الحلف تعهد بتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.. وبرلين: لا نريد التخلي عن الاتفاق الأساسي مع روسيا … موسكو: انضمام فنلندا والسويد لـ«الناتو» سلبي وتوسيعه مزعزع للاستقرار
| وكالات
أعلن حلف «الناتو»، أمس الأربعاء، تقديم المزيد من المساعدات الدفاعية والمالية لأوكرانيا، واتفق قادته على دعوة فنلندا والسويد رسمياً للانضمام إليه، في حين أكدت موسكو أنها تنظر بسلبية تجاه انضمام الأخيرتين للناتو، لافتة إلى أن توسيع الحلف عامل لزعزعة الاستقرار، في حين أعلنت ألمانيا أنها لا تريد أن يتم التخلي عن الاتفاق الأساسي بين الحلف وروسيا.
يأتي ذلك في حين جددت وزارة الخارجية الروسية تأكيدها أن المناطق المدنية في أوكرانيا ليست أهدافاً لضربات القوات الروسية خلال العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال «الناتو» في ختام قمته المنعقدة في العاصمة الإسبانية مدريد في بيان»: إن روسيا هي التهديد الأكثر أهمية والمباشر لأمن الحلفاء»، معتبراً أن تعميق الشراكة الإستراتيجية بين روسيا والصين يشكل تحدياً لقيم ومصالح الحلف.
وأفاد الحلف بأنه يعتزم نشر تعزيزات مؤلفة من قوات متأهبة للقتال على حدوده الشرقية، معلناً أن قادة دول الناتو وافقوا على مفهوم إستراتيجي جديد للحلف حتى عام 2030.
وأضاف البيان: اتفق قادة الحلف على دعوة فنلندا والسويد رسمياً للانضمام إلى الحلف بعدما أبرمت تركيا اتفاقاً مع الدولتين الإسكندنافيتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما، كما تمت الموافقة على توقيع بروتوكولات الانضمام.
بدوره قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن روسيا تنظر بسلبية تجاه انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، وتوسيع الحلف عامل بحت لزعزعة الاستقرار.
وأضاف ريابكوف: إن الجانب الروسي يدين المسار غير المسؤول لحلف شمال الأطلسي، الذي يقضي على البنية الأمنية الأوروبية، لافتاً إلى أن دول الناتو، بما في ذلك تلك التي تسعى للانضمام إلى الحلف، فنلندا والسويد، تتنازل في الواقع عن جزء من سيادتها الدفاعية للولايات المتحدة.
وأضاف قائلاً: كم ستكون الفترة المقبلة هادئة بالنسبة لجيراننا في شمال أوروبا لدي شكوك جدية حول هذا. وفي النهاية، أعطوا جزءاً من سياستهم الخارجية وسيادتهم الدفاعية لواشنطن، ومن يسمون شركاء كباراً آخرين في الناتو، مشيراً إلى أن موسكو تأسف بشأن المحادثات حول التضامن الأوروبي الأطلسي، التي تستخدم كغطاء للخطط العدوانية للتحالف ضد روسيا.
وفي وقت سابق أمس قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ إن حلف شمال الأطلسي سيعلن قبول السويد وفنلندا في صفوفه، وذلك بعد أن منحت تركيا الضوء الأخضر لهذه العملية، مضيفاً: إن عملية الانضمام تسير بسرعة غير مسبوقة، وأن تاريخ عضويتها يعتمد على التصديق على بروتوكول الانضمام، ومصادقة 30 برلماناً.
وعلى خط مواز ذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن ألمانيا لا تريد أن يتم التخلي عن الاتفاق الأساسي بين الحلف وروسيا.
وحسب وكالة «تاس» قالت بيربوك: نحن نواجه هذه الحقيقة المرة الجديدة التي يجب أن نكون قادرين الآن على الدفاع عن أنفسنا ضد روسيا إذا حدث ذلك.
لكنها في الوقت ذاته نوهت بأن ألمانيا لا تريد التنديد بالقانون التأسيسي لروسيا والناتو.
وعلقت الوزيرة بخصوص زيادة حجم قوة الرد السريع لحلف الناتو، قائلة إن حلف شمال الأطلسي بذلك سيحمي كل شبر من أراضي الحلف.
من جانب آخر جددت وزارة الخارجية الروسية تأكيدها أن المناطق المدنية في أوكرانيا ليست أهدافاً لضربات القوات الروسية خلال العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن أليكسي بولشوك مدير الإدارة الثانية لرابطة الدول المستقلة في الخارجية الروسية قوله أمس: إن قواتنا إلى جانب قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين تعمل بشكل منهجي على تنفيذ جميع المهام المحددة لتحرير دونباس ونزع السلاح من أوكرانيا والقضاء على التهديدات التي تنطلق من أراضيها لروسيا»، مشدداً على أن المناطق المدنية والسكان المدنيين في أوكرانيا ليسوا أهدافاً للضربات أو الاستهداف.
وأشار بولشوك إلى أن ما تم استهدافه في كريمنشوك هو مستودعات أسلحة واردة من الغرب وليس مركزاً للتسوق.
وكان دميتري بوليانسكي النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة نفى أول من أمس توجيه الجيش الروسي أي ضربة لمركز تسوق في كريمنشوك، مؤكداً أن ما تم استهدافه هو مستودعات أسلحة واردة من الغرب، كما قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الجوية الروسية وباستخدام أسلحة عالية الدقة دمرت أسلحة وذخائر لمجموعة القوات الأوكرانية التي كانت موجودة في مستودعات كريمنشوك التي تحتوي على أسلحة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
إلى ذلك تجري مشاورات في موسكو وأوسلو بشأن رفض السماح بدخول شحنات روسية إلى سفالبارد، حيث قطعت السلطات النرويجية الإمدادات الغذائية الروسية.
جاء ذلك ضمن تصريحات القنصل العام لروسيا في سبيتسبيرغن، سيرغي غوشين، لقناة «روسيا 24» التلفزيونية، حيث قال إن موسكو ستقدم رداً مناسباً على انتهاكات معاهدة عام 1920.
وأغلقت النرويج، اعتباراً من 29 نيسان الماضي، نقطة العبور الوحيدة على الحدود مع روسيا في «ستورسكوغ» للشاحنات القادمة من روسيا، مهددة بذلك وصول الإمدادات الغذائية إلى سفالبارد. لذلك سلمت السفارة الروسية لدى النرويج مذكرة تطالب فيها باستئناف النقل، إلا أن أوسلو رفضت الطلب أول من أمس الثلاثاء.
وصرح نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساتشيف، في وقت سابق بأن رفض النرويج السماح بمرور البضائع للقرى الروسية في سفالبارد هو أمر غير أخلاقي، وينتهك حقوق الإنسان، وأشار إلى أن أوسلو بمثل هذه التصرفات تنتهك كذلك أحكام معاهدة باريس لعام 1920.
ولا تزال قرية التعدين الروسية، بارينتسبورغ، الواقعة على أرخبيل سفالبارد في المحيط المتجمد الشمالي من دون إمدادات بسبب موقف النرويج، التي رفضت استثناء العقوبات المفروضة على الشحنات الروسية. وعادة ما يتم إمداد قرية بارينتسبورغ من مورمانسك، حيث يتم تسليم البضائع إلى مدينة ترومسو عبر نقطة العبور الوحيدة على الحدود، ثم يتم نقلهم إلى الجزر عبر سفينة شحن واحدة «برينغ»، التي تغادر إلى الأرخبيل كل 10 أيام، حيث يعيش في بارينتسبورغ نحو 500 شخص، بما في ذلك عمال «النوباتجيات» والمناجم التابعين لصندوق «آركتيك أوغول» الروسي.