السفير بياو لـ«الوطن»: شركاتنا مستعدة للمساهمة في مشروعة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية … استلام 100 باص للنقل الداخلي مقدمة من جمهورية الصين الشعبية
| سيلفا رزوق
تسلمت وزارة الإدارة المحلية والبيئة أمس، الدفعة الثانية من باصات النقل الداخلي والبالغة مئة باص، مقدمة من الجانب الصيني للشعب السوري وذلك في إطار الدعم المقدم من جمهورية الصين الشعبية لسورية.
وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف قدم خلال مراسم التوقيع الشكر للصين على كل ما قدمته وتقدمه لسورية، معبراً عن تطلع سورية مستقبلاً إلى أن تكون الصين شريكة لها في إعادة الإعمار وأن تكون للشركات الصينية مساهمة بناءة في بناء بلدنا ونقل الخبرات في كل المجالات، مبيناً أن هذه الدفعة الجديدة من الباصات لن تكون الأخيرة وهي مؤشر مهم على عمق علاقات الصداقة.
بدوره أكد سفير الصين في سورية فينغ بياو أن الصين تعتبر سورية شريكاً وصديقاً حميماً وتسعى في المستقبل إلى تعزيز وتطوير علاقات التعاون لتشمل مختلف المجالات، كاشفاً أنه سيتم العمل لتأمين دفعات ثالثة ورابعة من الباصات لكونها تؤدي دوراً مهماً في تخفيف الضغط عن وسائط النقل الأخرى وتأمين وسائل نقل جماعية للسكان.
معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان اعتبر أن هذه الدفعة من الباصات هي استمرار لموقف الصين الداعم لسورية في حربها ضد الإرهاب، وتأتي تجسيداً للعلاقات التاريخية العميقة بين البلدين، لافتاً إلى أن الصين تعمل دائماً على تقديم كل ما من شأنه التخفيف من معاناة الشعب السوري.
مخلوف: لا ننسى من يمد لنا يد العون
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة أن العلاقة المتينة والقوية التي تربط قيادتي بلدينا والتي يرسيها الرئيسان بشار الأسد وشي جين بيغ، تنعكس على كل المناحي وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والتقانية، مبيناً أننا اليوم نرى هذه الدفعة من الباصات في وقت نحتاج إلى خدمة النقل الجماعي لتأمين الطلبة والموظفين والعاملين وشرائح الشعب السوري في ظل الحصار المطبق على بلدنا، والذي يؤثر في حركة النقل بشكل عام نتيجة نقص المحروقات.
وأشار مخلوف في تصريحه لـ«الوطن»، إلى أن دفعة المساعدات الصينية لا تقتصر على الباصات حيث سبق وقدمت الصين في عام 2019 مئة باص وهذه هي الدفعة الثانية، كما قدمت الصين سلسلة مساعدات إغاثية وغذائية وتقانية وطبية ولقاحات لمواجهة فيروس «كورونا»، وهناك تعاون في المجال التقني والاتصالات، وهذا يؤكد على علاقاتنا الوثيقة والعميقة بين بلدينا وهي تسير وفق مصالح الشعبين الصديقين.
وقال: «نحن في سورية لا ننسى من يمد لنا يد العون ولا يمكن أن نقارنه بمن يسرق محاصيلنا ونفطنا وثرواتنا الباطنية ويطبق علينا الحصار الجائر، أين هذه الدول الداعمة للإرهاب من الدول الصديقة التي تقف معنا في كل الظروف التي نعيشها؟ السوريون لن ينسوا وسيبقون دائماً إلى جانب الدول التي ساعدتهم وتساعدهم دائماً ونشكر الصين حكومة وشعباً ونقول إن الشعب السوري ينتظرهم في مرحلة إعادة الإعمار، وأن تكون الشركات الصينية من أوائل الشركات التي ستساعد في البناء إن شاء الله».
الوزير مخلوف أكد أن الباصات ستوضع في الخدمة فوراً في كل المحافظات السورية.
بياو: بدأنا بإعادة الإعمار
بدوره وفي تصريح خاص لـ«الوطن» لفت سفير الصين في سورية فينغ بياو إلى أن العلاقات السورية-الصينية شهدت تطوراً كبيراً خاصة بعد المكالمة التاريخية التي جرت بين الرئيسين بشار الأسد والرئيس شي جين بينغ وبعد الزيارة الناجحة التي قام بها وزير الخارجية وانغ يي إلى دمشق، معتبراً أن الدفعة الثانية من الباصات هي تنفيذ لهذه الاتصالات لكبار المسؤولين بين البلدين.
ولفت السفير بياو إلى أن هذه السنة شهدت تطوراً مهماً في العلاقات الثنائية عبر عنه التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون بين الحكومتين الصينية والسورية ضمن «مبادرة الحزام والطريق»، كذلك عقدت الدورة الخامسة لمجلس الأعمال السوري-الصيني، وأضاف: «بدأنا وشجعنا المؤسسات والشركات الصينية على المشاركة في إعادة الإعمار في سورية، وتدريب المئات من الكوادر السورية».
وأشار إلى أن الشركات الصينية بدأت بالفعل المساهمة في إعادة الإعمار، وهناك شركة بدأت في إنتاج الإسمنت في سورية، كاشفاً عن استعداد الشركات الصينية للمساهمة في مشروعات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، مشدداً في الوقت نفسه على أنه مع مرور الأيام ستشارك المزيد من الشركات الصينية في عملية إعادة الإعمار في سورية، وقال: «هذه المساهمة تعبر عن دعم الصين وتأييدها للشعب السوري في صموده بوجه التدخلات الخارجية ومواجهة العقوبات الأحادية الجانب».
سوسان: الصين تمتلك مقومات المساهمة
معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، أشار في تصريح خاص لـ«الوطن» إلى أن العلاقات السورية-الصينية متجذرة وعميقة منذ قيام جمهورية الصين الشعبية وحتى اليوم، وهي تكتسب أبعاداً جديدة من خلال التحديات التي يواجهها كلا البلدين.
ولفت سوسان إلى أن سورية كانت على الدوام مع الصين الواحدة خلال محاولات البعض المساس بوحدة الصين، وكانت دائماً مع الصين إزاء تسييس ملف حقوق الإنسان والهادف للإساءة لصورة الصين وشيطنة هذه الصورة على الساحة الدولية، مضيفاً: «بالمقابل موقف الصين كان واضحاً جداً فيما يتعلق بالعدوان الإرهابي على سورية منذ البداية وما نراه اليوم هو التعبير الأبلغ عن العلاقات المتينة بين البلدين وهكذا يكون الصديق في أوقات الشدة».
سوسان أشار إلى أن الصين تقدم هذه المساهمة الجديدة من أجل التخفيف من معاناة السوريين من جراء أزمة النقل، فهذه المعاناة وغيرها من المشكلات التي يكابدها السوريون هي نتيجة العقوبات الأحادية غير المشروعة وما نعانيه من سرقة لثروات السوريين، مشدداً على أنه من هذه النقطة يمكن أن نرى الفرق بين الصين وبين تلك الدول التي كانت الداعم الأساسي للإرهاب على سورية.
سوسان الذي شكر الصين على مبادرتها، أكد أن سورية تتطلع إلى مساهمة الصين الفاعلة في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب، فالصين من القوى القليلة بالعالم التي تمتلك كل المقومات للمساهمة في هذه العملية، والبعد السياسي والعلاقات السياسية بين البلدين تشكل أساساً متيناً لمثل هذه العملية، وأضاف: «أعتقد أن الأصدقاء الصينيين لن يبخلوا في هذا الإطار»، وتابع: «نحن والصينيون على موجة واحدة في رؤانا إزاء مختلف الموضوعات سياسياً واقتصادياً ونعمل معاً من أجل تعميق علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات حتى ترتقي لمستوى العلاقات السياسية بين البلدين».
سلطي: من مذكرة التعاون إلى الواقع
رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي سلطي وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»: كشف أن التوقيع على مذكرة التفاهم، الذي جرى مؤخراً بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية الصين الشعبية سيتحول قريباً إلى واقع فعلي سيترجم من خلال مجموعة من المشروعات الأساسية التي ستقوم بها جمهورية الصين الشعبية بالتعاون مع الجهات المعنية في سورية والجهات المختصة سواء كانت وزارة الموارد المائية أم وزارة الكهرباء أو وزارة الأشغال العامة، لافتاً إلى أن مجموعة المشروعات التي سيجري إطلاقها ستترجم على الأرض بفاعلية أكبر تحقق تطلعات الشعب السوري وهذا سيكون قريباً من خلال مجموعة الشركات الصينية التي ستحط في أراضي الجمهورية العربية السورية للمساهمة في إعادة الإعمار، وأضاف: «إعادة الإعمار قادمة، وسورية باقية بقيادة الرئيس بشار الأسد».
المستقبل أجمل
وقبيل التوقيع على مراسم تسليم مئة باص صيني إلى سورية، عبر السفير الصيني في كلمة له عن أمنيته بأن تلعب هذه الباصات دوراً مهماً في تحسين معيشة الشعب السوري خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم اليوم من أزمة الغذاء والطاقة.
وأضاف: «هذا الدعم والتأييد لسورية هما تنفيذ لنتائج مكالمة جرت بين رئيسي بلدينا في تشرين الثاني الماضي، مبيناً أن العلاقات الثنائية شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً ليس في مجال تقديم المساعدات فحسب التي شملت إضافة للباصات أجهزة اتصالات ولقاحات ومستلزمات طبية ومساعدات غذائية، إنما جرى أيضاً التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بمبادرة «الحزام والطريق»، التي ستعطي زخماً للعلاقات الاقتصادية والتجارية».
وتابع: «أنا أؤيد الشعار الذي رفعه الرئيس بشار الأسد «الأمل بالعمل»، ونحن واثقون بأنه وبجهود الشعب السوري وبجهودنا المشتركة وبدعمنا وتأييدنا لصمود السوريين بالتأكيد مستقبل سورية سيكون أجمل».
بدوره وفي كلمة مماثلة له أشار وزير الإدارة المحلية والبيئة إلى أن ما نشهده اليوم هو ثمرة العلاقة الطيبة التي يرسيها الرئيس الأسد والرئيس الصيني شي جين بينغ، التي تنعكس على علاقات التعاون في كل المجالات.
وأضاف مخلوف: «دائماً وأبداً تسعى الدولة السورية لتقديم الاحتياجات للمواطنين وكل الخدمات اللازمة لمعيشتهم، ونحن اليوم نلمس الدعم والمساندة من الصين للشعب السوري الذي لا ينسى من وقف معه أيام الشدة، ولا ننسى موقف الصين في دعم الدولة السورية في مكافحة الإرهاب، وتقديمها شحنات المساعدات المتتالية سواء في مجال الأدوية أم اللقاحات والمساعدات الغذائية والدعم في المجالات التقنية والتعاون في المجال الثقافي والتربوي والاتصالات».
مخلوف اعتبر أنه لا يمكن المقارنة بين من دعم الإرهاب ضد بلدنا ومن يسرق ثرواتنا ومحاصيلنا ومياهنا وما يخلفه من معاناة ومصاعب لبلدنا، وبين من يقدم المساعدة في كل الظروف وخاصة أننا نعيش الحصار الجائر والعقوبات الأحادية الجانب التي تطبق على بلدنا وتستهدف احتياجات شعبنا، مؤكداً أن الصين تقف إلى جانب الدولة والشعب السوري ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر الجزيل للصين قيادة وحكومة وشعباً على كل ما يقدمونه للشعب السوري ونتطلع مستقبلاً إلى أن يكونوا شركاء لنا في إعادة الإعمار في بلدنا، كما نتطلع إلى أن تكون الشركات الصينية مساهمة بناءة في بناء بلدنا ونقل الخبرات في كل المجالات.