ثقافة وفن

الدراما السورية قادرة على تصدير وجوه تمثيلية شابة … زامل الزامل لـ«الوطن»: يجب على نقابة الفنانين أن تضع قانوناً خاصاً لأجور الممثلين

| هلا شكنتنا

زامل الزامل ممثل سوري شاب من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، عرف منذ بداية دخوله للوسط الفني بقدرته على تجسيد الشخصيات وتقمصها ببارعة، حيث قدم عدة أدوار درامية وتميز بإتقانه اللهجة البدوية التي قدمها من خلال شخصية «غزال» في مسلسل «بروكار»، كما عاد تقدمة هذه اللهجة في مسلسل «مع وقف التنفيذ» الذي عرض ضمن رمضان 2022 من خلال تأديته لشخصية « المايسترو خيام» الذي استطاع أن يلفت النظر إليه على الرغم من قلة مشاهده، وأثناء لقاء «الوطن» معه دار بيننا حوار كان كالتالي:

• في البداية دعنا نتحدث عن مشاركتك في مسلسل «مع وقف التنفيذ» كضيف شرف، ما الذي جذبك لهذا الدور؟

حقيقة النص هو الذي جذبني للدور، على الرغم من أن مشاهدي لا تتجاوز العشرة إلا أنها كانت جميلة وكنا متأكدين بأن وجودهم سوف يحصد نتيجة مهمة، كما أن الشراكة بين الكاتبين «علي وجيه» و«يامن حجلي» من جهة والمخرج «سيف الدين سبيعي» والشركة المنتجة من جهة ثانية كانت مغرية، لأن الممثل سوف يكون ضمن عمل نستطيع من خلاله القول بأن أجواءه تعتبر صحية واحترافية.

• كيف كانت ثنائيتك مع الممثلة الشابة «سهير صالح»، وهل واجهت صعوبة في تأدية اللهجة البدوية؟

في البداية نحنا تحدثنا قبل بداية التصوير وتناقشنا في التفاصيل، كما قمنا بتوحيد اللهجة فيما بيننا، ودعيني أخبرك بشيء أنا وسهير أعمارنا متقاربة وكنا زملاء في المعهد العالي للفنون المسرحية ويوجد بيننا ودّ، لذلك اتفقنا على أن نعمل بذات الخط لكي تنجح مشاهدنا وتظهر بالشكل المطلوب، أما بالنسبة لموضوع اللهجة فلم أواجه صعوبات لكوني قدمتها مسبقاً، لكن بهذا الدور كانت المصطلحات الخاصة بالشخصية التي قدمتها وهي شاب يدّعي بأنه موسيقار، لكن الأجواء العامة التي تعيشها الشخصية ضمن الملاهي الليلية واستخدام المصطلحات هي التي تعتبر صعبة بعض الشيء.

• إذا أردنا التحدث عن تعدد اللهجات نرى بأنك أيضاً قدمت لهجة بعيدة عن اللهجة الشامية في مسلسل «بروكار»، ألم يخيفك تنميطك بهذه الأدوار؟

حقيقة أنا اتخذت قراراً ما قبل «وقف التنفيذ» بعدم تقدمة هذه اللهجة لكي أترك مسافة بين مسلسل «بروكار» وعمل درامي آخر، لكن حقيقة الدور في مسلسل «مع وقف التنفيذ» كانت مغرية، علماً بأنني من مواليد دمشق وأتحدث اللهجة البيضاء ولهجات أخرى بطلاقة.

• نراك تشارك في أعمال البيئة الشامية التي عادة ما تكون متشابهة في مضمونها، ما الذي تضيفه هذه الأعمال للممثل الشاب؟

صراحة أغلب الأعمال التي يتم العمل عليها في البلاد هي أعمال بيئة شامية، ويبقى الرهان على الدور وكيفية تقديمه وانتقائه، ومشاركتي في «بروكار» و«باب الحارة» كان معتمداً على انتقاء الدور والظرف المعين ضمن أعمال البيئة الشامية، كما أن هذه الأعمال هي تمرين جيد للممثلين الشباب أمام الكاميرات وخاصة أنها تحتوي على نوع من المبالغة حيث تعطي للممثل قدرة على أن يقوم بإظهار أدواته، ومن بعد هذه التجارب يتجه نحو الأعمال الاجتماعية.

• هل الدراما السورية حالياً قادرة على تقديم الممثلين الشباب بشكل جيد؟

بالتأكيد، الدراما اليوم قادرة على أن تصدّر وجوهاً تمثيلية شابة جديدة، والأعمال التي قدمت ضمن الموسم الحالي تؤكد على أن الدراما قادرة، ومن الضروري أن تقدم الدراما وجوهاً جديدة، وعندما لاتستطيع الدراما أن تقدم وجوهاً جديدة فعندها تصبح المعادلة الدرامية غير صحية.

• ما الصعوبات التي تواجهك اليوم في عالم التمثيل؟

عدم وجود فرص جيدة، إضافة إلى وجود العديد من النصوص والأدوار السيئة، والخريج يقع بين مشكلتين هما بحثه عن الأدوار التي تناسبه وتجعل في رصيده كمية أعمال أو رفضه للأدوار وانتظاره الدور المناسب الذي من الصعب إيجاده في ظل هذه الظروف.

• تحدثت مسبقاً بأن الأجور التي تقدم للممثلين الشباب غير جيدة، برأيك لماذا يتم التعامل بهذه الطريقة مع الممثل! وهل المنتجون يتهاونون بالتعامل مع الممثل الشاب؟

حقيقة المنتجون لا يعرفون الممثلين الشباب الموجودين على الساحة، بل يعرفون عدة نجوم يريدون التعامل معهم ويقدمون لهم الأجور العالية، أما بقية الممثلين وخاصة الشباب فيتعاملون معهم على أنهم حواش لهذا العمل، وبالتأكيد يوجد منتجون تعاملهم يختلف لكن الأغلبية يتعاملون بهذه الطريقة، كما أن المنتجين لا يعلمون إذا كان هذا الممثل خريجاً أم لا أو إذا كان يمتلك خبرة، وخاصة أن المنتجين يريدون ممثلين شباباً يتناسب أجرهم مع الأجر المحدد من الشركة المنتجة، وبسبب كثرة أعداد الخريجين الذين يبحثون عن الفرص فسوف يجدون الممثل الذي يوافق على هذه الأجور القليلة، وهذه الطريقة التي يتم التعامل بها مع الخريجين بالنسبة للأجور القليلة أحمل سببها لنقابة الفنانين التي لم تضع شروطاً للأسعار التي يجب أن تقدم من شركات الإنتاج، لذلك يجب على النقابة أن تضع قانوناً خاصاً لهذا الأمر.

• إذا أردنا الانتقال إلى حياتك الشخصية كيف يصف «زامل الزامل» شخصيته؟

أنا «صاحب مبدأ»، وخاصة أنني قادر على التكيف مع أي مرحلة، لكن يجب ألا تكون هذه المرحلة على حساب سعادتي ونفسي ورضاي عن ذاتي لأن في النهاية مبدئي يبقى ثابتاً.

• من الذي شجعك على دراسة التمثيل والعمل ضمن هذه المهنة؟

كنت أفكر بها منذ زمن، وبعدما حصلت على الشهادة الثانوية «الحرة» أصبحت صاحب القرار، لكنني لم أدخل إلى المجال العملي في مهنة التمثيل إلا بعدما درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أنني عملت فني إضاءة، وكنت أشاهد الدراما من خلف الكاميرات.

• برأيك كم هي مهمة الدراسة الأكاديمية للممثل؟

الدراسة الأكاديمية مهمة وضرورية جداً، كما أن الزخم الذي يحصل عليه الطالب من خلال دراسة الفن لمدة أربع سنوات، لا يستطيع الشخص أن يحققه بمفرده حتى ولو كان مجتهداً، وأنا لا أحصر كلمة «خريج» فقط لخريجي المعهد لأن هناك بضع أكاديميات أخرى خاصة تقدم الزخم نفسه تقريباً.

• هل توجد منافسة بينك وبين زملائك الممثلين الشباب؟

من اللازم أن يكون هنالك منافسة لكي يقدم الشخص أفضل ما لديه، لكن يجب أن تكون المنافسة صحية وقائمة على التقييم المهني والعمل الذي يثبت موهبة الشخص عن الشخص الآخر، ويكون العمل هو الحكم.

• نرى بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت حاجة ضرورية للممثل لكي يتواصل من خلالها مع جمهوره، كيف تصف علاقتك بهذه المواقع؟

علاقة متفاوتة مع هذه المواقع، في بعض الأحيان أقوم بنشر بعض الصور، وفي بعض الأحيان تكون فقط للتصفح، لكنني بشكل عام لست نشطاً على هذه المواقع، وأحاول الاستفادة من هذه المواقع من خلال اطلاعي على الأخبار وماذا يحصل حولي، حقيقة لا أكرّس حياتي لهذه المواقع فهناك أشياء مجدية أكثر يجب أن نقدمها، وهذه المواقع لا تقدم جمهوراً للممثل إذا لم يقدم شيئاً على أرض الواقع، والجهد الذي من الممكن أن أقدمه على مواقع التواصل الاجتماعي أفضّل أن أقدمه من خلف الشاشة لكي يكون مجدياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن