سورية

وزارة الخارجية والمغتربين تكرّم سفراءها السابقين … المقداد لـ«الوطن»: عندما يهدد النظام التركي بالعدوان فعلينا أن نكون مستعدين

| سيلفا رزوق - تصوير طارق السعدوني

اعتبر وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أنه عندما يهدد النظام التركي بالعدوان علينا يجب أن نكون مستعدين لمواجهة كل التوقعات والاحتمالات، ونحن دائماً جاهزون، مشدداً على أن العقوبات الجائرة بحق السوريين يجب أن تنتهي لأن من يقوم بفرضها مجرم ولا أخلاقي.

وعلى هامش حفل تكريم أقامته وزارة الخارجة والمغتربين لعدد من السفراء السابقين أمس حضره وزير شؤون رئاسة الجمهورية والمستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير الإعلام بطرس حلاق وعدد من أعضاء المركزية لحزب البعث الذين كانوا سفراء سابقين لسورية في عدد من الدول، ذكر المقداد في تصريح خاص لـ«الوطن» أن وزارة الخارجية والمغتربين أرادت القول من خلال هذا التكريم: إن السياسة الخارجية ازدادت بهاء وأصالة بتعاقب الأجيال وما كان يمثله الدبلوماسي السوري، هو السياسة المشرفة نفسها لسورية والدور الذي قامت به في مختلف المراحل التاريخية داخلياً وعربياً ودولياً.

وأضاف: «داخلياً دافعنا عن بلدنا بكل شرف وإباء، وعربياً دافعنا عن حقوقنا العربية وخاصة القضية الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني، ودافعنا بشكل مستمر عن حقوقنا في سورية وخاصة حق شعبنا العربي السوري في الجولان بالعودة لوطنه الأم وهذه قضية أساسية تدافع الدبلوماسية السورية عنها في كل وقت»، وتابع: «أغتنم هذه الفرصة لأحيي أهلنا في الجولان وفي فلسطين المحتلة الذين يثورون على العدوان الإسرائيلي المستمر».

المقداد أكد أن الوزارة تريد للجيل الجديد من الدبلوماسيين السوريين الاستفادة من هذه التجربة والارتقاء بتجربتنا الحالية لمواجهة التحديات التي نتعرض لها وخاصة في إزالة العقوبات أحادية الجانب التي يجب أن تنتهي لأن من يقوم بفرض العقوبات على الشعب السوري هو مجرم ولا أخلاقي ويقتل الشعب السوري، مشيراً إلى أن قضية مكافحة الإرهاب تبقى قضية أساسية للدبلوماسية السورية.

ورداً على سؤال حول موافقة النظام التركي على انضمام فنلندا والسويد للناتو واستخدامه هذه الورقة للمساومة للسماح له بشن عدوان على الأراضي السوري قال المقداد: «لم نفاجأ بهذه السياسة الصبيانية والانتهازية لتركيا، وكنا نقول للجميع: إن (رئيس النظام التركي رجب طيب) أردوغان يريد أن يلعب بهذه الورقة وهو يلعب، وهو بهلوان وليس قائد سياسي، ونؤكد بأن كل الأراضي المحتلة في إدلب ستعود لسورية آجلاً أم عاجلاً وعلى المحتل الأميركي والانفصاليين الذين يدعمونه ويستجدون التدخلات الدولية أن يتوقفوا عن ذلك، لأنه لا مستقبل لهذا المحتل ولهذه التدخلات، وستعود الجزيرة السورية للحضن الوطني».

المقداد أكد في تصريحه لـ«الوطن» أنه عندما يهدد النظام التركي بالعدوان، فعلينا أن نكون مستعدين، «ونحن وجيشنا وشعبنا مستعدون لمواجهة كل التوقعات والاحتمالات، ونحن دائماً جاهزون والصديق الروسي يقف دائماً إلى جانبنا ويدافع ويحاول منع هذا العدوان».

مدير المعهد الدبلوماسي السفير عماد مصطفى وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» أكد أن الدبلوماسية السورية تقتدي بنهج وتوجه الرئيس بشار الأسد الذي يحب أن يكرم كل من يعطي لهذا الوطن، وأضاف: «اقتداء بالرئيس الأسد نحن قمنا بحفل التكريم لأننا نعتبر أن السادة السفراء المتقاعدين قدموا الكثير لسورية وكانوا قدوة للسفراء الشبان، وهذا التكريم تعبير رمزي عن العرفان بالجميل لهم».

ورداً على سؤال حول سر نجاح الدبلوماسية السورية قال مصطفى: «كلنا في وزارة الخارجية نتربى تربية وطنية صحيحة وسليمة ونقتدي بقيادتنا السياسية، ونعتبر أن لنا الفخر بأن الوطن كرمنا بأنه سمح لنا أن نمثله بالخارج وهذا شرف عظيم ووسام على صدرنا كيف لنا أن نتجاهله أو نخفف منه».

المقداد وفي كلمة له خلال الحفل أشار إلى أن الوزارة تسعى بمتابعة توجيهات القيادة السياسية سواء اليوم في عهد الرئيس الأسد أم في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد، وأشار إلى أن العاملين في وزارة الخارجية كانوا وما زالوا مؤمنين ومدافعين عن الخطوط الراسخة والمشرفة للسياسة الخارجية المبدئية لسورية، والقائمة على الدفاع عن وحدة أرضنا وهويتنا واستقلالنا وسيادة قرارنا الوطني إلى جانب السعي بتنفيذ التوجيهات بمد جسور الصداقة والتعاون والتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء ممن يشاطروننا احترام صون مبادئ الحرية والاستقلال والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرنا.

وأضاف المقداد: إن «كل من يناصبنا العداء واختلف معنا لن يتمكن من استهداف كرامتنا وعزتنا، وكان مجبراً دائماً على الاعتراف بأننا أعزاء وأقوياء ولا نستسلم، وأننا أصحاب قضية محقة ومتجذرون في أرض الوطن، مهما تعاظمت التحديات والصعوبات».

ولفت المقداد إلى أن تحديات السنوات الأخيرة وفي مقدمتها الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي كانت قائمة على رهان خاسر وقصير النظر من قبل البعض في الغرب والمنطقة، حيث اعتبر هؤلاء بأن سورية ستهتز وتنكفئ على ذاتها وتستسلم وتغير مبادئها وقراراتها تحت ضغط العدوان والحصار، معتبراً أن هذا الرهان خاسر وقصير النظر والأيام أثبتت قوة سورية ومتانة مؤسساتها.

وأضاف: «وزارة الخارجية ستبقى جزءاً صلباً مؤمناً بقضايا الوطن وجزءاً من جيش كبير صمد في هذا البلد، وستصمد في وجه التحديات، وذلك بفضل حكمة الرئيس بشار الأسد وتماسك المؤسسات الوطنية العريقة وفي مقدمتها قواتنا المسلحة الباسلة، التي وقفت وتقف ضد المحتل والمعتدي والإرهابي وداعميه».

وشدد المقداد على أن محاولات أعداء سورية المستميتة لن تنجح في إقصائها أو إغلاق الأبواب أمامها سواء عربياً أم إقليمياً أم دولياً.

السفراء الذين كرمتهم وزارة الخارجية والمغتربين: علي المدني، محمد كابور، عيسى درويش، سليمان حداد، أحمد الحسن، الياس نجمة، محسن بلال، وهيب الفاضل أحمد عرنوس، حامد حسن، هاشم إبراهيم، تركي صقر، كمال شرف، محسن الخير، عبد الفتاح عمورة، نبيلة الشعلان، لمياء عاصي، حسين عمران، علي دياب، سليمان سرة محمد خفيف، حمزة الدواليبي، حسان ريشة، نبيه إسماعيل، فاروق قدور، مهدي دخل لله، هدى الحمصي، هلال الأطرش، بسام عبد المجيد، خلف الجراد، نضال قبلان، محمد غسان الحبش، حبيب عباس، محمد خضور، عدنان محمود.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن