه المنشآت لإعداد كشف بالأضرار وهي أضرار مادية بسيطة ولا يوجد أضرار بشرية سوى بعض الإصابات الطفيفة التي تمت معالجتها.
وأكد مرتيني أن بعض المنشآت المتضررة بفعل العاصفة استكملت إجراءات الإصلاح واستمرت بالاستثمار ولم تتعطل 24 ساعة، وهذا شيء مبشر وبعض المنشآت الموسمية يمكن أن تحتاج لبضعة أيام لتعود للاستثمار ويتم تقييم الوضع بشكل عام.
وعقب جولة وزير الزراعة محمد حسان قطنا على المواقع الزراعية المتضررة في ريف المحافظة، أكد لـ«الوطن»، أنه يتم حصر الأضرار وإعداد جداول اسمية على مستوى الفلاحين وسيتم خلال جلسة حوارية دراسة الإجراءات التي يجب أن يتم اتخاذها لمساعدة الفلاحين حول هذه الأضرار الناتجة عن العواصف.
وأكد قطنا أنه خلال الجولة الميدانية على حقول زراعية تم تسجيل أضرار في بساتين حمضيات وزيتون وبيوت بلاستيكية وحقول لوزيات ومداجن ومناحل، وتركزت الأضرار على مصدات الرياح وأشجار ضخمة بأعمار كبيرة جداً تم تضررها بفعل العاصفة «الإعصار» وتساقطها وتضرر كل الأشجار القريبة منها، إضافة لتساقط ثمار الحمضيات والزيتون بنسبة قدرت بين 10 – 15 بالمئة من حجم الإنتاج.
وحول أضرار المنشآت المائية، أكد وزير الموارد المائية تمام رعد لـ«الوطن»، أن الزيارة إلى اللاذقية لهدفين، الأول تقييم أضرار العاصفة والثاني تقييم الواقع الخدمي والاطلاع على هموم وشكاوى المواطنين ومعالجتها بشكل مباشر.
وأضاف رعد إن الأضرار بفعل العاصفة تتمثل بعدة مواقع في خط التوتر 66 الذي يغذي محطة ضخ عين البيضا، وبعض الأعمدة المتضررة مشيراً إلى قيام الورشات بإعادة تجهيزها بشكل يتم إعادة عمل المحطات، وكذلك الأمر بالنسبة لمواقع تابعة لمركز السن ليتم وضعها بالخدمة بأقرب وقت.
وأشار إلى الاجتماع بكادر مؤسسة المياه للوقوف على الصعوبات والمشاكل التي تعوق العمل لمعالجتها وتقديم أفضل خدمة للمواطنين، مشيراً إلى إنجاز غرفة عمل مشتركة بين وزارة الكهرباء ومؤسسة المياه بحيث تكون أعمال الغرفة تعمل بشكل دائم على مدار 24 ساعة.
وذكر أن وضع مياه الشرب في محافظة اللاذقية صعب وهو ليس نتيجة الظروف الحالية وإنما هو تراكم عدة سنوات سابقة وتقوم الوزارة بالتنسيق مع مؤسسة المياه لاتخاذ عدة إجراءات حول بعض الآبار التي يتم تحويلها إلى الطاقة الشمسية نتيجة الضعف في الكهرباء إضافة لحفر آبار في المواقع الأخرى التي تعاني العطش، وبالموضوع الآخر نقوم بخطة لإعفاء خمس محطات من التقنين بالتنسيق مع وزارة الكهرباء التي تؤمن تغذية كهربائية على مدار 24 ساعة مؤكداً أن وزارة الموارد المائية والجهات التابعة لها تعمل على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة وبذل كل الجهود لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
وجال الوزراء على عدة مواقع في المحافظة شملت مواقع الضرر التي تسببت بها العاصفة مؤخراً وتم تقييم الأضرار والعمل على الإجراءات اللازمة لإعادة الوضع لما كان عليه بأقرب وقت في معظم القطاعات.